البنتاغون يدرس تشكيل قوة دائمة لمواجهة الصين في المحيط الهادئ

time reading iconدقائق القراءة - 6
المدمرة الأميركية "أرلي بيرك" خلال تمرينات عسكرية غرب المحيط الهادئ- 12 نوفمبر 2017 - REUTERS
المدمرة الأميركية "أرلي بيرك" خلال تمرينات عسكرية غرب المحيط الهادئ- 12 نوفمبر 2017 - REUTERS
دبي-الشرق

كشفت مجلة "بوليتكيو" الأميركية، الثلاثاء، أن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) تدرس إنشاء قوة مهام بحرية دائمة في منطقة المحيط الهادئ، لمواجهة القوة العسكرية المتنامية للصين.

وقال شخصان مطلعان على مناقشات داخلية بالوزارة، طلبا عدم الكشف عن هويتهما، إن الخطة ستشمل أيضاً إنشاء عملية عسكرية محددة للمحيط الهادئ، من شأنها أن تُمكن وزير الدفاع من تخصيص أموال وموارد إضافية لمواجهة الصين.

وأوضحت المجلة أن المبادرتين، اللتان لم يتم الانتهاء منهما بعد، "ستضيفان قوة إلى لهجة الرئيس جو بايدن الحازمة تجاه الصين، وترسل إشارة إلى أن الإدارة الأميركية الجديدة جادة في اتخاذ إجراءات صارمة ضد التعزيزات العسكرية لبكين وسلوكها العدواني في منطقة المحيط الهادئ".

كما نقلت "بوليتيكو" عن مسؤول بوزارة الدفاع، رداً على طلب للتعليق، أنه "لم يتم الانتهاء من أي من الخطط المنبثقة عن فرقة العمل المعنية بالشأن الصيني". 

وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "نحن ندرس عدداً من المقترحات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ على مستوى الوزارة، من أجل تحقيق استجابة متزامنة وتنسيق أنشطتنا بشكل أفضل". 

وأضاف: "كما قال الوزير (لويد أوستن)، حان الوقت الآن لبدء العمل. هناك العديد من التفاصيل التي لا يزال يتعين الانتهاء منها".

الابتعاد عن الشرق الأوسط

إلبريدج كولبي، المسؤول السابق بوزارة الدفاع في عهد دونالد ترمب، اعتبر أنه في حين أن المبادرتين "لن تكونان الطريقة الوحيدة الفعالة لحل مشكلة الصين، فإن هذه الجهود هي علامة مشجعة على أن البنتاغون ملتزم بنقل الموارد بعيداً عن الشرق الأوسط، ورفع الاحتياجات اللازمة في المحيط الهادئ".

وتابع كولبي "قوة المهام البحرية والعملية العسكرية المحددة سترفعان من إمكانية القوة الموجهة لغرب المحيط الهادئ".

فرقة عمل أوروبية

المجلة الأميركية نقلت عن أشخاص مطلعين على المناقشات، أن قوة المهام البحرية سيتم تشكيلها على غرار المجموعة الأولى البحرية الدائمة لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهي واحدة من قوات الرد الفوري البحرية الدائمة التابعة للحلف، والتي تم إطلاقها في أوروبا قبل وأثناء الحرب الباردة.

وأشار جيري هندريكس، المحلل في شركة الاستشارات الأميركية "تليموس غروب"، إلى أن فرقة العمل الأوروبية سمحت لتلك الدول "بزيادة نفوذها في البحر. وأشار إلى أن قوة عمل فعالة في المحيط الهادئ يمكن أيضاً أن تضم حلفاء أوروبيين، مثل بريطانيا وفرنسا، الذين يزيدون من وجودهم البحري في المحيط الهادئ، بالإضافة إلى اليابان وأستراليا.

وقال هندريكس، إن المبادرة المقترحة ستكون "رادعة لأنها تُظهر وحدة الجهود في مواجهة التهديدات الصينية المفرطة لمفهوم (البحر الحر) والتجارة الحرة بمطالبها البحرية الإقليمية الكبيرة".

من ناحية أخرى، أفادت المصادر المطلعة التي نقلت عنها "بوليتيكو"، أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت فرقة العمل ستشمل السفن الأميركية فقط، أو ستضم جيوشاً لدول أخرى أيضاً.

موقف المواجهة

هذه التفاصيل تأتي في الوقت الذي ينحاز فيه قادة حلف "ناتو" بشكل متزايد إلى موقف المواجهة الذي تتبناه واشنطن بشأن بكين. 

وبعد 4 سنوات من جعل الرئيس السابق دونالد ترمب مواجهة الصين أولوية قصوى في السياسة الخارجية، أعلن حلفاء "ناتو" هذا الأسبوع أن بكين تمثل تحدياً أمنياً، وقالوا إن الصين تعمل على تقويض النظام العالمي.

في المقابل، اتهمت بكين حلف شمال الأطلسي، الثلاثاء، بالمبالغة بـ"نظرية التهديد الصيني" والسعي إلى "خلق مواجهات"، عقب إعراب قادة دول الحلف في قمة بروكسل الاثنين، عن "قلقهم" إزاء الطموحات الصينية التي تشكل "تحديات لأسس النظام الدولي".

ودعت البعثة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي في بيان، حلف شمال الأطلسي إلى "النظر لنمو بكين بعقلانية، والتوقف عن المبالغة بنظرية التهديد الصيني بأشكال مختلفة".

كما حض البيان دول الحلف على عدم استخدام المصالح المشروعة للصين وحقوقها القانونية كذرائع للتلاعب بسياسات المجموعة. واتهم "ناتو" بالسعي إلى "خلق مواجهات بشكل مفتعل". 

ولفتت البعثة الصينية إلى أن اتهامات حلف الأطلسي "افتراءٌ على التطور السلمي الذي أحرزته بكين وسوء تقدير للوضع الدولي ودوره (الحلف) واستمرار لعقلية الحرب الباردة".