"بلومبرغ": تعطل قناة السويس سيؤدي لاضطراب إمدادات الطاقة عالمياً

time reading iconدقائق القراءة - 6
جنوح سفينة حاويات تايوانية يتسبب في تعطل الملاحة بقناة السويس - 24 مارس 2021 - AFP
جنوح سفينة حاويات تايوانية يتسبب في تعطل الملاحة بقناة السويس - 24 مارس 2021 - AFP
دبي -الشرق

حذرت وكالة "بلومبرغ"، من أن تعطل حركة مرور السفن في قناة السويس، إثر جنوح سفينة حاويات عملاقة، ربما يؤدي إلى "موجة اضطراب" في سلسلة إمدادات الطاقة العالمية.

وقالت الوكالة الأميركية في تقرير لها، الأربعاء، إن مصافي التكرير الأوروبية والأميركية التي تعتمد على الممر الملاحي الحيوي لشحنات نفط الشرق الأوسط، ربما تضطر إلى البحث عن إمدادات بديلة حال استمرار التعطل، ما قد يؤدي إلى زيادة أسعار أنواع الخام البديلة، مضيفة: "في الوقت نفسه، ستتوقف تدفقات النفط الخام من حقول بحر الشمال المتجهة إلى آسيا".

وأشارت إلى أنه في حال ظلت سفينة الحاويات عالقة في الممر الملاحي لبضعة أيام فقط، فإن تلك المدة ستكون طويلة بما يكفي لإرباك بعض تدفقات الطاقة، ما يمثل متاعب إضافية لمصافي التكرير، والتجار، والمنتجين الذين يحاولون بالفعل معالجة التداعيات الاقتصادية لجائحة فيروس كورونا.

"طرق بديلة"

من جانبه، قال رالف ليزشينسكي، رئيس الأبحاث في شركة "بانتشيرو كوستا آند كو" (Banchero Costa & Co) للوساطة البحرية ومقرها الرئيسي في إيطاليا: "هناك الكثير من (مناطق) التجارة البديلة للمستوردين الأوروبيين لتجنب قناة السويس".

وربما يتطلع المشترون في أوروبا والولايات المتحدة الآن إلى مناطق أخرى، تشمل الخليج الأميركي وبحر الشمال وروسيا وغرب إفريقيا، وفقاً لسماسرة السفن. 

تحدٍ لوجيستي

يأتي "التحدي اللوجيستي" بحسب الوكالة في وقت مضطرب مع انخفاض سعر خام "برنت" القياسي العالمي بنحو 6% الثلاثاء، وسط مخاوف من أن الطلب على المدى القريب قد يكون أضعف من المتوقع وسط عمليات وتدابير الإغلاق المتجددة. 

وشهدت الأسعار تقلبات الأربعاء، مع انتظار ما لا يقل عن 100 سفينة للعبور بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط.

 "عدة أيام"

وفي وقت سابق الأربعاء، قالت مصادر ملاحية مصرية لـ"الشرق"، إن حركة الملاحة في قناة السويس توقفت، بعد جنوح سفينة حاويات ضخمة، ما أعاق حركة مرور السفن في الممرّ المائي الذي يربط بين البحرين الأحمر والمتوسط.

وذكرت المصادر أن سفينة الحاويات "إيفرغيفين" المملوكة لشركة "إيفرغرين" جنحت بسبب عطل مفاجئ بالمحرك واصطدمت بالرصيف، في القطاع الجنوبي من القناة، وتجري محاولات لتعويمها لإعادة فتح الممر الملاحي للقناة.

وتوقعت المصادر ذاتها أن "يستغرق تعويم السفينة وفتح الممر الملاحي للقناة عدة أيام"، بسبب سوء الأحوال الجوية.

وأشارت المصادر الملاحية المصرية، لـ"الشرق"، إلى تسرب مياه إلى السفينة بعد الاصطدام، وأن الجهود جارية لتخفيف الحمولة حتى تتمكن هيئة قناة السويس من سحبها.

"رياح قوية مفاجئة"

من جانبها، ذكرت شركة "إيفرغرين مارين" التايوانية في بيان، الأربعاء، أن جنوح سفينة الحاويات التابعة لها في قناة السويس يرجع على الأرجح لهبوب رياح قوية مفاجئة.

وأضافت "إيفرغرين" التي تستأجر سفينة الحاويات لمدة محددة، إن الجهة المالكة للسفينة أبلغتها أنها تعتقد أن ما حدث كان نتيجة "رياح قوية مفاجئة تسببت في انحراف جسم السفينة عن المجرى المائي والارتطام بالقاع والجنوح".

طريق حيوي

والممرّ المائي الذي يربط بين البحرين الأحمر والمتوسط طريق حيوي لتدفقات الطاقة. ويستخدم بشكل أساسي لنقل النفط الخام من الشرق الأوسط إلى أوروبا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى شحن زيت الوقود من الغرب إلى الشرق. 

ويمكن للقناة استيعاب حاوية محملة بالكامل تحمل نحو مليون برميل وناقلات خام كبيرة جداً، إذا نقلت بعض حمولتها خارج السفينة قبل العبور.

وقناة السويس التي افتتحت في 1869 تختزل 10% من حركة التجارة البحرية الدولية.

وعبرت نحو 19 ألف سفينة بحمولة صافية تبلغ 1.17 مليار طن قناة السويس في 2020 بمتوسط 51.5 سفينة يومياً، وفقاً لهيئة قناة السويس.

ويمر نحو 12% من حجم التجارة العالمية عبر قناة السويس التي تمثل مصدراً رئيسياً للعملة الصعبة في مصر، إذ بلغت مداخيلها العام الماضي 5.61 مليار دولار.

وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 2015 عن مشروع لتطوير القناة يهدف إلى تقليل فترات الانتظار ومضاعفة عدد السفن التي تستخدمها بحلول عام 2023.

اقرأ أيضاً: