اتهم الدبلوماسي نيكولاس بيرنز، مرشح الرئيس الأميركي جو بايدن لمنصب السفير لدى الصين، الأخيرة بانتهاج سياسات "عدوانية" في المحيطين الهندي والهادئ، لكنه اعتبر أن "القوة الأميركية" تمنح الولايات المتحدة مزايا جوهرية في العلاقات بين الجانبين، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".
بيرنز الذي شغل سابقاً منصب سفير واشنطن لدى حلف شمال الأطلسي (ناتو) واليونان، رأى أن الصين هي المعتدي في علاقاتها مع تايوان وفيتنام واليابان والفلبين، وشكّك بنياتها بشأن ملفات، مثل تكنولوجيا الجيل الخامس للإنترنت.
لكنه اعتبر أن لدى واشنطن أفضلية في هذا الصدد، قائلاً خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ: "تعلن بكين أن الشرق ينهض والغرب في حالة تدهور. أثق ببلدنا".
واستشهد بالجيش الأميركي ووزارة الخارجية الأميركية والنظام التعليمي، بوصفها مزايا تتفوق فيها الولايات المتحدة على الصين.
"توغلات صينية"
وأشار بيرنز إلى توغلات صينية متكررة في منطقة الدفاع الجوي لتايوان، ووصفها بأنها صارخة بشكل خاص، إذ توضح أن بكين "تنوي استعادة تايوان"، وأن على واشنطن تكثيف جهودها لمنع حدوث ذلك. وأضاف: "مسؤوليتنا تكمن في جعل كسر تايوان مهمة صعبة".
ورفض تلميحات إلى أن الولايات المتحدة تتخلى عن سياستها التاريخية تجاه تايوان، المتمثلة في "الغموض الاستراتيجي"، والتي لا تحدّد هل ستتدخل إذا غزت الصين تايوان.
وقال: "نحن أفضل حالاً، وسنكون أكثر فاعلية في الالتزام بسياسة الصين الواحدة (التي اعتمدناها) خلال العقود الأربعة الماضية"، مشيراً إلى استراتيجية تلتزمها واشنطن، تعترف ببكين باعتبارها "الحكومة الشرعية الوحيدة"، من دون توضيح موقفها من سيادة تايوان.
وتابع: "لدينا، بموجب قانون العلاقات مع تايوان، القدرة وواجب مساعدة تايوان في الدفاع عن نفسها".
إشادة بترمب وبومبيو
وذكرت "بلومبرغ" أن بيرنز (65 سنة) أشار إلى أهمية الانخراط مع بكين وإيجاد مصالح مشتركة، مستدركة أن تركيزه على مناطق صراع نال إشادة سريعة من أعضاء جمهوريين وديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، مع بدء جلسات استماع لتثبيت تعيين بيرنز في المنصب.
واعتبر السيناتور جيمس ريش، أبرز الأعضاء الجمهوريين في اللجنة، أن وظيفة السفير لدى الصين "تتطلّب مقاربة من الحزبين". وخاطب بيرنز قائلاً: "ستكون في الخطوط الأمامية لهذا التنافس" بين واشنطن وبكين.
ولفت بيرنز إلى شبكة التحالفات الأميركية، باعتبارها واحدة من أبرز المزايا التي تتمتع بها الولايات المتحدة، في ما يتعلّق بتنافسها مع الصين التي رأى أنها تعتمد على عدد ضئيل من الأصدقاء أو الحلفاء.
وفي بادرة نادرة من شخصية ديمقراطية في واشنطن، أشاد بيرنز بالرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو، بعد "إحيائهما" تحالف الرباعي (كواد) مع الهند واليابان وأستراليا، معتبراً أنه تكتل مهم بالنسبة للولايات المتحدة في المحيطين، الهندي والهادئ.
وشغل بيرنز منصب وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، بين عامي 2005 و2008، وكان سفيراً لواشنطن لدى حلف "الناتو"، بين عامي 2001 و2005، بعد 4 سنوات من العمل سفيراً في أثينا. وهو الآن يحاضر في كلية هارفرد كينيدي.