
ذكرت مجلة ناشيونال إنتريست الأميركية أن الاضطرابات التي تشهدها أفغانستان حالياً لن تنتهي بمجرد سيطرة حركة طالبان على الحكم في البلاد، معتبرة أنه لا تزال هناك أبعاد إقليمية أخرى من شأنها إثارة المزيد من الاضطرابات.
وأوضحت المجلة في تقرير للباحث مايكل روبين، المتخصص في شؤون إيران وتركيا والشرق الأوسط، أن كل دولة من دول جوار أفغانستان، باستثناء باكستان، تخشى طالبان، وبالتالي فإنها تعد خططاً للحفاظ على مصالحها في ظل هذه المستجدات.
وأضافت المجلة أنه من المتوقع أن تقوم كل دولة خلال الأسابيع القليلة القادمة برعاية "جماعات مسلحة وأمراء حرب"، وستكون مهمتهم هي محاولة الاستيلاء على الأراضي على امتداد الحدود لتكون بمثابة حاجز حماية.
وقالت إنه من المؤكد أن روسيا سوف تساعد الجمهوريات السوفييتية السابقة المتاخمة لأفغانستان "لأن روسيا تخشى التطرف بين سكانها المسلمين المتزايدين".
مناطق نفوذ
وتضيف المجلة أنه مع نشاط جيران أفغانستان ورعايتهم لوكلاء جدد قد يستغرق الأمر عاماً أو عامين من القتال مع طالبان قبل أن يؤسسوا مناطق نفوذهم الخاصة، ويقسموا أفغانستان مرة أخرى كما كانت خلال فترة الحرب الأهلية في التسعينات.
وقالت إن "طالبان قد تعلن باختصار انتصارها اليوم، ولكنها بالنسبة لأفغانستان لا تمثل نهاية القتال أكثر من كونها فصلاً في تاريخ دموي".
وأوضحت أن هذا يعني أنها قد تفقد قريباً بعض الولايات الطرفية، مشيرة إلى أن ولاية هيرات، على سبيل المثال، فارسية الثقافة، وفي الواقع كانت جزءاً من إيران. وقالت إنه إذا بذلت إيران جهوداً منسقة لوضع وكيل في السلطة هناك، فمن المرجح أن تنجح في ما تصبو إليه.
وقالت إنه يمكن لطهران تأكيد سيطرتها على فراه ونيمروز، وهما ولايتان أخريان تتقاسمان معها حدوداً. وينطبق الشيء نفسه على منطقة بدخشان شمال شرقي أفغانستان المتاخمة لطاجيكستان.
"لعبة لوم"
وتقول المجلة إنه على الجانب الآخر هناك لعبة لوم تدور داخل واشنطن. وألقى الرئيس جو بايدن باللوم على سلفه دونالد ترمب واتفاق السلام مع طالبان الذي حدد موعداً نهائياً للانسحاب الأميركي.
وأضافت: "الاتفاق في عهد ترمب لم يكن مدروساً، لكن أعذار بايدن مخادعة لثلاثة أسباب: أولاً، لم تلتزم طالبان بالاتفاق وأبطلته. ثانياً، مرّ الموعد النهائي لانسحاب الولايات المتحدة قبل عدة أشهر، وأخيراً، لم يلتزم بايدن باتفاقات أخرى في عهد ترمب حول الجدار الحدودي وخط أنابيب كيستون إكس إل، وبالتالي فإن الفكرة القائلة بأن ترمب قيّد يديه هي مجرد هراء".
وتابعت المجلة: "في حين ترفرف راية الإمارة الإسلامية الآن فوق القصر الرئاسي في كابول، فإن انتصار طالبان ليس نهاية القصة".
وقالت إن "هياج طالبان ليس مقياساً لشعبيتها بقدر كونه نتيجة لدعمها من جانب باكستان، فنادراً ما يقاتل الأفغان حتى الموت، بل يجنحون بدلاً من ذلك إلى الجانب الأقوى. وكان إظهار بايدن للضعف والقسوة هدية لقادة طالبان الذين يسعون إلى إقناع حكام الولايات بالتنحي عن السلطة مقابل النجاة بأرواحهم".
واعتبرت المجلة أن حركة طالبان ليست قوية كما تبدو، مبينة أنه في مارس عام 2000 كانت طالبان تسيطر على 90% من البلاد، لكن في كل مدينة، بحسب ما يقول الأفغان، كان الأمن الذي وعدت به طالبان عندما وصلت الحركة في البداية اختفى بسرعة حينما بدأت طالبان نفسها "تفترس الشعب".