
قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، الاثنين، إن إبقاء جنود ألمان في مالي حتى مايو 2024 "لا معنى له في ظل الظروف الحالية"، لأن القوات لا تستطيع تأدية مهمتها هناك، معتبراً أن المهمة "مضيعة للوقت والمال".
وأعرب بيستوريوس الذي تسلّم منصبه قبل 12 يوماً، عن شكوكه بشأن قدرة القوات الألمانية على الوفاء بالتزاماتها في إطار بعثة مينوسما لحفظ السلام في مالي، التي تواجه منذ عام 2021 أزمة خطيرة متعددة الأبعاد.
وتقول البعثة التي أنشئت عام 2013 للمساعدة في استقرار الدولة المهددة بالسقوط جراء تمرد جهادي، وحماية المدنيين، والمساهمة في جهود السلام، والدفاع عن حقوق الإنسان، من بين مهمات أخرى، إن القيود التي فرضها المجلس العسكري الذي تولى السلطة عام 2020 أعاقتها في مهمتها.
وأكّد بيستوريوس لصحيفة "سود دويتشه تسايتونج" الألمانية: "إذا كان جنودنا غير قادرين على مغادرة معسكرهم أو التحرك ببساطة في محيط محدود لأن الطائرات المسيّرة ممنوعة من التحليق، فإنهم لن يتمكّنوا من القيام بمهمتهم".
"مضيعة للوقت"
وأضاف وزير الدفاع الألماني: "وبالتالي، هذه المهمة هي مضيعة للوقت والمال، لا سيّما بالنسبة إلى الجنود الذين يخاطرون بحياتهم بعيداً عن عائلاتهم وأصدقائهم". وأوضح أن "المرة الأخيرة التي حلّقت فيها مسيّرات كانت قبل عيد الميلاد".
ويتوقّع أن يصدر قرار بشأن الفترة التي ستبقى فيها القوات الألمانية في مالي في مايو. وخلال زيارة لباماكو منتصف ديسمبر، أعربت سلف بيستوريوس كريستين لامبرخت عن قلقها بشأن وضع حوالي 1100 جندي ألماني منتشرين في هذا البلد.
وأكّدت حينها أن بقاء قوات بلادها في مالي حتى مايو 2024 كان مشروطاً بقدرتها على تأدية مهمتها وإجراء انتخابات في فبراير 2024، وهو التزام تعهد به الجيش لإفساح المجال للمدنيين لتولي السلطة.
وشهدت مالي الدولة الفقيرة وغير الساحلية في قلب منطقة الساحل، انقلابين عسكريين في أغسطس 2020 ومايو 2021.