القصف الروسي.. "فرصة" أوكرانيا للتخلّص من العمارة السوفيتية

time reading iconدقائق القراءة - 6
فرق الدفاع المدني تبحث عن ضحايا بين أنقاض أحد المباني السكنية التي دمرها القصف الروسي في مدينة بوروديانكا قرب العاصمة الأوكرانية كييف - 8 أبريل 2022 - REUTERS
فرق الدفاع المدني تبحث عن ضحايا بين أنقاض أحد المباني السكنية التي دمرها القصف الروسي في مدينة بوروديانكا قرب العاصمة الأوكرانية كييف - 8 أبريل 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

على الرغم من أن الحرب الروسية في أوكرانيا لم تنته بعد، إلا أن المسؤولين والمهندسين المعماريين الأوكرانيين باتوا يفكرون بالفعل في كيفية إعادة بناء المدن التي دمّرها الغزو، بطريقة تراعي البيئة وتساعد في مكافحة تغير المناخ وتبتعد عن تراث العمارة السوفيتية، حسبما أفادت وكالة "بلومبرغ" الأميركية. 

وأشارت الوكالة إلى أن ائتلافاً من الخبراء الأوكرانيين والدوليين في مجالات التخطيط الحضري والتراث والطاقة والاقتصاد الدائري (نظام اقتصادي يهدف إلى القضاء على الهدر والاستخدام المستمر للموارد)، يعملون لتحقيق الهدف ذاته. 

ونقلت الوكالة عن نائب عمدة مدينة ماريوبل سيرجي أورلوف قوله إن مسؤولي المدينة بدأوا في تقييم الأضرار الناجمة عن القصف الروسي كخطوة أولى لإعادة بنائها بمجرد انتهاء الحرب. 

 "مدرسة الباوهاوس الجديدة"

من جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في مهرجان مدرسة "باوهاوس الأوروبية الجديدة" إحدى أبرز المدارس المعمارية الأوروبية، والذي عُقد خلال الأسبوع الماضي في مدن أوروبية عدة: "سنعيد بناء أوكرانيا، إذ إنه يجب علينا أن نفعل ذلك وسنفعله، وذلك ليس لأن الأمر يصب في مصلحتنا فحسب، بل لأن من واجبنا الأخلاقي القيام بالأمر، ولكن عندما نعيد بناء كييف، فإنه يجب أن نقوم بذلك بالطريقة الصحيحة، فلنفعل ذلك بروح مدرسة باوهاوس الأوروبية الجديدة". 

ويعد تبني مدرسة "باوهاوس الأوروبية الجديدة" أحد اقتراحات الاتحاد الأوروبي للشكل الجمالي في التحول الأخضر الخاص بالقارة، والذي تم الإعلان عنه في عام 2020، جزءاً من الصفقة الخضراء في المنطقة، التي تبلغ تكلفتها تريليون يورو (نحو 1.17 تريليون دولار) للقضاء على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول منتصف القرن، وتتطلب الخطة إصلاحاً شاملاً للاقتصاد الأوروبي والتشريعات وقطاع الطاقة، فضلاً عن الهندسة المعمارية والتصميم. 

وذكرت الوكالة أنه يبدو أن أعلى هيئة تنفيذية في أوروبا باتت تريد الآن أن تتجاوز  تلك الروح حدود الاتحاد الأوروبي، وأن تلعب دوراً في إعادة إعمار أوكرانيا التي مزقتها الحرب. 

وأضافت فون دير لاين، أن الصفقة الخضراء الخاصة بالاتحاد تتعلق بشكل كبير بقوانين المناخ، والنصوص التشريعية والأدلة المستمدة من العلم والأرقام ولكن قلب وروح هذه الصفقة الخضراء هو مدرسة باوهاوس الأوروبية الجديدة".

انتقاد التراث المعماري السوفيتي

من جانبه، يقول المؤسس المشارك لـ"مدرسة خاركوف للهندسة المعمارية" أوليج دروزدوف، إن "القصف الروسي الوحشي للمدن الأوكرانية المستمر منذ أكثر من 100 يوم جعل الأوكرانيين أكثر انتقاداً للتراث السوفيتي للبلاد"، مشيراً إلى أن "المشكلة في تصميم المدن الأوكرانية ليست ثقافية فحسب، بل فنية أيضاً، وذلك لأن مادة الأسمنت المرتبطة بمباني الحقبة السوفيتية هي إحدى مواد البناء ذات الأثر البيئي الأكبر". 

وقدمت مدينة "ماريوبل" في ديسمبر 2021، استراتيجية لعام 2030 توضح بالتفصيل عدداً من المشاريع التي تركز على التنمية المستدامة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ.

ويقول نائب عمدة المدينة، الذي انضم إلى المهرجان عبر مكالمة بالفيديو من أوكرانيا، إن "95٪ من المدينة تضرر الآن بسبب القنابل الروسية، كما تم تدمير 45٪ من مبانيها بشكل كامل"، مضيفاً: "في الوقت الذي نفكر فيه في الشكل الذي سيبدو عليه اقتصادنا، بدأنا في التفكير في مناهج جديدة لتخطيط المدن وبناء المساكن، إذ إننا نفكر في كيفية تنفيذ هذه الأفكار المعروفة في أوروبا والتي تتمثل في كفاءة الطاقة، واستخدام المزيد من المواد الصديقة للبيئة وما إلى ذلك".

فيما تقول سنيسكا كويدفليج ميهايلوفيتش، وهي الأمين العام لمنظمة "Europa Nostra"، المهتمة بالتراث ومقرها لاهاي: "صحيح أن إعادة بناء المدن التي دمرتها الحروب لا تعد أمراً جديداً في أوروبا، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يمكن فيها إعادة بناء المدن مع مراعاة كفاءة الطاقة وتكيفها مع تغير المناخ". 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات