غاز الجزائر يثير خلافاً إسبانياً إيطالياً.. ومحادثات لتهدئة التوتر

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي يصافح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال اجتماعهما في الجزائر - 11 أبريل 2022 - AFP
رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي يصافح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال اجتماعهما في الجزائر - 11 أبريل 2022 - AFP
دبي- الشرق

قالت مصادر مطلعة لـ"بلومبرغ"، إن دبلوماسيين من إيطاليا وإسبانيا يجرون محادثات لتهدئة التوتر بينهما، بعدما أثار تحرك روما لتأمين كميات كبيرة من الغاز الجزائري، قلقاً في مدريد من تأثير ذلك على قدرتها على الحصول على واردتها إضافية من الغاز الجزائري.

وتتدافع الدول الأوروبية للتخلص من مصادر الطاقة الروسية بعد غزو أوكرانيا، وتمثل الصفقة التي أبرمتها إيطاليا للحصول على كميات إضافية من الجزائر، وتعادل 12% من استهلاكها، خطوة هامة نحو تخفيف الاعتماد على الغاز الروسي. 
 
ولكن الصفقة أثارت قلقاً في إسبانيا، حيث توجد مخاوف من أن تؤدي إلى تقوية موقف الجزائر في المحادثات المستمرة منذ أشهر مع إسبانيا بشأن السعر، علماً أن الجزائر أعلنت رسمياً أنها لا تستبعد رفع أسعار الغاز لإسبانيا، وسط توتر بين البلدين على خلفية دعم مدريد لمقترح المغرب للحكم الذاتي في الصحراء.

وقال مصدران مطلعان لـ"بلومبرغ"، إن "هناك مخاوف في إسبانيا من أن تعيق الصفقة الجديدة مع إيطاليا، في قدرة الجزائر على مواصلة إمداداتها إلى إسبانيا".

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أبلغ مسؤولين إسبان، بعد توقيف خط الغاز "الأورو-مغاربي" الذي يمر عبر أراضي المغرب في أكتوبر الماضي، أن الجزائر مستعدة لتصدير كميات إضافية من الغاز المسال إلى إسبانيا.

ونقلت "بلومبرغ" عن مصادر مطلعة على المحادثات، والتي طلبت عدم الكشف عن هوياتها، أن مسؤولين من إسبانيا وإيطاليا، ناقشوا اتفاق الغاز الإيطالي مع الجزائر، ويعتزمون الاجتماع مرة أخرى في وقت لاحق من الشهر الجاري. 

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الإيطالية، إن وزراء من إيطاليا وإسبانيا يخططون للاجتماع في الأسابيع المقبلة، مضيفاً أن "الدولتين تجريان اتصالات دبلوماسية مستمرة، وتمتلكان علاقات عظيمة".

كميات إضافية

ولدى إسبانيا وإيطاليا شراكات قائمة منذ وقت طويل مع الجزائر لشراء الغاز، بالإضافة إلى خطوط أنابيب ممتدة لنقله.
 
وينص الاتفاق بين الجزائر وروما، الذي أُبرم الاثنين الماضي، على شراء إيطاليا 9 مليارات متر مكعب إضافية سنوياً بحلول عام 2023-2024.

وقالت شركة "إيني" الإيطالية، إن الكميات الإضافية ستكون "نتيجة للتعاون الوثيق في تطوير مشاريع الغاز". 

"لا تأثير على الإمدادات الإسبانية"

وقال مصدر إيطالي مطلع على الخطط لـ"بلومبرغ"، إن "الاتفاقية لن تؤثر على الإمدادات الإسبانية".

وشهد الإنتاج الجزائري ركوداً في السنوات الأخيرة في ظل نقص في الاستثمارات، ما جعل الكمية التي يمكن إضافتها ومدى سرعة ذلك "أمراً غير واضح" حسبما ذكرت "بلومبرغ". ولكن المدير العام لشركة "سوناطراك" توفيق حكار، قال في وقت سابق، إن الجزائر تعتزم استثمار 40 مليار دولار في قطاع النفط بحلول 2026، متوقعاً أن يتضاعف إنتاج الجزائر من الغاز خلال هذه المدة.

وقال ماتيو فيلا، كبير الزملاء الباحثين في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، لـ"بلومبرغ"، إن "الجزائر تراجعت كدولة مُصدرة على مدى العقدين الأخيرين"، مُوضحاً أنه "مع انخفاض الشحنات بأكثر من 40% خلال هذه الفترة، ستستمر المنافسة على الصادرات في إثارة الخلافات بين دول الاتحاد الأوروبي".

وتُجري شركة "ناتورجي" الإسبانية، المشغلة لخط أنابيب "ميد غاز" الممتد بين الجزائر وإسبانيا، محادثات تعاقدية متوترة مع مجموعة "سوناطراك" الجزائرية منذ أكتوبر الماضي.

"توقيت حساس"

وتفاقمت الانقسامات العام الماضي، بعدما أوقفت الجزائر إمدادات الغاز عبر الخط "الأورو-مغاربي" الذي يمر عبر أراضي المملكة المغربية، وأجبر ذلك مدريد على زيادة مشترياتها من الغاز الطبيعي المسال الأكثر تكلفة. 
 
ويرى فيلا أن "توقيت الاتفاق الإيطالي الجزائري، يأتي في وقت حساس بالنسبة لإسبانيا"، موضحاً أن إسبانيا ترى خطراً يتمثل في إمكانية انخفاض شحناتها القادمة من الجزائر، وتحول الغاز المُتجه إليها إلى إيطاليا. 
 
وقالت الحكومة الإسبانية ومسؤولو شركة "ناتورجي" مراراً إن الجزائر تُعد مورداً موثوقاً، ولا يُتوقع أن تخل بالعقود.



وقالت وزيرة الطاقة الإسبانية، تيريزا ريبيرا، في وقت سابق إن المحادثات المتعلقة بالأسعار "تُعد شأناً خاصاً وليس حكومياً".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات