
قال المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينج، الأربعاء، إن بلاده تسعى لتمديد الهدنة في اليمن لمدة ستة أشهر، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة وصلت إلى عتبة التمويل المطلوب لإنقاذ الناقلة صافر العائمة في مياه البحر الأحمر، وذلك بعد اجتماع مع مسؤولين هولنديين وألمان، على هامش اجتماعات الجمعية العامة.
وأضاف ليندركينج في تصريحات لـ"الشرق" على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن "تحالفاً واسعاً من دول المنطقة والقطاع الخاص ومنظمات حماية المحيطات، ساهم في معالجة الأزمة، قبل أن يتسرب النفط من الناقلة صافر، ويؤثر على الشحن والحياة البحرية، والمصايد السمكية التي يعتمد عليها الكثير من الأشخاص".
وأكد المبعوث الأميركي أن ذلك لا يعني أن "الوضع قد تم حله"، مشيراً إلى أن "النفط لا يزال على متن الناقلة، لذلك نحن بحاجة إلى الدول التي تعهدت بهذا التمويل للتقدم، وتوزيع تعهداتها، ومن ثم نحتاج إلى تحرك أممي سريع لتنفيذ الخطة التشغيلية.. ولكن في نهاية المطاف هذا تطور عظيم".
"مؤشرات إيجابية"
وأشار ليندركينج إلى أن "هناك بعض المؤشرات الإيجابية.. في الحقيقة أن هناك هدنة سارية منذ 2 أبريل الماضي، ويتم تمديدها كل شهرين".
وتابع: "أعتقد أننا جميعاً، بما يشمل الشعب اليمني وأطراف الصراع، نشعر بمزيد من الأمل الآن.. نحن بحاجة إلى الانتقال إلى المستوى التالي، ليس فقط لتجديد الهدنة لشهرين، ولكن لهدنة أوسع، ربما لمدة 6 أشهر.. وهذا ما تود واشنطن أن تراه".
ولفت ليندركينج إلى أن هناك "تحركات للحوثيين ضد شروط الهدنة، سواء من خلال إعاقة دخول النفط أو الهجمات في تعز"، داعياً الجماعة إلى "فتح الطريق في تعز".
وشدد على أن النفط يُعد "جزءاً أساسياً في الاقتصاد اليمني، وضروري للعمليات الإنسانية، ولمصانع الأغذية، ولشبكة النقل.. لذلك يجب أن يتدفق النفط إلى البلاد من دون عوائق".
وتطرق ليندركينج إلى مدفوعات الرواتب، مؤكداً أنها "قضية أساسية" لكل من أطراف النزاع، كما شدد على "الحاجة إلى تعاون الحوثيين حتى نتمكن من فتح مدفوعات رواتب الموظفين في أسرع وقت ممكن".
وأكد أن "الهدنة هي الطريق الأمثل للوصول في نهاية المطاف إلى حل المسائل الصعبة المتعلقة بالحكم وتقسيم الموارد في اليمن، لذلك نريد أن نتحرك بسرعة كبيرة للوصول إلى هذه المرحلة".
"فرصة إيران"
وقال المبعوث الأميركي إن "طهران لعبت على مدار السنوات الخمس الماضية دوراً سلبياً في اليمن، لكن لديها الآن فرصة للعب دور بناء"، مشيراً إلى أن "إيران هربت أسلحة إلى اليمن، في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن حظر الأسلحة".
وشدد ليندركيج على أنه "يجب أن يتوقف التهريب الأسلحة إلى اليمن، خصوصاً وأن هناك موقفاً دولياً موحداً تجاه ما يحدث في اليمن.
وأضاف: "سعدنا بترحيب طهران بالهدنة"، مؤكداً أن "أمام إيران الآن فرصة للشروع بدور بناء في هذه الأزمة، وأعتقد أننا سنرحب بذلك إذا رأينا دليلاً عليه".
"إجماع في مجلس الأمن"
وأضاف المبعوث الأميركي أن هناك "درجة من الوحدة" بين الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، بما في ذلك روسيا والصين، بشأن المسألة اليمنية.
وأوضح أن هذه الدول تعتقد أنه لا يوجد حلاً عسكرياً، وأن التحديات في اليمن يجب حلها من خلال التفاوض.. وهذا أساس مهم للبدء منه"، مشيراً إلى أن "هذا الإجماع يضع أطراف الصراع تحت الضغط، وأن هناك توقعاً من قبل القوى الرائدة بأنه سيكون هناك تحرك نحو المفاوضات السياسية".
اقرأ أيضاً: