زلزال تركيا يختبر أردوغان قبل انتخابات مايو

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارة لمدينة كهرمان مرعش التي تعرضت لدمار كبير جراء زلزال 6 فبراير، كهرمان مرعش - 8 فبراير 2023 - AFP
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارة لمدينة كهرمان مرعش التي تعرضت لدمار كبير جراء زلزال 6 فبراير، كهرمان مرعش - 8 فبراير 2023 - AFP
دبي-الشرق

واجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موجة من الانتقادات، فيما كان يقر بأخطاء وقعت خلال اليوم الأول لعمليات الإغاثة بعد الزلزل المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا الاثنين، وهو ما أبرز التحديات التي قد تواجهها حملته الانتخابية قبل الاقتراع الرئاسي والتشريعي المقرر في مايو، وفق صحيفة "فاينانشيال تايمز".

واستغل أردوغان زيارته، الأربعاء، إلى المدينة الواقعة قرب مركز الزلزال كهرمان مرعش، والتي تعرضت لدمار كبير، لتوبيخ من اتهمهم بـ"استغلال الأزمة لدفع أجنداتهم الخاصة".

ورأت "فاينانشيال تايمز" أن خطاب أردوغان خلال زيارته المدينة، أوضح التحديات التي يواجهها للحفاظ على الدعم الشعبي، في أعقاب واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي لحقت ببلاده في عقود، قبل 3 أشهر فقط من الانتخابات البرلمانية والرئاسية، التي يتوقع أن تكون "الأصعب" بالنسبة له خلال عقدين في السلطة.

وقال أردوغان للصحافيين عقب تفقده المدينة التي دمرها الزلزال: "لا أريد أن أمنح الفرصة للاستفزازت.. لا يجب أن تمنحهم وسائل الإعلام الفرصة، الآن هو وقت الوحدة".

وقالت "فاينانشيال تايمز" إن أردوغان الذي أشرف على مرحلة الازدهار الاقتصادي لتركيا في الفترة الأولى لتوليه السلطة، مال ناحية اتخاذ مواقف "أكثر سلطوية" منذ خروج تظاهرات ضخمة ضده، ومحاولة الانقلاب عليه في 2016.

وفي السنوات الأخيرة، تعرض صحافيون للسجن، وقيدت الحريات المدنية، فيما شدد الرئيس التركي من قبضته على مؤسسات الدولة، وفق "فاينانشيال تايمز".

وتعد انتخابات مايو الرئاسية والبرلمانية، واحدة من الفرص القليلة أمام معارضيه، الذين تمكنوا للمرة الأولى من تكوين تحالف، لتغيير توازن القوى في تركيا.

تباين حول أردوغان

وفي علامة على تصاعد التوتر، عرقلت السلطات التركية الدخول إلى منصة "تويتر" لعدة ساعات، الأربعاء، في نفس يوم زيارة أردوغان إلى المناطق المنكوبة، وفقاً لما ذكره مرصد "نتبلوكس" الذي يراقب المواقع على الانترنت.

وأعلن "نتبلوكس"، الخميس، عودة إمكانية الدخول إلى "تويتر" في تركيا، عقب محادثات بين الشركة والسلطات بخصوص محتوى نُشر عقب الزلزال.

وكانت شعبية أردوغان في مستوى متدن قبل الكارثة، إذ واجهت البلاد أزمة عنيفة لارتفاع تكلفة المعيشة، قال اقتصاديون إنها ازدادات بسبب اتباع الحكومة والبنك المركزي التركي "سياسات اقتصادية غير تقليدية".

واعتبر مدير قطاع أوروبا بمركز "أوراسيا" البحثي إيمري بيكر، أن الرد التركي على الزلزال كان "سريعاً وقوياً نظراً لحجم الكارثة"، مضيفاً أنه إذا استطاعت تركيا الحفاظ على هذا المستوى من الزخم في ردها على الأزمة، فإن أردوغان "قد يستفيد من ذلك في الانتخابات".

لكن سليم كورو، المحلل في مركز "تيباف" البحثي ومقره أنقرة، خالف تلك النظرية، قائلاً إن "الناس تعساء، وهم يميلون إلى التصويت للتغيير حين يكونون تعساء"، مشيراً في هذا السياق إلى الزلزال والتضخم الكبير.

ورأى أن الحكومة ستحاول تأجيل الانتخابات، جزئياً بسبب التحديات اللوجيستية التي يتطلبها جمع الأصوات من الأقاليم المدمرة.

مقارنة مع كارثة 1999

واتفق محللون على أنه سيتم الحكم على رد أردوغان على الكارثة، من خلال المقارنة مع زلزال 1999 والذي أودى بحياة 17 ألفاً، حيث تم انتقاد التحالف الحكومي حينها لرفضه المساعدات الدولية، وعدم نشر تفاصيل واضحة بشأن الكارثة.

بالمقارنة، أظهر أردوغان "شفافية وقيادة قوية ومرئية، وتعبئة سريعة لكل الموارد، ولم يجعل الأمر قضية كرامة، وقبل كل المساعدات الدولية"، وفقاً للباحث السياسي إيمري بيكر.

وأمر أردوغان حكومته ببدء التحضير لحزمة مساعدة بـ100 مليار ليرة (5.3 مليار دولار)، وهو ما "يظهر تنسيقاً أفضل من 1999".

ولكن، كتذكير بأهمية رد أردوغان قبيل الانتخابات، حذر الباحث السياسي ولفانجو بيكولي من أن الأخطاء "ستكون مكلفة".

تحرك المعارضة

وقالت "فاينانشيال تايمز" إن أحزاب المعارضة بدأت بالفعل في استغلال الأزمة والرد عليها، سعياً للحصول على فرصة لانتقاد الرئيس.

وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، وهو حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، كمال كيليجدار أوغلو، إنه "إذا كان هناك شخص مسؤول عن هذا بشكل رئيسي، فهو أردوغان"، مضيفاً أنه "خلال 20 عاماً، هذه الحكومة لم تعد البلاد لزلزال".

ورجحت الصحيفة أن تقلص كارثة الزلزال من الحملة الانتخابية، فيما يتركز الانتباه على العثور على الناجين ورعايتهم، وإزالة الأنقاض، وإعادة بناء البنية الأساسية للمناطق المدمرة.

وأشارت إلى أن تحالف المعارضة الذي يقوده حزب "الشعب الجمهوري"، أجل بالفعل اجتماعه الذي كان يفترض أن يعلن فيه مرشحه لمنافسة أردوغان، إلى الأسبوع المقبل.

"أخطاء وطوارئ"

وقالت الصحيفة، إن أردوغان قد يستفيد كذلك، من حالة الطوارئ التي أعلنها لمدة 3 أشهر في الأقاليم المنكوبة، والتي تمنح حكومته سلطات واسعة استخدمها سابقاً عقب محاولة الانقلاب عليه في 2016.

وقالت نائبة رئيس حزب الشعب الجمهوري جوكتشا جوكتشن إن المعارضة لن تعترف بأي أحكام طوارئ إذا تمت إساءة استخدام سلطاتها.

ولم يعر أردوغان، في بداية الكارثة، الحكام المحليين للأقاليم المنكوبة المنتمين للمعارضة اهتماماً، ومنعت الحكومة قافلة إغاثية من بلدية إسطنبول التي يديرها مسؤولون منتمون لحزب الشعب الجمهوري، بحجة أن كل المساعدات يجب أن يتم تنسيقها عبر هيئة إغاثة الكوارث التركية، وفقاً لما ذكرته جوكتشن.

وقالت جوكتشن: "إذا كانوا قد قالوا، يمكنكم إرسال المساعدات وعمال الإغاثة، كان يمكن أن تصل المساعدات إلى هاتاي 7 أو 8 ساعات أبكر من التوقيت الذي وصلت فيه".

وقال المحلل السياسي ولفانجو بيكولي إن قرار أردوغان عدم الاتصال بعمداء المدن المنتمين للمعارضة كان خطاً، مضيفاً أن محاولة إحراز أهداف سياسية في وقت كارثة أودت بحياة الناس، لا يبدو جيداً في النهاية.

وبعد وقوع الكارثة بنحو تسع ساعات، قالت تغريدة من مكتب الرئيس إن أردوغان تحدث مع عمدة مدينة هاتاي المنتمي لحزب الشعب الجمهوري".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات