"مؤتمر التطبيع بأربيل".. رفض عراقي وتحقيق كردي وترحيب إسرائيلي

time reading iconدقائق القراءة - 8
مشاركون في مؤتمر "السلام والاسترداد" الذي نظمه مركز "اتصالات السلام" في مدينة أربيل بكردستان العراق - 24 سبتمبر 2021 - twitter/INPPLUSarabi
مشاركون في مؤتمر "السلام والاسترداد" الذي نظمه مركز "اتصالات السلام" في مدينة أربيل بكردستان العراق - 24 سبتمبر 2021 - twitter/INPPLUSarabi
دبي/ أربيل/ بغداد- الشرقوكالات

أعلنت السلطات العراقية، السبت، رفضها القاطع لاجتماعات نادت بـ"التطبيع مع إسرائيل" عُقِدت في مدينة أربيل بإقليم كردستان، واصفة إيّاها بـ"غير القانونية"، فيما رحبت إسرائيل بهذه الخطوة التي أنكرت حكومة الإقليم علمها بها، معلنة فتح تحقيق بشأنها.

وكان عدد من الشخصيات بينهم شيوخ عشائر في أربيل دعوا، الجمعة، إلى التطبيع بين العراق وإسرائيل، في أول نداء من نوعه أطلق خلال مؤتمر عُقد تحت عنوان "السلام والاسترداد" ونُظم في كردستان المتمتعة بالحكم الذاتي برعاية منظمة أميركية. 

ونظم المؤتمر "مركز اتصالات السلام"، ومقرّه نيويورك، وتناول قضية التطبيع بين إسرائيل والدول العربية والتقارب بين المجتمعات المدنية. 

"لا تمثل العراق"

وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في بيان، أن الحكومة "تؤكد ابتداءً أن هذه الاجتماعات لا تمثل أهالي وسكّان المدن العراقية"، معتبراً أنها "محاولة للتشويش على الوضع العام وإحياء النبرة الطائفية المقيتة، في ظل استعداد كل مدن العراق لخوض انتخابات نزيهة عادلة ومبكرة".

وأشار البيان إلى أن "طرح مفهوم التطبيع مرفوض دستورياً وقانونياً وسياسياً في الدولة العراقية"، مضيفاً أن "الحكومة عبرت بشكل واضح عن موقف العراق التاريخي الثابت الداعم للقضية الفلسطينية العادلة، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وحقه في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف".

وقالت الرئاسة العراقية في بيان، إن "الاجتماع الأخير الذي عُقد للترويج لهذا المفهوم لا يمثّل أهالي وسكان المدن العراقية بل يمثّل مواقف من شارك بها فقط"، محذرة من أن الاجتماع "محاولة لتأجيج الوضع العام واستهداف السلم الأهلي".

ودعت الرئاسة إلى "الابتعاد عن الترويج لمفاهيم مرفوضة وطنياً وقانونياً وتمس مشاعر العراقيين"، كما طالبت بـ"احترام إرادة العراقيين وقرارهم الوطني المستقل"، مجددة موقفها الداعم للقضية الفلسطينية.

فيما طالب رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، باتخاذ كافة الإجراءات القانونية لـ"إخراس الأصوات النشاز ومحاسبتهم"، حسب تعبيره، مشيراً إلى أن موقف العراق "الرافض لما يُسمّى التطبيع، لن يتغير باجتماع البعض"، في إشارة إلى "مؤتمر أربيل".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، في بيان: "نؤكد الموقف الثابت والمبدئيّ من القضيّة الفلسطينيّة، والذي نُعرب عنه في مختلف المحافل الدوليَّة، وأنَّ حق الشعب الفلسطينيّ لن يسقطَ بالتقادُم، ومسألته باتت ضمير شعب بالنسبة للعراقييّن".

كردستان تحقق

وقالت رئاسة إقليم كردستان العراق، إنه لا علم لديها باجتماع "السلام والاسترداد"، الذي دعا للتطبيع مع إسرائيل، و"مضامين مواضيعه"، وأضافت أن "ما صدر عن الاجتماع ليس تعبيراً عن رأي أو سياسة أو موقف إقليم كردستان".

وأشارت إلى أن "أي موقف أو توجه مرتبط بالسياسة الخارجية، هو من صلاحيات الحكومة الاتحادية.. والإقليم ملتزم بها".

من جانبها، أنكرت وزارة الداخلية في حكومة إقليم كردستان، السبت، علمها بانعقاد المؤتمر، وأعلنت أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة للتحقيق في كيفية انعقاد ما يُعرف بمؤتمر "السلام والاسترداد" في أربيل.

وقالت في بيان إن "الاجتماع عُقد دون علم وموافقة ومشاركة حكومة الإقليم، وهو لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن موقفها".

كما أعلنت الوزارة في بيان آخر، أنه سيتم استبعاد شخصيات شاركت في المؤتمر من الإقليم، وأشارت إلى أن هدف المؤتمر قبل عقده، كان "العمل على مفاهيم التعايش وتطبيق أسس الفيدرالية في العراق على ضوء الدستور العراقي الدائم"، ولكنه "جرى تحريفه عن أهدافه، واستخدامها لأغراض سياسية".

وقالت وزارة داخلية كردستان العراق، إنها "ستتخذ الإجراءات القانونية ضد الأشخاص الذين حرفوا مسار هذا الاجتماع، وستنزل العقوبات بحق المخالفين أياً كانوا".

إدانة وتحذير

ورداً على مؤتمر الدعوة لـ"التطبيع مع إسرائيل"، دعا زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، السبت، إلى "منع هذه الاجتماعات في أربيل"، مطالباً الحكومة العراقية بـ"تجريم واعتقال كل المجتمعين" حال استمرارها.

وحذّر على "تويتر"، بقوله": "وإلّا، فسيقع على عاتقنا ما يجب فعله شرعياً وعقلياً ووطنياً"، مضيفاً: "العراق عصيّ على التطبيع، ولنا بعد الأغلبية ورئاسة الوزراء وقفة أيضاً".

ووصفت كتلة "دولة القانون" المشاركين في المؤتمر بـ"الشخصيات المغمورة"، وبأنهم "أدوات بائسة لتنفيذ مآرب ومخططات أكبر منهم"، فيما اعتبر "تحالف الفتح" بزعامة هادي العامري، اجتماع أربيل "عملاً إجرامياً وفقاً للقانون العراقي"، داعياً إلى "محاكمة المشاركين".

واستنكر رئيس "تحالف قوى الدولة الوطنية" عمار الحكيم "دعوات التطبيع مع إسرائيل"، مؤكداً "الدعم الكامل للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ونضاله لإسترداد حقه المغتصب".

من جانبه، دان "الحزب الإسلامي العراقي" دعوات التطبيع مع إسرائيل، ودعا العراقيين إلى "رفض واستنكار هذه التصريحات".

وهاجم  تحالف "عزم" الأصوات المطالبة بالتطبيع مع إسرائيل، فيما دان "ديوان الوقف السني في العراق" بأشد العبارات جميع الخطوات الداعية إلى التطبيع.

"اتفاقيات أبراهام"

الخبير الأميركي من أصل يهودي عراقي، ومؤسس مركز اتصالات السلام جوزيف برود، قال لفرانس برس، إن نحو 300 مشارك تجمعوا في أربيل عاصمة كردستان "من 6 محافظات هي بغداد والموصل وصلاح الدين والأنبار وديالي وبابل". 

وأضاف برود، في اتصال هاتفي مع الوكالة: "شارك أيضاً شيوخ عشائر من هذه المحافظات ومثقفون وكتاب". 

وجاء في البيان الختامي للمؤتمر الذي قرأته سحر الطائي التي قدمت نفسها لوكالة فرانس برس على أنها موظفة في وزارة الثقافة ببغداد: "نطالب بانضمامنا إلى اتفاقيات إبراهيم (أبراهام)".

وأضافت: "مثلما نصت الاتفاقيات على إقامة علاقات دبلوماسية بين الأطراف الموقعة ودولة إسرائيل، فنحن أيضاً نطالب بعلاقات طبيعية معها وبسياسة جديدة تقوم على العلاقات المدنية مع شعبها".

وأعلنت وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية تشكيل "لجنة تحقيق"، بشأن "مشاركة سحر كريم الطائي، الموظفة في الهيأة العامة للآثار والتراث"، وأكدت "عدم علمها بتصرف الموظفة التي قدمتها وسائل إعلام عالمية ومحلية، على أنها تعمل بصفة مدير عام في الوزارة".

وقال وزير الثقافة والسياحة والآثار حسن ناظم ، إن وزارته "ترفض التطبيع مع إسرائيل".

ووُقعت "اتفاقات أبراهام" برعاية واشنطن في سبتمبر 2020 لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين، ومن ثم مع المغرب والسودان. 

وكان بين المتحدثين العراقيين لواء سابق وأحد قادة "الصحوة" وهي فصائل عشائرية قاتلت التنظيمات المتطرفة بدعم من واشنطن، وفقاً لفرانس برس.

وتحدّث خلال المؤتمر عبر الفيديو، تشيمي بيريز الذي يترأس مؤسسة أسسها والده الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز.

ترحيب إسرائيلي

وعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت عن هذا المؤتمر قائلاً إن "مئات الشخصيات العراقية، سنة وشيعة، اجتمعوا للدعوة للسلام مع إسرائيل"، مشيراً إلى أن "هذه دعوة أتت من الشعب وليس من الحكومة.. من الأسفل وليس من الأعلى".

وتابع قائلاً إنه "اعتراف بالظلم التاريخي الذي وقع لليهود في العراق.. إسرائيل تمد يد السلام إليكم".

ورحب وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد بالاجتماعات التي عقدت في أربيل، وقال إن هدف حكومته هو "توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية"، مشيراً إلى أن "ما يحدث في العراق يبعث الأمل حول أماكن لم نفكر فيها من قبل".

وأضاف في بيان للخارجية الإسرائيلية: "نحن والعراق لدينا تاريخ مشترك وجذور مشتركة، وفي كل مكان يمدون لنا أياديهم سنمد لهم أيادينا".

وذكر حساب "إسرائيل بالعربية" على تويتر، أن "زعماء عشائر ومشايخ من 6 محافظات عراقية طالبوا الانضمام إلى اتفاق السلام الإبراهيمي في "مؤتمر السلام والاسترداد" بأربيل.

اقرأ أيضاً: