أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الثلاثاء، أنه يتوقع أن تشن أوكرانيا هجوماً مضاداً ضد القوات الروسية في الربيع، مستبعداً توقعات كانت تشير إلى أن موسكو ستشن "هجوماً جوياً كبيراً".
وقال أوستن في تصريحات للصحافيين بعد اجتماعه مع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي "الناتو" في بروكسل: "أوكرانيا تريد خلق زخم.. نتوقع أن يشنوا هجوماً في وقت ما في الربيع".
وأشار إلى أن روسيا ترسل عدداً من القوات الجديدة إلى ساحة المعركة، لكن العديد منهم "غير مدربين وغير مجهزين".
ورداً على سؤال عما إذا كان حلفاء أوكرانيا ناقشوا مسألة إرسال طائرات مقاتلة لمساعدة البلاد في مجهودها الحربي، قال أوستن "ليس لدي أي تعليق اليوم".
استبعاد هجوم جوي روسي
وأشار وزير الدفاع الأميركي إلى أنه "لا توجد مؤشرات" في الوقت الراهن على أن روسيا تحشد طائرات لشن هجوم جوي كبير محتمل. وقال: "فيما يتعلق بما إذا كانت روسيا تحشد طائراتها لشن هجوم جوي كبير أم لا: لا نعتقد ذلك حالياً".
وتابع: "نحن نعلم أن روسيا لديها عدد كبير من الطائرات في مخزونها (...) لهذا السبب أكدنا أننا بحاجة إلى بذل كل ما في وسعنا لتزويد أوكرانيا بأكبر قدر ممكن من قدرات الدفاع الجوي".
واجتمع وزراء دفاع الدول الأعضاء في "الناتو" ومجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية في العاصمة البلجيكية بروكسل، الثلاثاء والأربعاء، في اجتماع هو التاسع، لبحث تسريع عمليات إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا وتطورات الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأكد الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج قبل انطلاق الاجتماع، "ضرورة ضمان الناتو حصول أوكرانيا على الأسلحة التي تحتاجها لكسب هذه الحرب".
وتعهّد الحلفاء بتزويد أوكرانيا بالمدفعية والعربات المدرّعة والدبابات وأنظمة الدفاع الجوي، كما "سيتمّ تقديم التزامات أخرى"، حسبما ذكر ستولتنبرج.
ويسعى حلف الناتو إلى تعزيز إمدادات الدول الغربية من الذخيرة والأسلحة إلى أوكرانيا، مع تصعيد روسيا لهجماتها تزامناً مع اقتراب حلول الذكرى الأولى لانطلاق الغزو في 24 فبراير الجاري.
ويجري اتخاذ جميع القرارات الخاصة بتوريد الأسلحة إلى أوكرانيا ضمن مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية، التي شكلتها وترأسها الولايات المتحدة، والتي تشارك فيها نحو 50 دولة. وتعقد معظم اجتماعاتها في القاعدة الأميركية في مدينة رامشتاين الألمانية.
"عداء الناتو"
في المقابل، جدد الكرملين انتقاداته لحلف الناتو بسبب موقفه من الحرب في أوكرانيا، إذ قال إن التحالف يظهر عداءه لروسيا كل يوم، وبات منخرطاً على نحو متزايد في الصراع بأوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين، الثلاثاء، إن "حلف شمال الأطلسي منظمة معادية لنا وتثبت هذا العداء كل يوم". وأضاف: "إنه (الحلف) يبذل قصارى جهده لجعل مشاركته في الصراع بأوكرانيا واضحة قدر الإمكان".
وقالت روسيا إن إمداد دول حلف الناتو أوكرانيا بأسلحة "يؤدي إلى إطالة أمد الصراع"، ويرفع احتمال زيادة التصعيد. وتقول أوكرانيا والغرب إن تسليم كييف معدات عسكرية متطورة أمر ضروري للمساعدة على الدفاع عن نفسها في مواجهة الهجوم الروسي.
وتطلب أوكرانيا طائرات مقاتلة وصواريخ بعيدة المدى، الأمر الذي كرّره الرئيس فولوديمير زيلينسكي خلال زيارة لندن وباريس وبروكسل الأسبوع الماضي.
إلا أنّ الخوف من التورط في الصراع يمنع عدداً من الحلفاء من تزويد أوكرانيا بهذه المعدات. وأكدت وفود عدة أنه "من غير المتوقع اتخاذ قرار، الثلاثاء، بشأن الطائرات المقاتلة".
ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن وزراء دفاع دول الناتو سيناقشون خلال اجتماعهم مسألة إمداد أوكرانيا بطائرات "F-16".
ووفقاً للصحيفة، يتوقع عدد من المسؤولين الأمريكيين أن تمد الولايات المتحدة أوكرانيا بطائرات "F-16"، أو تسمح للدول التي تمتلكها بإعادة تصديرها إلى كييف، في حال استمرار الصراع في أوكرانيا لفترة أطول.
اقرأ أيضاً: