قال الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، الأحد، إن المنطقة تعيش "ظروفاً خطيرة جداً"، معتبراً في مقابلة مع قناة "الشرق" أنها الآن "تعيش على شفا الحرب وأقرب إليها من أي وقت مضى".
ودعا أحمدي نجاد إلى تعاون بين دول المنطقة في مجال الطاقة النووية، لمواجهة "من يريدون السيطرة على كل شيء".
وبخصوص إمكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، كما ذهبت إلى ذلك تقارير اعتبرته "مرشحاً قوياً"، قال الرئيس الإيراني السابق إنه لم يعلن نيته الترشح لتلك الانتخابات.
وفي رد على سؤال للصحفي عضوان الأحمري ضمن برنامج "المدار"، بشأن التغييرات التي يمكن أن تتوقع المنطقة والعالم حدوثها في السياسة الخارجية الإيرانية في حال كان الرئيس المقبل لإيران، أكد أحمدي نجاد أنه يسعى إلى طرح "نظرية صريحة في ما يتعلق بالسياسة الخارجية والعلاقات الدولية"، معتبراً أنه "يجب أن يكون المبدأ بين جميع الشعوب هو التواصل والعلاقات المبنية على العدالة والاحترام"، وأشار إلى أن العالم "في حالة تطور وتغيير سريع.. ويجب أن تكون هناك حالة من الاحترام بين شعوب المنطقة".
خطر السلاح النووي
وبخصوص التهديدات التي يشكلها البرنامج النووي الإيراني على المنطقة، قال أحمدي نجاد إن السلاح النووي "يشكل خطراً في جميع أنحاء العالم"، وأكد ضرورة التمييز بين النشاط النووي والأنشطة السلمية في المجال النووي.
ودعا الرئيس الإيراني السابق إلى "تعاون بين الاختصاصيين والعلماء في دول المنطقة للحفاظ على البيئة في المنطقة، وضمان احترام المعايير الدولية"، مشيراً إلى أن هناك "أكثر من 500 مفاعل نووي تعمل في أنحاء مختلفة وتوفر الطاقة النظيفة في الصناعات".
وفي رده على المخاوف التي يثيرها الجانب العسكري للبرنامج النووي الإيراني، قال أحمدي نجاد إن "هناك من لا يريد لإيران أن تتطور في المجال النووي.. هؤلاء يريدون السيطرة على كل شيء، وأنا وأنتم يجب أن نواكب التطورات العالمية".
وبخصوص العقوبات المفروضة على إيران، اعتبر أحمدي نجاد أنها "مقاطعة ضد الشعوب، وهي بالتأكيد تمثل ضغطاً على الشعب"، مشيراً إلى أن هذا يستلزم "اعتماداً على القوى الوطنية وإشراك أبناء الشعب في الإدارة العلمية".
"على شفا الحرب"
واستبعد الرئيس الإيراني السابق أي تأثير لفوز الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأميركية على العلاقات الأميركية الإيرانية، وقال إن "اللاعبين الذين يديرون الأمور من خلف الستار هم من يحددون السياسة الخارجية لأميركا، لذا سيكون للانتخابات تأثير ضئيل جداً على إيران".
وبخصوص احتمالات ضرب أهداف إيرانية، مع تردد أنباء عن شروع الولايات المتحدة في إرسال مقاتلات من نوع B52، وحاملة طائرات إلى منطقة الشرق الأوسط، اعتبر الرئيس الإيراني السابق أن "ظروف المنطقة خطيرة جداً"، وقال إنها الآن "تعيش على شفا الحرب وأقرب إليها من أي وقتٍ مضى".
وأضاف أحمدي نجاد أن أي نوع من الحرب في المنطقة "سيخلف أضراراً على جميع شعوب المنطقة"، داعياً "جميع الذين يحبون المنطقة وأصدقاء شعوبها" إلى منع حدوث مثل هذه الحروب.
العلاقات السعودية الإيرانية
وفي ما يتعلق بالعلاقات الإيرانية السعودية قال أحمدي نجاد إن القوى الخارجية "هي التي تريد أن تبث الفرقة بين شعوب المنطقة، فتسعى إلى أن تكون هناك حروب، لتتمكن من بيع أسلحتها، وتسيطر على المنطقة وعلى مصادر الطاقة".
وأضاف الرئيس الإيراني السابق أن الاتحاد بين بلدان المنطقة "سيخدم مصالح شعوب دول المنطقة"، وسيؤدي إلى "تغير المعادلات وموازين القوى في العالم"، مشيراً إلى أن لديه آمالاً "بأن يحدث الوئام بين دول المنطقة.. يجب أن نتعايش معاً وندير المنطقة ونسيطر عليها بالتعاون مع أنفسنا".
ورفض أحمدي نجاد الرد على سؤال بشأن الرسالة التي وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وقبل ذلك إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حول رؤية بلاده للحل في اليمن، ولماذا لم توجه إلى المرشد الأعلى الإيراني وإلى الحرس الثوري "الذي يدعم أنصار الله في اليمن".
واكتفى الرئيس الإيراني السابق بالقول: "أتمنى أن نشهد السلام في المستقبل القريب في كل العالم، بما في ذلك المنطقة"، قبل أن يطلب إنهاء المقابلة.