أعلنت وزارة الصحة الهندية، تسجيل أكثر من 400 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا، خلال الساعات الـ24 الماضية، في رقم يشكل سابقة في العالم، فيما أودى حريق في أحد المستشفيات بحياة 16 مريضاً بالفيروس فضلاً عن ممرضتين، السبت.
وقالت الوزارة، إنه تم إحصاء 401 ألف و993 إصابة جديدة، ما يرفع العدد الإجمالي لهذه الحالات في الهند إلى أكثر من 19.1 مليون إصابة.
وبلغ عدد الوفيات 3523 خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للذين أودى (كوفيد-19) بحياتهم إلى 211 ألفاً و853 شخصاً.
ويرى خبراء أن العدد الفعلي أكبر بكثير، إذ إن عدد الفحوص ليس كافياً، وأسباب الوفاة لا تسجل بدقة.
يأتي ذلك في وقت بدأت فيه البلاد حملة التطعيم الضخمة لجميع البالغين، على الرغم من أن عدة ولايات حذرت من نقص حاد في اللقاحات.
الهند، أكبر منتج للقاحات كورونا في العالم، بات لديها عدد محدود من الجرعات المتاحة محلياً، ما أدى إلى تفاقم موجة عدوى ثانية أكثر فتكاً، تركت المستشفيات والمشارح تفيض بالجثث، بينما تتدافع العائلات للحصول على الأدوية والأكسجين التي تزداد ندرة.
وقال رئيس وزراء ولاية دلهي، التي تضررت بشدة من الوباء، الجمعة: "نأمل أن نحصل على اللقاحات غداً أو بعد غد.. أطلب من الشعب عدم الوقوف في طابور في مراكز التطعيم يوم السبت".
وشوهد مئات الأشخاص يصطفون في طوابير قرب مراكز التطعيم في مدينة أحمد أباد، المدينة التجارية الرئيسية في ولاية غوجارات، مسقط رأس رئيس الوزراء ناريندرا مودي، والتي شهدت حريقاً في أحد المستشفيات، السبت، راح ضحيته 16 مريضاً مصاباً بكورونا وممرضتان.
حريق
وكان نحو 50 مريضاً يعالجون في المستشفى الذي يتألف من أربعة طوابق في باروش بولاية غوجرات الغربية، عندما اندلع الحريق، فيما قال مسؤول في الشرطة المحلية لـ "فرانس برس"، إن حصيلة الوفيات ارتفعت إلى 18 شخصاً هم "16 مريضاً وممرضتان".
وكانت وكالة "برس ترست" الهندية نقلت عن مسؤول محلي في الشرطة، حصيلة تتحدث عن 12 ضحية جميعهم من المرضى.
وقال المسؤول في الشرطة المحلية، إن "العناصر الأولى من التحقيق كشفت أن الحريق اندلع بسبب ماس كهربائي في وحدة العناية المركزة بالمستشفى".
وكان حريق في إحدى ضواحي مدينة بومباي أدى في الـ23 من أبريل إلى وفاة 13 مريضاً مصابين بفيروس كورونا، وبعد أيام لقي 22 شخصاً مصرعهم في حريق آخر في ولاية ماهاراشترا.
وقبل ذلك توفي 22 مصاباً بكورونا في مستشفى في الولاية نفسها، بعدما انقطعت إمدادات أجهزة التنفس بالأكسجين بسبب تسرب.
ويعاني نظام الرعاية الصحية في الهند من نقص في التمويل منذ فترة طويلة، بينما أدى انتشار الوباء مؤخراً إلى نقص خطير في الأكسجين والأدوية وأسرة المستشفيات التي يموت أمامها مرضى في عدد من المناطق.
وكانت السلطات الهندية خففت القيود على معظم الأنشطة في بداية العام، عندما انخفض عدد الإصابات إلى أقل من عشرة آلاف في اليوم، وسمحت باستمرار التجمعات الدينية الحاشدة التي جذبت ملايين الحجاج الهندوس، وبالتجمعات السياسية، حتى عندما بدأ عدد الإصابات يرتفع بشكل حاد في أواخر مارس.
وفي أبريل وحده، سجلت في الهند نحو 7 ملايين إصابة جديدة. ومع ذلك، يبقى معدل انتشار المرض بالمقارنة مع عدد السكان منخفضاً نسبياً، بالمقارنة مع العديد من البلدان الأخرى.
حظر السفر
في المقابل، قال مسؤولون حكوميون، إنه سيتم منع الأستراليين الذين كانوا في الهند قبل 14 يوماً من تاريخ اعتزامهم العودة إلى الوطن، من دخول أستراليا اعتباراً من الاثنين، وإن كل من يخرق ذلك سيواجه غرامة وسجناً، بحسب وكالة "بلومبرغ".
وقال وزير الصحة غريغ هانت، في بيان، الجمعة، إن القيود ستدخل حيز التنفيذ اعتباراً من الثالث من مايو، وإن خرق الحظر ينطوي على عقوبات مدنية وسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات.
وأضاف: "قلوبنا مع شعب الهند، وجاليتنا الهندية الأسترالية. أصدقاء وعائلات الموجودين في أستراليا يواجهون خطراً شديداً. للأسف يصاب كثيرون بكورونا ويموت كثيرون منهم كل يوم ".
وقال إن الحكومة الأسترالية ستعيد النظر في القيود في الـ15 من مايو.
من جهته، قال مسؤول بالبيت الأبيض لـ"رويترز"، إن الرئيس الأميركي جو بايدن، سيفرض قيوداً جديدة على السفر تتعلق بالهند بدءاً من الثلاثاء، في ضوء تفشي جائحة كورونا هناك، وهو ما يمنع معظم القادمين من جنسيات غير أميركية من دخول الولايات المتحدة.
وأضاف المسؤول، أن القيود الجديدة تأتي ضمن توصية من "المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها"، وفي ضوء ارتفاع أعداد الإصابات بكوفيد-19 على نحو غير عادي في الهند، وانتشار سلالات عديدة من المرض هناك".
ومن المنتظر صدور إعلان رسمي بهذا الشأن، على أن تطبق الإجراءات اعتباراً من يوم الثلاثاء الرابع من مايو.
اقرأ أيضاً: