لقاح "جونسون آند جونسون".. جرعة واحدة بفعالية عالية أمام تحورات كورونا

time reading iconدقائق القراءة - 8
علم أميركا فوق شعار لشركة "جونسون أند جونسون" في نيويورك، 17 سبتمبر 2019 - REUTERS
علم أميركا فوق شعار لشركة "جونسون أند جونسون" في نيويورك، 17 سبتمبر 2019 - REUTERS
دبي-الشرق

توفر جرعة واحدة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، الذي أنتجته شركة "جونسون آند جونسون"، حماية قوية ضد حالات الإصابة الشديدة والوفاة الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا، وربما تحد من انتشاره، وفقاً لتحليلات جديدة نشرتها الأربعاء، هيئة الغذاء والدواء الأميركية على موقعها الإلكتروني.

فعالية عالية

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن لقاح "جونسون آند جونسون" حقق فعالية إجمالية بنسبة 72% في الولايات المتحدة، و64% في جنوب إفريقيا، حيث ظهرت سلالة شديدة العدوى في الخريف، وتعتبر مسؤولة عن معظم الإصابات الجديدة.

وأفادت الصحيفة الأميركية، بأن فعالية اللقاح ارتفعت في جنوب إفريقيا بسبع نقاط عن بيانات سابقة نشرتها الشركة. كما أظهر فعالية بنسبة 86% ضد الإصابات الحادة بكورونا في الولايات المتحدة، و82% ضد الحالات الحادة في جنوب إفريقيا، ما يعني أن مخاطر لجوء الشخص إلى المستشفى أو الموت تراجعت بنسبة كبيرة.

وأكدت التحليلات أن الأميركيين سيستفيدون قريباً على الأرجح من لقاح ثالث فعال ضد الفيروس، تم تطويره في أقل من عام، إذ يفوق الطلب على التطعيم العرض بشكل كبير. ويمكن أن تصادق إدارة الغذاء والدواء FDA على اللقاح، السبت المقبل، بناء على تصويت اللجنة الاستشارية للقاحات بعد مناقشة الوثائق الصادرة حديثاً.

وقال دان باروش، اختصاصي الفيروسات في "مركز بيت إسرائيل ديكونيس الطبي"، في بوسطن، والذي قاد كثيراً من البحوث المبكرة على اللقاح، العام الماضي، للصحيفة: "عن طريق جونسون آند جونسون، سنتمكن من تسريع وتيرة توزيع اللقاح في بلدنا وفي جميع أنحاء العالم".

ولفتت الصحيفة إلى أن لقاح "جونسون آند جونسون" يمكن تخزينه في درجات حرارة التبريد العادية لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، ما يجعل توزيعه أسهل بكثير من لقاحي "موديرنا" و"فايزر – بيونتك" المصرح بهما، واللذين يتطلبان جرعتين ويجب تخزينهما في درجات حرارة منخفضة جداً. 

صعوبة البدايات

لكن الحصول على اللقاح الجديد يمكن أن يكون محدوداً للغاية في البداية. وفقاً لريتشارد نيتلز، نائب رئيس الشؤون الطبية الأميركية في "جانسن فارماسيوتيكالز"، ذراع تطوير الأدوية في "جونسون آند جونسون"، الذي قال للمشرعين، الثلاثاء، إن ما يقرب من 4 ملايين جرعة ستكون جاهزة للشحن بعد مصادقة "إدارة الغذاء والدواء" على اللقاح، وهو رقم أقل بكثير من 12 مليون جرعة، تعهدت الشركة بتسليمها للحكومة الفيدرالية بحلول نهاية فبراير.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن مصدر مطلع، أن مسؤولي البيت الأبيض أدلوا برقم أقل، الثلاثاء، إذ أخبروا حكام الولايات في اتصالهم الأسبوعي، بأن حوالي مليوني جرعة ستكون متاحة الأسبوع المقبل.

وقال نيتلز، إن 20 مليون جرعة ستكون جاهزة بحلول نهاية مارس. ووقعت الشركة عقداً يقضي بتسليم 100 مليون جرعة بحلول نهاية يونيو.

ويمتلك لقاح "جونسون آند جونسون" معدل فعالية أقل من لقاحي "موديرنا" و"فايزر – بيونتك"، اللذين يبلغان 95%.

انتصار ساحق

إلا أنه في جنوب إفريقيا، يختلف الأمر، إذ يعتبر لقاح "جونسون آند جونسون" الرابح الأكبر حتى الآن. كانت فعالية جرعة لقاح "نوفافاكس" الأميركي، بلغت 49%. كما أظهرت تجربة صغيرة في جنوب إفريقيا على لقاح "أسترازينيكا – أكسفورد"، أنه لا يوفر حماية كافية على الإطلاق.

ودفعت النتائج السلبية لهذه اللقاحات بحكومة جنوب إفريقيا إلى التخلي عن خطتها، بإعطاء مليون جرعة من لقاحات "أسترازينيكا" للعاملين في قطاع الرعاية الصحية.

وفي الأسبوع الماضي، بدأت الحكومة إعطاء جرعات من لقاح "جونسون آند جونسون" بدلاً منها، ونجحت حتى الآن في توفير ما يزيد على 32 ألف جرعة.

منع انتقال الفيروس

وقدمت الوثائق الصادرة حديثاً، والتي تضمنت التحليل الفني الأول لإدارة الغذاء والدواء الأميركية للتجربة الإكلينيكية التي أجرتها الشركة على 45 ألف شخص، دليلاً على أن اللقاح آمن، وأن آثاره الجانبية أكثر اعتدالاً بشكل لافت من تلك الناجمة عن لقاحي "فايزر - بيونتك" و"موديرنا"، وذلك دون أي تقارير عن تفاعلات حساسية شديدة، مثل الحساسية المفرطة.

كانت الحماية التي يوفرها لقاح "جونسون آند جونسون" متطابقة بين المتطوعين السود والهيسبانيين والبيض، وبين الأعمار المختلفة، بحسب الوثائق.

وأظهرت التجربة فعالية أقل بلغت 42.3%، للأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 60 عاماً ممن لديهم عوامل خطر مثل أمراض القلب والسكري. لكن هذا الرقم يشوبه قدر كبير من عدم اليقين الإحصائي، حسبما أشارت "إدارة الغذاء والدواء FDA".

وعلى الرغم من أن لقاحات عديدة يمكن أن تحمي من الإصابة بـ"كوفيد – 19"، يبقى من غير الواضح ما إذا كانت الجرعات قادرة على منع انتقال الفيروس لآخرين، ما أثار جدلاً صاخباً بشأن مدى سرعة عودة المجتمعات إلى أوضاعها الطبيعية بعد بدء حملات التطعيم.

وكشفت التجربة التي أجريت على لقاح "موديرنا"، عن بعض مؤشرات تدل على أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم كانوا أقل عرضة للإصابة بالعدوى دون أعراض. كما كشفت تجربة لقاح "أسترازينيكا" عن أنه خفض معدلات الإصابة دون عدوى إلى النصف تقريباً، بحسب "نيويورك تايمز".

أمل جديد

وبحث خبراء "جونسون آند جونسون" عن إصابات من أعراض عن طريق فحص الأجسام المضادة لفيروس كورونا بعد 71 يوماً من حصول المتطوعين على اللقاح أو اللقاح الوهمي. وتشير التحليلات الجديدة إلى أن اللقاح يمتلك معدل فعالية بنسبة 74% ضد الإصابات بلا أعراض.

لكن هذه الحسبة تعتمد على عدد صغير نسبياً من المتطوعين، وأشارت إدارة الغذاء والدواء الأميركية في تحليلها، إلى أنه "توجد حالة من عدم اليقين بشأن تفسير هذه البيانات، ولا يمكن التوصل إلى استنتاجات نهائية في الوقت الحالي". 

وقال باروش للصحيفة: "أعتقد أنه سيضيف إلى الأدلة المتزايدة على أن اللقاحات تمنع بالفعل انتقال العدوى، مثلما تمنع الإصابة بالمرض".

وتمهد المراجعة الطريق لإجازة اللقاح، الذي سيكون الثالث لفيروس كورونا في الولايات المتحدة، في بارقة أمل جديدة وسط جائحة أودت بحياة أكثر من نصف مليون شخص في الولايات المتحدة.

وقاية بنسبة 100%

من جهتها، قالت نانسي بينيت، أستاذة الطب وعلوم الصحة العامة في كلية الطب بجامعة روتشستر في تصريح لصحيفة "واشنطن بوست": "نحن نعلم أن هذا اللقاح يقي من 85% من المرض الخطير، لقد كان فعالاً بنسبة 100% في منع دخول المستشفى والوفيات، وهذا هو المهم حقاً.. هذه الحقائق هي أهم شيء يجب التعرف إليه".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين فيدراليين مطلعين، القول إنه إذا تم منح تصريح لاستخدام اللقاح الجديد في حالات الطوارئ، فستتوفر حوالي مليوني جرعة للشحن بدءاً من الأسبوع المقبل إلى الولايات. وسيرتفع عدد الجرعات إلى 20 مليون جرعة بنهاية مارس.

لكن خبراء الصحة العامة أعربوا أيضاً عن مخاوفهم من أنه قد تختلط على الأشخاص العاديين الأمور وسط المقارنة بين اللقاحات التي تم اختبارها في ظل ظروف مختلفة تماماً، وإصدار أحكام بشأن اختيار اللقاح الذي ينبغي لهم تلقيه. 

من جانبه، قال إي جون ويري، عالم المناعة في جامعة بنسلفانيا: "اليوم الذي يكون فيه للفرد خيار الحصول على اللقاح هو يوم رائع.. يجب أن يأخذ الأشخاص اللقاح الذي يمكنهم الحصول عليه، لأن كل اللقاحات فعالة للغاية".

حملة تطعيم

وتشهد الولايات المتحدة معدلات تطعيم ضد كورونا تصل إلى 1.7 مليون جرعة يومياً، ويفترض أن تزداد في الأسابيع المقبلة، وذلك بعد أن تخطت البلاد حاجز نصف مليون وفاة هذا الأسبوع.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، إنه "واثق من القدرة على الوصول إلى 600 مليون جرعة بحلول نهاية يوليو".

وتلقى حتى الآن أكثر من 61 مليون شخص، أحد اللقاحين المصرح بهما في الولايات المتحدة، وهما "فايزر-بيونتك" و"موديرنا"، بينهم 18 مليوناً تلقوا الجرعتين المطلوبتين. 

اقرأ أيضاً: