
حالة من التشاؤم وعدم اليقين تسود "الدائرة الضيقة" من المقربين للرئيس الأميركي دونالد ترمب مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، وصلت ببعض أعضاء الحزب الجمهوري إلى انتقاد الرئيس علناً، والتلميح إلى أنه سيخسر السباق لمصلحة منافسه الديمقراطي جو بايدن.
وفي انتقادات لاذعة نقلتها صحيفة "نيويورك تايمز" توقع السيناتور الجمهوري بين ساس المنتخب عن ولاية نبراسكا، خسارة الرئيس ترمب للانتخابات في الـ3 من نوفمبر المقبل، أمام غريمه الديمقراطي جو بايدن.
ووصف ساس، خلال مؤتمر عبر الهاتف، الرئيس ترمب بـ"النرجسي المهووس بالتلفزيون... الذي يخطب ودَّ متطرفي سيادة البيض".
وقال ساس إن "عائلة ترمب تنظر إلى الرئاسة على أنها فرصة استثمارية"، متهماً الرئيس الأميركي بالنفاق، وبأنه يسخر من الإنجيليين خلف الأبواب المغلقة.
وأشار ساس إلى أن الجمهوريين سيواجهون عواقب خطيرة بسبب دعمهم المخلص للرئيس دونالد ترمب طوال الأعوام الأربعة الماضية، محذراً من أن بعض أنصار الحزب الجمهوري سيتحولون إلى ديمقراطيين دائمين بسبب "سياسات ترمب الغبية".
وتأتي انتقادات ساس، بعد يوم واحد فقط، من تصريحات للسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، المقرب من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والتي اعتبر فيها أن لدى المرشح الديمقراطي جو بايدن "فرصاً جيدة" في أن يصبح الرئيس المقبل للولايات المتحدة.
وأشار غراهام خلال اجتماع للجنة القضائية بمجلس الشيوخ إلى "الزخم الذي يبدو أن بايدن حشده في مواجهة ترمب".
تمرد جمهوري
ويبدو أن هناك حالة من التململ في أوساط الحزب الجمهوري بسبب سياسات ترمب، ووفقاً لوكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، فإن أعضاء الحزب الذين ظلوا لفترة طويلة خائفين من قدرة الرئيس على الرد بقوة تجاه منتقديه، بدأوا الآن، وفي اللحظات الأخيرة قبل الانتخابات، ينأون بأنفسهم عنه.
ويرى "استراتيجيو الحزب"، بحسب الوكالة، أن هذا التحول يمثل تراجعاً مدهشاً في شعبية ترمب وسط الجمهوريين، وذلك بعد أسبوعين مما وصفوه بـ"الأخطاء القاتلة" للرئيس ابتداءً من مناظرته مع بايدن التي تحاشى فيها إدانة مجموعات تفوق البيض بصراحة، مروراً بمحاولاته للتهوين من خطورة وباء كورونا أثناء رحلة استشفائه.
وأشارت الوكالة إلى أن قدراً كبيراً من هذا التحول في المواقف يرجع إلى الحسابات المتعلقة بمجلس الشيوخ، حيث سرعت الاضطرابات في البيت الأبيض من احتمالات فقدان الجمهوريين لأغلبيتهم 53-47، وهو ما جعلهم مستعدين لفعل كل ما يلزم للحفاظ على مقاعدهم، على حد تعبير الوكالة.
ونقلت "أسوشيتد برس" عن استراتيجيين في الحزب أن "اندفاع الرئيس ترمب لترشيح القاضية المحافظة إيمي كوني باريت لم يجدِ في استمالة الناخبين كما كان يأمل الجمهوريون".
كما تظهر الاستطلاعات الداخلية أن كثيراً من الناخبين الجمهوريين الذين لم يحسموا أمرهم بعد، ربما يصوتون الآن للديمقراطيين، بعد أداء الرئيس في المناظرة الانتخابية، وسلوكه منذ إعلان إصابته بفيروس كورونا.
وقال المنظر الجمهوري روي كوبر إن "كثيراً من الجمهوريين قلقون الآن من أنها قد تكون اللحظة الحاسمة، فالأعضاء الذين ظلوا لفترة طويلة يبحثون عن وضع مقبول للبقاء مع الرئيس، بدأوا الآن في مهاجرة السفينة".
روبرت مردوخ يرجح فوز بايدن
كما شكك الملياردير الأميركي روبرت مردوخ مالك قناة "فوكس نيوز" المقربة من الرئيس ترمب في فوز الأخير بالانتخابات الرئاسية.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إن مردوخ، الذي طالما افتخر بقدرته على التنبؤ بمسار الانتخابات، قال لمقربين منه، إنه يعتقد أن نائب الرئيس السابق المرشح الديمقراطي جو بايدن، سيحقق انتصاراً "ساحقاً" على الرئيس دونالد ترمب في نوفمبر المقبل.
ووفقاً للصحيفة، فقد اعتبر مردوخ، الذي دعم دونالد ترمب في انتخابات 2016، أن نقطة ضعف الرئيس الكبيرة تكمن في "صفاته الشخصية".
حملة مضطربة
ويبدو أن توقعات المقربين من ترمب والتي تسير في ذات الاتجاه الذي تظهره الاستطلاعات، ألقت بظلالها على الحملة الانتخابية للرئيس ترمب، إذ يشير موقع "أكسيوس" الأميركي إلى أن مستشاري الرئيس في الحملة، باتوا يحضرون أنفسهم للخسارة.
ونقل الموقع عن أحد المستشارين في الحملة قوله: "الكثير من هذا بسبب الرئيس نفسه، لا تستطيع أن تعالج شخصاً يرفض التشخيص".
وقال الموقع إنه على الرغم من أن مدير الحملة بيل ستيبين يحث الطاقم خلال الاجتماعات الأسبوعية على الإعراض عن "الاستطلاعات العامة المروعة"، إلا أن محادثات خاصة، كشفت أنه يبدو في غاية التشاؤم بشأن السباق الانتخابي، مشبهاً الحملة بطائرة "تحلق عبر الاضطرابات الهوائية".
لكن ستيبين نفى وجود أي شكوك، وقال في تصريحات نقلها الموقع: "مع كل يوم يقربنا من الـ3 من نوفمبر، تظهر بيانات حملتنا مساراً واضحاً نحو الـ270 صوتاً انتخابياً (المطلوبة للفوز بالانتخابات الرئاسية) بما يجعلني أكثر ثقة من أي وقت مضى في إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترمب".
وأضاف ستيبين: "إن حملتنا تعرف جيداً كيف فاز الرئيس ترمب في 2016، والأهم في ذلك أنها تعرف أنه سيفعلها مجدداً".