أعلن الكولونيل هاشمي غويتا إشرافه على المرحلة الانتقالية في مالي، إلى حين إجراء انتخابات ديمقراطية، بعدما أدى اليمين رئيساً مؤقتاً للبلاد، الاثنين.
وكانت المحكمة الدستورية قد أعلنت غويتا قائد القوات الخاصة البالغ من العمر 38 عاماً، رئيساً للبلاد الشهر الماضي بعد الإطاحة بالرئيس المؤقت باه نداو، إلا أنه أدى اليمين رسمياً، الاثنين، خلال مراسم في العاصمة باماكو.
وفي غضون ساعات من أدائه اليمين عين غويتا زعيم المعارضة والوزير السابق تشوغويل كوكالا مايغا رئيساً للوزراء، وفق مرسوم أذاعه التلفزيون الرسمي.
تعهُّد بانتخابات ديمقراطية
وتعهد غويتا بأن حكومته "ستحترم كل التزاماتها"، مؤكداً عزمه إجراء انتخابات عامة بحلول فبراير المقبل.
وقال العسكري الشاب وقد ارتدى زياً عسكرياً كاملاً: "أقسم أمام الله والشعب المالي على الحفاظ على النظام الجمهوري، والحفاظ على المكتسبات الديمقراطية". وأضاف: "أؤكد للمنظمات الإقليمية والمجتمع الدولي أن مالي ستفي بجميع التزاماتها من أجل مصالح الأمة العليا".
وتعهد غويتا بتنظيم "انتخابات ذات مصداقية ونزيهة وشفافة بموجب المواعيد المقررة"، في إشارة إلى المهلة النهائية للانتخابات التي حددتها الحكومة الانتقالية، بحلول فبراير 2022.
وحضر العشرات من ضباط الجيش الاحتفال، وعلا التصفيق عدة مرات خلال خطاب غويتا، فيما تواجدت قوات بالملابس القتالية في محيط المكان.
وعلقت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، والاتحاد الإفريقي، عضوية مالي، في وقت سابق، فيما أعلنت فرنسا تعليق عملياتها المشتركة مع الجيش المالي إثر الانقلاب الجديد، وذلك بعد ثماني سنوات من التعاون الوثيق في مكافحة الجهاديين.
ولن تغادر قوة "برخان" المؤلفة من خمسة آلاف عنصر والتي تنشط في العديد من بلدان الساحل الإفريقي، قواعدها لشنّ عمليات في مالي حتى إشعار آخر، وإن كانت ستواصل استهداف قادة جهاديين إذا سنحت الفرصة.
ويعد الحفاظ على الشراكات الدولية رهاناً حيوياً بالنسبة لمالي، إحدى أفقر دول العالم والتي يعاني جيشها من نقص في التجهيزات.
تقارب مع "5 يونيو"
وبعد أدائه اليمين الدستورية، قرر غويتا تعيين تشوغويل كوكالا مايغا رئيساً للوزراء، في قرار كان متوقعاً منذ أيام.
ومايغا معارض سياسي كان ضمن صفوف حركة 5 يونيو "تجمع القوى الوطنية"، وهي مجموعة من المعارضين ورجال الدين وأفراد من المجتمع المدني.
وساهمت المجموعة في الإطاحة بالرئيس إبراهيم بوبكر كيتا، بعد أن أضعفته الاحتجاجات الحاشدة على الفساد والفشل في مواجهة التمرد المتطرف.
وهمّش المجلس العسكري الحركة في الحكومة التي أعقبت الانقلاب الأول وسيطر عليها العسكريون، لكنّ هناك تقارباً واضحاً بين الجيش والحركة منذ 24 مايو الماضي، حيث أطاح المجلس العسكري في البلاد بالحكومة المدنية الأخيرة.
وتربط مايغا البالغ من العمر 63 عاماً، علاقات وثيقة بالإمام المحافظ النافذ محمود ديكو المؤيد للحوار مع المتطرفين الذي ترفضه باريس.
وأشار غويتا، في خطاب تنصيبه، الاثنين، إلى أن هناك "حواراً وطنياً شاملاً" سيستمر "بطريقة حكيمة".
وشهدت مالي انقلابين خلال 9 أشهر أطاح الأول في 18 أغسطس الماضي، بالرئيس إبراهيم أبو بكر كيتا المتهم بالفساد والضعف في مواجهة انعدام الأمن، بعد تظاهرات مناهضة للحكومة استمرت أشهراً.
وعلق الاتحاد الإفريقي حينذاك عضوية مالي، لكنه ألغى قراره مطلع أكتوبر الماضي، بعدما تعهد المجلس العسكري بالانتقال إلى السلطة المدنية في غضون 18 شهراً.
وفي 15 أبريل الماضي، حددت السلطات الانتقالية البرنامج الزمني للانتقال، مشيرة إلى أن الانتخابات التشريعية والرئاسية ستجريان في فبراير ومارس المقبلين.
لكن في مايو الماضي، قرر العسكريون غير الراضين عن إعادة تشكيل الحكومة، اعتقال الرئيس باه نداو ورئيس الوزراء مختار أوان، في معسكر كاتي العسكري بالقرب من العاصمة باماكو.
اقرأ أيضاً: