بريطانيا تسجل رقماً قياسياً للهجرة غير الشرعية في 2022

time reading iconدقائق القراءة - 4
أشخاص يُعتقد أنهم مهاجرون ينزلون من سفينة تابعة لحرس الحدود بعد إنقاذهم من قناة المانش بمدينة دوفر في بريطانيا. 17 ديسمبر 2022 - REUTERS
أشخاص يُعتقد أنهم مهاجرون ينزلون من سفينة تابعة لحرس الحدود بعد إنقاذهم من قناة المانش بمدينة دوفر في بريطانيا. 17 ديسمبر 2022 - REUTERS
لندن-أ ف ب

وصل أكثر من 45 ألف مهاجر بشكل غير قانوني إلى السواحل الإنجليزية في عام 2022؛ عبر قناة المانش على متن قوارب غير آمنة، وهو عدد قياسي تم تسجيله رغم الخطط المتعاقبة للحكومات البريطانية المحافظة لمكافحة هذه الظاهرة الحساسة سياسياً.

منذ وصوله إلى داونينج ستريت في أكتوبر من العام الماضي، اتخذ رئيس الوزراء ريشي سوناك موقف أسلافه المتشدد، وذكر مرة أخرى في تمنياته للعام الجديد هذا الموضوع الحساس جداً من الناحية السياسية منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وهذه الأرقام تزداد سنة بعد سنة. ووفق الحسابات المستندة إلى أرقام وزارة الدفاع البريطانية، قام 45 ألفاً و756 مهاجراً بعبور خطير لأحد أكثر الممرات البحرية ازدحاماً في العالم، مقابل 28 ألفاً و526 عملية عبور مماثلة فقط في عام 2021، وهو ما كان حينذاك عدداً قياسياً.

ورغم أن الجزء الأكبر من عمليات العبور الناجحة يحدث في الصيف، مع تسجيل 22 أغسطس الماضي عدداً يومياً قياسياً من المهاجرين بلغ 1295، سجّل في ديسمبر وصول 1745 مهاجراً.

وفي 14 ديسمبر الماضي، غرق قارب صغير يقل عشرات المهاجرين من فرنسا. لقي 4 منهم حتفهم، كانوا من أفغانستان والسنغال كما أظهرت العناصر الأولى للتحقيق، وكان يمكن أن يكون عدد القتلى أكبر بكثير، فقد أنقذ 39 آخرون بواسطة قارب صيد قريب.

وليل 23-24 نوفمبر 2021، لقي 27 مهاجراً تتراوح أعمارهم بين 7 سنوات و46 عاماً حتفهم عندما غرق قاربهم المطاطي.

ويفسر الإغلاق المتزايد لميناء كاليه على الجانب الفرنسي ونفق المانش الارتفاع الكبير منذ عام 2018 لمحاولات العبور في قوارب صغيرة.

والملف حساس للغاية بالنسبة للمحافظين الذين وعدوا منذ بريكست "باستعادة السيطرة" على الحدود، وهي رغبة أكدها سوناك ووزيرة الداخلية سويلا برايفرمان.

ولكن، على الرغم من الخطط المتتالية التي أعلن عنها، ومنها خطتان هذا العام، تستمر أرقام محاولات العبور في الارتفاع، مما يغرق نظام اللجوء في المملكة المتحدة.

تعليق خطة رواندا 

أبرمت لندن اتفاقاً هذا العام انتقدته الأمم المتحدة والكنيسة الأنجليكانية والعديد من المنظمات، مع رواندا لإعادة المهاجرين الذين وصلوا بشكل غير شرعي بغض النظر عن أصلهم بدون انتظار درس طلبات اللجوء.

وتم تعليق الخطة قبل الصيف بعد قرار من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، لكن الحكومة تريد إعادة إطلاقه بعد قرار إيجابي أصدره القضاء البريطاني.

والهدف هو وقف محاولات العبور والنموذج الاقتصادي للمهربين، لكن ذلك لم ينجح حتى الآن. بالنسبة للجمعيات التي تساعد المهاجرين، فإن الطريقة الوحيدة لمحاربة المهربين هي فتح قنوات قانونية للوصول إلى المملكة المتحدة وطلب اللجوء، وهو أمر شبه مستحيل حالياً.

ووقعت باريس ولندن اتفاقًا منتصف نوفمبر الماضي ينص على دفع البريطانيون 72,2 مليون يورو في 2022-2023 لفرنسا، لزيادة عدد عناصر الشرطة والدرك على الشواطئ الفرنسية من 800 إلى 900، من حيث يغادر العديد من المهاجرين.

والمحاولة الأخيرة هي خطة قدمها في ديسمبر رئيس الوزراء تتضمن اتفاقاً مع تيرانا؛ لطرد جماعي للألبان الذين وصلوا بأعداد كبيرة هذا العام (ثلث الوافدين)، رغم أن لندن تعتبر هذا البلد الذي لا يشهد حرباً، آمناً.

كما أعلن ريشي سوناك عن "قيادة موحدة" جديدة ضد المهربين والزوارق الصغيرة. وستستخدم الحكومة أيضاً مراكز العطلات السابقة أو مساكن الطلاب أو المباني العسكرية لخفض فاتورة تأمين مسكن لطالبي اللجوء إلى النصف، وهم حالياً موزعون على فنادق.

على الأجل الطويل سيحدد النواب عدداً سنوياً من طالبي اللجوء، وسيمنع قانون أولئك الذين يصلون بشكل غير قانوني إلى المملكة المتحدة من الإقامة فيها.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات