مديرة المركز الثقافي الإيطالي بأبو ظبي: نسعى لتغيير الصورة النمطية عن بلادنا

time reading iconدقائق القراءة - 5
الجناح الإيطالي في معرض الشارقة للكتاب 2022 - الشرق
الجناح الإيطالي في معرض الشارقة للكتاب 2022 - الشرق
دبي-ثناء عطوي

ثلاثة عوالم حيوية تشترك فيها مجتمعاتنا العربية مع إيطاليا وهي: الموضة والطعام والتصميم، أو اختصاراً هي الحرف (F) من الكلمات الثلاث (Fashion, Furniture. Food) كما ينظر إليها الإيطاليون. 

وبالنظر إلى موقع الثقافة من هذه المجالات الثلاثة، نرى التأثير العربي في إيطاليا محدود، وخصوصاً في مجال الثقافة والأدب والفنون، إلّا ما تيسّر من ترجمات لروائيين إيطاليين بارزين مثل ألبرتو مورافيا، أمبرتو إيكو وآخرين، فضلاً عن شخصية بينوكيو الخيالية، أحد أعظم سفراء الثقافة الإيطالية، المُستمدة من رواية كتبها الإيطالي كارلو كولودي سنة 1880.

إمارة الشارقة، ارتأت باختيارها إيطاليا ضيف شرف معرض الكتاب في دورته الـ41، أن تعزّز هذا النوع من العلاقات الثقافية بين البلدين، وتمكّن القارىء العربي من الاطّلاع على المنتج الثقافي الإيطالي، وعلى فنون إيطاليا من موسيقات شعبية وفولكورية، فضلاً عن أساليب الطهي المتميّزة، وجوانب عدّة من الحياة في البلاد.

"الشرق" زارت الجناح الإيطالي في معرض الشارقة، والتقت مديرة المركز الثقافي الإيطالي في أبوظبي، إيدا زيليو غراندي، وحاورتها حول هذه الاستضافة من قِبل الشارقة.

تتمّ الشراكات عادةً بين دول تتحدّث اللغة ذاتها وتصدر كتبها باللغة ذاتها، لكن الاستضافة الإيطالية مختلفة هنا، ما رأيك؟

الإيطالية، على عكس العربية وعلى عكس اللغات الأوروبية الأخرى، مثل الفرنسية والإسبانية أو البرتغالية، يتمّ التحدّث بها فقط في إيطاليا وجزء من سويسرا. لذلك من الطبيعي بل والضروري لنا نحن الإيطاليين أن نتشارك مع البلدان التي تتحدّث لغات أخرى، في مجال النشر وفي مجالات أخرى أيضاً. 

في الحقيقة لطالما شكّل ذلك تحدّياً لنا، ما دفعنا لمقارنة إنتاجنا الأدبي مع إنتاج البلدان الأخرى والحضارات الأخرى. ومن نافل القول، إن معرفة الآخر ومقارنة الذات بالآخرين، تنتج عنها رؤى وأفكار جديدة، وتحفّزنا نحو التطوير والتحسين المستمرّين.

بماذا يفيد هذا التبادل الثقافي بين البلدين؟

يعدّ معرض الشارقة الآن أهمّ معرضٍ للكتاب في الشرق الأوسط، وبالعودة إلى حجم العقود الموقّعة، فهو أهمّ معرض في العالم. وعلى مدى دوراته الـ41، التي ازدادت أهمّيتها مع مرور الوقت، كانت هذه المرّة الأولى التي تكون فيها إيطاليا ضيف شرف.

لذلك، وبالنسبة إلى بلدنا، تعدّ هذه فرصة استثنائية لعرض ثقافتنا، ليس من خلال الصور النمطية التي تُعرف بها في جميع أنحاء العالم (الكولوسيوم، مايكل أنجلو، وحتى البيتزا)، ولكن من خلال عيون الإيطاليين. لقد اقترحنا في الواقع ما يشكّل بالنسبة لنا قلب ثقافتنا: الكتب، ولكن أيضاً الموسيقى، والباليه، والمأكولات الراقية.

تعوّدنا أن نهتم بالمنتج الإيطالي في مجالات الموضة والديكور والطعام، ماذا عن هذه الإضافة المتعلّقة بالكتاب الإيطالي في معرض الشارقة؟

أعتقد أنها فرصة لإظهار الانفتاح مرّة أخرى على العالم بأسره. ولتعزيز العلاقات التي تربط هذه الإمارة بالفعل ببلدنا. أستعيد هنا مشاركة الشارقة كضيف شرف في معرض تورين للكتاب عام 2019، وفي العام التالي في معرض بولونيا المخصّص لنشر الأطفال، وأستعيد الاتفاقية المنصوص عليها مؤخّراً مع مكتبة "أمبروسيانا" في ميلانو.

ليست فقط كتب المؤلفين الإيطاليين القدماء، مثل دانتي أو بوكاتشيو، ولكن أيضاً كتب مؤلفين إيطاليين معاصرين، أصبحت الآن في متناول القرّاء العرب، وذلك بفضل العديد من الناشرين الذين يقدّرون أدبنا الحديث، وبفضل الموهوبين من المترجمين العرب الملتزمين بذلك.

لا اقتصاد بلا ثقافة

المفوّض التجاري الإيطالي في الإمارات أميديو سكاربا، تحدّث لـ "الشرق" عن دور الثقافة كمرتكز للمجالات الحياتية الأخرى. وقال: "لا وجود لعالم الأعمال من دون الثقافة، ولا وجود للاقتصاد والتجارة من دون القيم الأساسية المشتركة المرتبطة بالثقافة".

أضاف: "العالم العربي عموماً ودول الخليج بشكلٍ خاص، يرتبطون بعلاقة قوية مع الإيطاليين لجهة القيم، ألا وهي العائلة، يتشاركون القيم والتقاليد والتحوّلات في الثقافة المتعلّقة بالأجيال الجديدة، وهذه الثقافة ليست مرتبطة بالأدب والكتب وحسب، وإنما تحوّلت إلى قطعٍ فنّية وتصاميم، وموضة وأزياء، وأساليب الطهي المتنوّعة".

واشار إلى أن العلاقات التجارية بين إيطاليا ودولة الإمارات "ازدادت خلال السنوات الأخيرة على الرغم من الجائحة، وبقيت صامدة، وهذا نجاح للبلدين، وخصوصاً في مجال المجوهرات، والأحجار المتعلّقة بهذه الصناعة".

وكان لورينزو فانارا، سفير جمهورية إيطاليا في الإمارات، اعتبر "أن الشارقة ليست عاصمة الثقافة في العالم العربي فحسب، بل عاصمة الكتاب في العالم بأسره".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات