Open toolbar

نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف خلال لقائه مع السفيرة الأميركية لين تريسي في موسكو- 30 يناير 2023 - REUTERS

شارك القصة
Resize text
دبي-

قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الاثنين، إنه من الصعب تخيل ضباط أميركيين يفتشون منشآت عسكرية روسية في إطار معاهدة "نيو ستارت" للحد من الأسلحة النووية، لا سيما مع تدخل واشنطن في الصراع بأوكرانيا.

وأضاف ريابكوف في تصريحات للصحافيين: "ننظر إلى الوضع حول عمليات التفتيش في نفس سياق مسألة الجلسة المقبلة للجنة الاستشارية الثنائية.. من الصعب تخيل ضباط من القوات المسلحة الأميركية يتفقدون منشآت عسكرية روسية"، وفق ما أوردت وكالة "تاس" الروسية للأنباء.

وتابع: "كانوا سيسافرون (الضباط الأميركيون) إلى عمق بلادنا وهم يمثلون طرفاً في النزاع، وإن كان لأغراض قيل إنها مرتبطة بالحاجة إلى التحقق من تطبيق (معاهدة) نيو ستارت".

وأكد ريابكوف أن بلاده ملتزمة بمعاهدة "نيو ستارت" للحد من الأسلحة النووية، لافتاً إلى أنه بحث المعاهدة خلال لقاء مع السفيرة الأميركية الجديدة لدى موسكو لين تريسي الأسبوع الماضي، لكن "لم يتم تحديد موعد لإجراء محادثات جديدة".

وفي وقت سابق، قال السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف، إن القيود المختلفة التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على موسكو جعلت عمليات التفتيش الروسية بموجب معاهدة "نيو ستارت" مستحيلة.

وأوضح أنتونوف أن عدم وجود رحلات جوية منتظمة بين روسيا والولايات المتحدة، وإغلاق حلفاءواشنطن المجال الجوي أمام الطائرات الروسية، والمشكلات في الحصول على تأشيرات عبور للمفتشين وطواقم الطيران، خلقت ظروفاً "تعرقل، إن لم تكن تمنع" قدرة موسكو على إجراء عمليات تفتيش على الأراضي الأميركية.

واتهمت روسيا، الأربعاء، الولايات المتحدة بأنها نسفت الأساس القانوني لمعاهدة "نيو ستارت" للحد من انتشار الأسلحة النووية الموقعة بين البلدين، لافتة إلى أن الاتفاق يظل "مهماً للغاية" لموسكو، بغض الطرف عن الموقف الحالي.

وكان ذلك رداً من المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بعدما اتهمت الولايات المتحدة، الثلاثاء، روسيا بانتهاك بنود المعاهدة، من خلال رفض السماح بإجراء أنشطة التفتيش على أراضيها.

وتمثل معاهدة "نيو ستارت" الركيزة الرئيسية الأخيرة للحد من الأسلحة النووية في فترة ما بعد الحرب الباردة.

إلغاء مشاورات 

وكان من المقرر عقد محادثات بين موسكو وواشنطن بشأن معاهدة "نيو ستارت" بالعاصمة المصرية القاهرة في نوفمبر الماضي، لكنها أُلغيت في اللحظة الأخيرة، في حين يعود الاجتماع الأخير للجنة الاستشارية الثنائية في إطار المعاهدة إلى أكتوبر 2021.

وبحسب واشنطن، لم تعطِ موسكو مبرّراً حينها لإرجاء الاجتماع المقرّر في القاهرة. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: "لم نتلقَّ إجابة حقيقية من الروس لتفسير الأسباب التي دفعتهم لإرجاء الاجتماع".

وتنص معاهدة "نيو ستارت" التي دخلت حيز التنفيذ في 2011، على إبقاء ترسانتي روسيا والولايات المتحدة دون ما كانتا عليه إبان الحرب الباردة، بحيث لا يتجاوز عدد القاذفات النووية الاستراتيجية 700، وعدد الرؤوس النووية 1550.

ولا تزال الولايات المتحدة وروسيا تحتفظان مجتمعتين بأكثر من 90% من الأسلحة النووية في العالم، بحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.

وعُلّقت المعاهدة في مارس 2020 بسبب جائحة كوفيد-19، ولكن في فبراير 2021، وبعد فترة وجيزة من تولي الرئيس الأميركي جو بايدن منصبه، اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على تمديد المعاهدة لمدة 5 سنوات إضافية، لتمتد إلى عام 2026 بعد أن كان أجلها، حينئذ، سينتهي بعد أسبوعين.

وفي أغسطس الماضي، علّقت روسيا التعاون في عمليات التفتيش التي تصل إلى 18 عملية في السنة، وعللت ذلك بالقيود على السفر التي فرضتها واشنطن وحلفاؤها بسبب الحرب في أوكرانيا.

يأتي ذلك وسط تصاعد المخاوف من وقوع مواجهة نووية منذ بداية الحرب مع أوكرانيا، بعد أن ذكّر بوتين العالم بحجم وقوة ترسانة موسكو، وحذر من أنه مستعد لاستخدام كل الوسائل المتاحة لبلاده للحفاظ على "وحدة أراضيها".

اقرأ أيضاً:

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.