في حين أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية، الأحد، دخول عناصر طالبان إلى ضواحي العاصمة كابول "من جميع الجهات"، قال بيان للحركة إن "هناك مفاوضات جارية مع الحكومة لتسليم العاصمة بسلام"، فيما أجلت الولايات المتحدة دبلوماسيين من سفارتها بطائرة مروحية، بينما أكد مسؤول أميركي أن فريقها الدبلوماسي يعمل من مطار كابول.
وأعلن مكتب الرئيس الأفغاني، أشرف غني، أنه يجري "مباحثات طارئة" مع المبعوث الأميركي زلماي خليل زاد، ومسؤولين كبار في الناتو، بشأن التطورات الأخيرة في العاصمة كابول.
وقالت طالبان في بيان، إنها لا تنوي دخول العاصمة كابول عسكرياً، مشيرة إلى أن هناك مفاوضات مع الحكومة الأفغانية لتسليم المدينة.
وأوضحت الحركة في البيان الذي نقلته وكالة "خاما برس" الأفغانية للأنباء، أن "كابول هي المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في أفغانستان، لذا فإنه لا يُسمح للمقاتلين بدخولها إذ طُلب منهم البقاء بعيداً عن أبوابها".
وبحسب البيان، فإن هناك "مفاوضات جارية مع الحكومة الأفغانية لتسليم كابول سلمياً ولا توجد أي خطة على الإطلاق للإطاحة بها عسكرياً".
وجاء في البيان، "نكرر أنه لن نتعرض للمسؤولين المدنيين والعسكريين في كابول. نحن لا نسعى للانتقام وهناك عفو عام عن المسؤولين الحكوميين"، حسبما ورد في البيان.
شلل في كابول
بيان طالبان جاء بعد ساعات من انتشار الخوف والذعر بين سكان العاصمة التي شهدت إغلاقاً شبه كامل للمتاجر والأسواق، وشللاً في حركة المواصلات، بحسب "خاما برس".
وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن قيادي بوفد طالبان المفاوض في العاصمة القطرية الدوحة، الأحد، قوله إن حركته أمرت عناصرها بـ"الإحجام عن العنف في كابول، والسماح بالعبور الآمن لأي شخص يختار الخروج"، مضيفاً أن حركته "تطلب من النساء التوجه لأماكن آمنة".
من جهته، قال القصر الرئاسي الأفغاني في تغريدة على تويتر، إن "الرئيس غني يجري محادثات طارئة مع الدبلوماسي الأميركي خليل زاد ومسؤولين كبار في حلف الأطلسي (الناتو)"، مشيراً إلى أن "الوضع في كابول تحت السيطرة.. والقوات الأفغانية تعمل جنباً إلى جنب مع الحلفاء الدوليين لتأمين العاصمة".
وكان القصر الرئاسي أكد في تغريدة "سماع دوي إطلاق نار في عدة نواح من كابول"، مؤكداً أن "قوات الأمن تسيطر على الوضع".
في غضون ذلك، صرح القائم بأعمال وزير الداخلية الأفغاني، عبد الستار ميرزاكول، في تصريحات مسجلة نشرتها قناة "طلوع نيوز"، بأن كابول لن تتعرض للهجوم، مشدداً على أن "الانتقال" سيتم بشكل سلمي، لافتاً إلى أن القوات الأمنية لا تزال تعمل على ضمان الأمن في العاصمة.
إجلاء الدبلوماسيين
يأتي ذلك في وقت قال فيه مسؤول أميركي، إن الأعضاء الرئيسيين في طاقم بلاده الدبلوماسي في كابول يعملون من مطارها الآن، مشيراً إلى أن أقل من 50 مسؤولاً في السفارة سيبقون في كابول في الوقت الحالي.
من جانبه، أشار مسؤول بحلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى أن العديد من موظفي الاتحاد الأوروبي "انتقلوا إلى موقع أكثر أمناً".
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء، عن زامير كابولوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي، مدير الدائرة الثانية في آسيا في وزارة الخارجية الروسية، قوله إن "طالبان ضمنت توفير الأمن للسفارة الروسية".
وقال كابولوف: "لقد حصلنا على مثل هذه الضمانات منذ فترة طويلة. لكن هذا الأمر لا يتعلق فقط بروسيا. إنها تضمن سلامة الجميع".
وأشار إلى أن "موسكو لا تستعد لإخلاء السفارة الروسية من كابول، والبعثة الدبلوماسية تعمل في هدوء، ونحن على اتصال مع السفير".
اقرأ أيضاً: