جروسي بعد زيارة محطة زابوروجيا النووية: سلامة المنشأة انتهكت مراراً

time reading iconدقائق القراءة - 12
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي يتحدث للصحافيين بعد زيارته محطة زابوروجيا النووية وإلى يساره وزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشينكو ورئيس شركة الطاقة النووية الأوكرانية "إنرجوآتوم" بيترو كوتين – 1 سبتمبر 2022 - AFP
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي يتحدث للصحافيين بعد زيارته محطة زابوروجيا النووية وإلى يساره وزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشينكو ورئيس شركة الطاقة النووية الأوكرانية "إنرجوآتوم" بيترو كوتين – 1 سبتمبر 2022 - AFP
دبي/ موسكو/ كييف -الشرقوكالات

أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي الخميس، إثر تفقّده على رأس وفد من الوكالة محطة زابوروجيا النووية الخاضعة لسيطرة القوات الروسية في جنوب أوكرانيا، أنّ السلامة المادية" لأكبر منشأة نووية في أوروبا انتُهكت" نتيجة تعرّضها لقصف متكرّر، وفقاً لـ"فرانس برس".

وفي كييف، قال المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر روبير مارديني للصحافيين: "حان الوقت لوقف اللعب بالنار واتخاذ تدابير ملموسة لحماية هذا الموقع ومواقع مماثلة أخرى من العمليات العسكرية كافة".

وحذّر مارديني من أنّ "أدنى خطأ في التقدير قد يسبّب خراباً سنندم عليه لعقود".

وفي أعقاب تفقّده المنشأة النووية وعودته إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة كييف، قال جروسي للصحافيين "من الواضح أنّ المحطة وسلامتها المادية انتُهكت مرّات عدة".

وأضاف "ليست لدينا العناصر لتقييم هذا الأمر" لكن "لا يمكن لهذا الأمر أن يستمرّ".

ولفت جروسي إلى أنّ قسماً من فريق خبراء الوكالة سيبقى في المنشأة أياماً عدّة، "حتّى الأحد أو الإثنين"، من دون أن يحدّد عددهم.

وأوضح أنّ هؤلاء المفتّشين سيبقون "لمواصلة تقييم" الوضع في المحطة التي أثار تعرّض محيطها للقصف مرّات عدّة مخاوف من وقوع كارثة نووية.

أدلى المدير العام للوكالة بتصريحه لدى عودته إلى نوفوليكساندريفكا، المنطقة التابعة لمقاطعة زابوروجيا والخاضعة لسيطرة القوات الأوكرانية.

والزيارة التي قام بها وفد يضمّ 14 مفتّشاً من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى زابوريجيا، كانت مرتقبة بشدّة للمحطة التي تسيطر عليها القوات الروسية منذ مارس في حين تتبادل موسكو وكييف الاتّهامات بالوقوف خلف القصف.

وقال جروسي "لدينا الكثير من العمل هنا لتحليل بعض الجوانب الفنية"، وفق ما أوردت "فرانس برس".

وجود دائم 

وبحسب وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء فإنّ وفد الوكالة وصل إلى المحطة عصر الخميس على متن تسع مركبات غادرت أربع منها فقط في المساء عند انتهاء الزيارة، ما يعني أنّ خمس مركبات بقيت في الموقع.

وكان جروسي قال الأربعاء إنّ الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستحاول "الإبقاء على وجود دائم" في المحطة، وهو خيار لم يأت على ذكره علناً من قبل.

وإثر مهمة التفتيش التي استمرت "زهاء أربع أو خمس ساعات" في المحطة، قال الأرجنتيني إنّه تمكّن من رؤية "أمور كثيرة".

وأضاف: "لقد تمكنّا من زيارة الموقع بأكمله. كنت في وحدات (المفاعلات) وشاهدت نظام الطوارئ وأجزاء أخرى، وغرف التحكّم"، مشيداً بتفاني الموظفين الأوكرانيين الذين واصلوا العمل في المحطة بعد سقوطها في أيدي القوات الروسية في مارس.

وقال "بالطبع إنهم في وضع صعب للغاية لكنّهم على درجة لا تصدّق من المهنية".

وتباع جروسي إن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية باقية هنا. ليعلم العالم أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية باقية في زابوروجيا"، وفقاً لما أوردته "فرانس برس".

تضارب بشأن عدد المفتشين

وفيما لم يحدد جروسي عدد الأشخاص الذين سيبقون، نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية عن حاكم منطقة "إنيرهودار" الأوكرانية المعين من قبل روسيا ألكساندر فولجا، إن 8 إلى 12 من مفتشي الوكالة سيبقون في المحطة، حسبما أوردت "رويترز".

وأضاف أنه سيوفر إقامة لمفتشي الوكالة في فندق تابع للمحطة النووية في مدينة إنيرهودار التي تقع فيها المحطة.

لكن رئيس شركة الطاقة النووية الأوكرانية الحكومية "إنرجوآتوم" بيترو كوتين، أعلن رقماً يتضارب مع الرقم الذي أعلنه المسؤول الروسي، إذ قال إن 5 فقط من مفتشي الوكالة سيبقون وأنه يتوقع بقائهم حتى 3 سبتمبر، حسبما ذكرت "رويترز".

واعتبر رئيس شركة "إنرجوآتوم"، في مقابلة مع "رويترز" أن مهمة الوكالة ستكون قد نجحت، فقط في حالة "نزع السلاح" في المنطقة المحيطة بالمحطة.

وأضاف أن أوكرانيا تبذل "قصارى جهدها" لإعادة تشغيل المفاعل الخامس بالمحطة بعد إغلاقه بسبب القصف في ساعة مبكرة من صباح الخميس.

اجتماع لمجلس الأمن

وفي السياق، أفادت وكالة "ريا نوفوستي" بأن روسيا طلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن بشأن الوضع حول المحطة في السادس من سبتمبر.

وقال النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي إن روسيا تتوقع مشاركة رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في هذا الاجتماع.

وأوضح بوليانسكي في منشور على "تيليجرام": "في ضوء القصف الأوكراني المستمر للمحطة، والاستفزاز المتهور اليوم من قبل نظام كييف الهادف لعرقلة زيارة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المحطة، طلبت روسيا عقد اجتماع لمجلس الأمن في 6 سبتمبر".

وأضاف: "في هذا السياق، نقترح أيضاً الاستماع إلى جروسي بشأن نتائج عمل بعثته في المحطة. ونتوقع أيضاً مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش".

وصول فريق الوكالة

وكان فريق مفتشي الوكالة الذرية وصل الخميس، إلى محطة زابوروجيا، فيما أوقفت الشركة الأوكرانية المشغلة أحد مفاعلات المحطة. وتتبادل موسكو وكييف الاتهامات بشأن الهجمات طالت مدينة إنيرهودار.

ونشرت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية مقطع فيديو يُظهر موكبهم المؤلف من سيارات عليها شعار الأمم المتحدة، يصل إلى هذه المحطة التي تسيطر عليها القوات الروسية، وقد استُهدفت بعمليات قصف في الأسابيع الأخيرة.

وأكدت وكالة "رويترز" نقلاً عن مراسلها أن بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصلت إلى المحطة النووية في ظل وجود "عدد كبير من الجنود الروس في مكان قريب"، فيما أشار مصدر أوكراني مطلع على الوضع إلى أن المهمة "قد تكون أقصر مما كان مخططاً لها".

وتخلل مسار البعثة الأممية إلى المحطة النووية الكثير من العقبات، إذ قالت السلطات الأوكرانية إن بعثة الوكالة توقفت عند نقطة تفتيش تبعد نحو 20 كيلومتراً عن خط المواجهة، بعد ورود تقارير بشأن تجدد القصف.

وأُوقف العمل بمفاعل نووي في محطة زابوروجيا جراء عمليات قصف روسية، وفق ما أعلنته الشركة الأوكرانية المشغّلة لمحطات الطاقة الذرية "إنرجوأتوم"، والتي أكدت توقف مفاعل واحد من بين 6 مفاعلات تضمها المحطة. 

وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بشأن هجمات بالتزامن مع زيارة الوفد الأممي للمحطة، إذ اتهمت كييف روسيا بشن هجمات على مدينة إنيرهودار التي تقع فيها أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، فيما تتهم موسكو، الجيش الأوكراني، بتنفيذ إنزال من سمّتهم "مخرّبين" قرب محطة زابوروجيا.

وقال حاكم منطقة زابوروجيا المعين من قبل روسيا يفجيني باليتسكي إن "3 أشخاص على الأقل لقوا مصرعهم، وأصيب 5 آخرون خلال قصف طال ثلاث رياض أطفال"، لافتاً إلى "انقطاع الكهرباء عن المنطقة منذ صباح الخميس".

ونقلت وكالة رويترز" عن مسؤول معين من جانب روسيا في الجزء الخاضع لسيطرتها في منطقة زابوروجيا الأوكرانية قوله إن "القوات الروسية أسرت 3 جنود أوكرانيين خلال هجومهم على محطة زابوروجيا النووية".

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في وقت سابق، الخميس، تصديها لمحاولة أوكرانية للسيطرة على المحطة، معتبرةً أن هدف العملية "عرقلة زيارة مفتشي الوكالة الدولية".

في حين أشار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحافي، إلى أن بلاده تسعى إلى ضمان تشغيل محطة زابوروجيا النووية بـ"شكل آمن لكي يتمكن مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إكمال مهامهم"، مشيراً إلى أن "هناك من يريد إفشال مهمة البعثة" الأممية.

وأعرب الوزير الروسي عن تطلعاته بأن "تكون زيارة بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زابوروجيا موضوعية"، مضيفاً: "نأمل بأن يتواصل العمل في المحطة بشكل آمن، وألا تكون هناك كارثة نووية".

وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي أكد أن البعثة المؤلفة من 14 شخصاً "مستمرة" في مهمتها التفتيشية "رغم ارتفاع معدل العمليات العسكرية في المنطقة"، مشيراً إلى أن الخبراء سيمضون "بضعة أيام" في المكان.

وترغب الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أن يكون لديها وجود "دائم" في هذه المحطة الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا لتجنّب احتمال حصول كارثة نووية.

وتنتج مفاعلات محطة زابوروجيا النووية والتي تعد أكبر محطات الطاقة النووية في أوروبا، 6 آلاف ميجاوات من الطاقة الكهربائية، أي نحو خمس حاجة البلاد من الطاقة، إذ تضم المحطة 6 مفاعلات نووية سوفييتية التصميم، تشغّل أكثر من 4 ملايين منزل، بحسب "بلومبرغ".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات