استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بالورود، في العاصمة الروسية موسكو، بآخر زيارة من نوعها، قبل مغادرة ميركل للسلطة المقررة في الخريف المقبل.
تأتي الزيارة في ختام علاقة بدأت عام 2005 عندما تولت ميركل منصبها، وشهدت العلاقة فشلاً في تحقيق إحدى أولويات ميركل لتسوية الصراع بين روسيا وأوكرانيا والتي وصلت إلى طريق مسدود.
زيارة ميركل البالغة من العمر 67 عاماً، إلى موسكو، تعد الأخيرة قبل انسحابها من الساحة السياسية بعد الانتخابات التشريعية الألمانية المقررة في 26 سبتمبر المقبل، وهذه هي الرحلة رقم 20 إلى موسكو للمستشارة الألمانية التي تتكلم الروسية بطلاقة.
والأحد، ستتوجه ميركل إلى كييف، حيث ستلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
زيارة الوداع
وقالت ميركل، خلال اللقاء مع بوتين، إن هناك خلافات بين روسيا وألمانيا، لكن الدولتين تعتزمان الحفاظ على اتصالاتهما، مشيرة إلى أنها ستناقش خلال اللقاء مع بوتين، أفغانستان وليبيا وقضايا أخرى.
وأضافت ميركل أن "هذه هي زيارة الوداع ولدينا الكثير من الأمور للمناقشة".
بدوره قال بوتين خلال اللقاء: "لدينا العديد من القضايا التي يجب مناقشتها، فهذه ليست زيارة وداع فحسب بل زيارة بناءة".
وأشار بوتين إلى أن حجم التبادل التجاري بين روسيا وجمهورية ألمانيا تضاعف على الرغم من الانكماش الاقتصادي.
ملف أفغانستان
وتحتل الأزمة الأفغانية هذه المرة مكانة أساسية على أجندة الزيارة، ويفترض أن يمنح مؤتمر صحافي مقرر عند نهاية اللقاء في الكرملين، فرصة للزعيمين للتحدث علناً عن عودة طالبان إلى السلطة، ما شكل فشلاً بالغرب وحلف شمال الأطلسي "الناتو" في أفغانستان.
وقد يشكل الملف الأفغاني موضوعاً خلافياً جديداً بين ميركل وبوتين.
"زومبي سياسي"
وقبل زيارة ميركل لكييف، المقررة الأحد، ستكون أوكرانيا أيضاً "على الأرجح على جدول المحادثات لأن ميركل لا ترغب في المغادرة وترك الجميع يعتقد بأن عملية السلام التي روجت لها أصبحت زومبي سياسياً"، حسبما وصف فيودور لوكيانوف رئيس تحرير مجلة "راشا إن غلوبل إفيرز" لوكالة "فرانس برس".
وتطول قائمة النزاعات بين البلدين، من الهيمنة الواسعة التي تُتهم بها روسيا على جزء من أوكرانيا وصولاً إلى قضايا التجسس والهجمات الإلكترونية التي تستهدف ألمانيا.
وتأتي زيارة ميركل لموسكو بعد عام من محاولة تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني، والتي اتهمت ألمانيا الاستخبارات الروسية بتنفيذها.
استئناف العلاقات
وعلى الرغم من هذه الأجواء، طالبت ميركل، في مايو الماضي، باستئناف الاتصالات المباشرة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا.
وما زالت ألمانيا من المستثمرين الغربيين الرئيسيين في روسيا التي تعتزم معها إنجاز مشروع خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" المتنازع عليه.
وشهد خط أنابيب الغاز الذي يربط البلدين، وكان من المقرر أن يبدأ تشغيله مطلع عام 2020، تأخيرات كبيرة بسبب معارضة الكثير من الدول الأوروبية والتهديد بفرض عقوبات أميركية.
لكن الولايات المتحدة عدلت، في مايو الماضي، عن فرض عقوبات حتى لا تتأثر علاقتها مع ألمانيا.