تفاصيل الدورة 72 من مهرجان برلين السينمائي

time reading iconدقائق القراءة - 6
حفل افتتاح الدورة الـ72 من مهرجان برلين السينمائي الدولي- 10 فبراير 2022 - REUTERS
حفل افتتاح الدورة الـ72 من مهرجان برلين السينمائي الدولي- 10 فبراير 2022 - REUTERS
بيروت-رنا نجار

يفتتح فيلم "Peter Von Kant" للمخرج الفرنسي فرانسوا أوزون، فعاليات الدورة الـ72، من مهرجان برلين السينمائي (برليناليه)، والتي تنطلق الخميس 10 فبراير، وتستمر حتى 16 من الشهر ذاته.

وكانت إدارة المهرجان أعلنت في وقت سابق عن تقليص الدورة الحالية، إلى 7 أيام فقط، فيما سيتم إعادة عروض الأفلام المشاركة في المهرجان بدور السينما في العاصمة الألمانية ما بين 17 و20 فبراير، وذلك وسط إجراءات احترازية مشددة، في ظل تخوف من ارتفاع معدل الإصابات بمتحور فيروس كورونا "أوميكرون".

ويُشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان هذا العام 19 فيلماً من بلدان مختلفة، تتنافس على جائزة "الدب الذهبي"، حيث تحمل هذه الدورة وجوهاً جديدة وأخرى مخضرمة شاركت في المهرجان سابقاً أو فازت بجائزة منه.

"بيروت اللقاء" في برلين

وفي ظل غياب المُشاركة العربية عن المسابقات البرلينية هذا العام، تحتفي إدارة مهرجان برلين السينمائي، بالفيلم اللبناني "بيروت اللقاء"، حيث تعرض نُسخة مرممة منه، ضمن برنامج "برليناليه فوروم"، وذلك بمناسبة مرور 40 عاماً على مُشاركته في المسابقة الرسمية للمهرجان عام 1981.

ويأتي هذا الاحتفاء، تكريماً للمخرج اللبناني الراحل برهان علوية، باعتباره أحد مؤسسي "السينما اللبنانية الحديثة" والسينما العربية التغييرية، وأول عربي شارك في المهرجان، وذلك حسبما قال صديقه نجا الأشقر، مؤسس "نادي لكل الناس"، والذي عمل على ترميم الفيلم ورقمنته بمبادرة من "سينما تيك" في بلجيكا. 

وتدور أحداث الفيلم، الذي صوّر خلال الحرب الأهلية، بين بيروت الشرقية والغربية التي فصلهما الاقتتال الطائفي، ويطرح تمزيق الحرب للبلاد والحب والانسان.

بين السياسة والتشويق

جدول أفلام الدورة الـ72 من مهرجان برلين السينمائي، يضم عدداً من الأفلام السياسية والتاريخية، ولعل أبرزهم، الفيلم الوثائقي "Everything will be ok" للمخرج رتثي بانه (Rithy Panh) الفائز بجائزة أفضل فيلم وثائقي من "برليناليه" في 2020. 

واشتق اسم الفيلم "كل شيء سيكون على ما يرام" من شعار على قميص امرأة شابة من ميانمار أصبحت رمزاً للحركة المؤيدة للديمقراطية عندما قُتلت بالرصاص خلال الاحتجاجات العنيفة عام 2021، حيث يستكشف الفيلم الشمولية والديمقراطية من خلال المنظور الخيالي، لما قد يحدث إذا استولت الحيوانات على السلطة.

كما يُشارك فيلم "One year One night"، للمخرج الكتالوني إساكي لاكويستا، ويُعيد المُشاهد إلى تفجيرات باتاكلان في باريس عام 2015، وما يدور حولها من أحداث إنسانية وسياسية، مع عدد كبير من النجوم الإسبان والفرنسيين.

ويُنافس في المسابقة الرسمية للمهرجان، الفيلم الإيطالي "ليونورا أديو"، للمخرج باولو تافياني، وتدور أحداث العمل في إطار التشويق والغموض.

الحب والروابط الإنسانية

وتجمع العاطفة في أشكالها المُختلفة والتي قد تتجسد في الروابط الإنسانية والاجتماعية والعاطفية، بين غالبية الأفلام المُشاركة في الدورة الجديدة، مثل فيلم "The Line" للمخرجة السويسرية أورسولا ميير، وتدور أحداثه حول امرأة تضرب والدتها وتمنع من الاقتراب من منزل العائلة على بعد 2002 متر على الأقل.

ومن الأفلام التي تتمحور حول قصة حب مستحيلة أخرى "أبجدية سريعة للحب" للمخرجة الألمانية نيكوليت كريبيتز، فيما يتحدث فيلم "Before,now&Than" الحميمي للمخرجة الأندونيسية كاميلا أنديني، عن الحياة المنزلية لأرملة شابة تزوجت من رجل ثري مرة أخرى، لكن ماضيها لا يزال يطاردها حتى تجد صداقة مع عشيقة زوجها الجديد.

ويأتي الفليم الفرنسي " Both Sides Of The Blade" للمخرجة كلير دينيس، ليجمع الممثلة جولييت بينوش وفنسنت ليندون للمرّة الأولى، وينتمي إلى دراما الحب الثلاثي أو يما يسمى بالإنجليزية "fire" والذي يشاركهما البطولة الممثل غريغوار كولان. 

ومن الولايات المتحدة، يُعرض للمرة الأولى دولياً في برلين، فيلم "CALL Jane" للمخرجة فيلّيس ناجي، ويتناول قضية الحمل غير المرغوب فيه لسيدة متزوجة تخوض تجربة مقلقة وتشويقية في عالم عمليات الإجهاض السريّة في ستينان القرن الـ20، في مدينة شيكاغو، والعمل من بطولة الممثلة إليزابيت بانكس إلى جانب سيغورني ويفر.

سدّ الفجوة بين السائد والفني

ويطرح مهرجان برلين نفسه كمساحة مستقلة حيوية تدعم الفن والإنسان والتجارب الجديدة والنظرة الفريدة في السينما غير مهملة الجانب التجاري من صناعة السينما.

وقال المخرج ريوسوكي هاماغوتشي، وأحد أعضاء لجنة التحكيم، على هامش المؤتمر الصحافي الخاص بالدورة الـ72، إن "المهرجانات السينمائية موجودة لسدّ الفجوة بين السينما السائدة والتجارية، وبين السينما الفنية الثقافية التي لم تكن موجودة في الماضي".

وأضاف: "دور البرليناله اليوم، هو التأكيد على عدم وجود فجوة، فالمهرجان بحدّ ذاته يبدو كأنه فيلماً فنياً ثقافياً مستقلاً، ولكن قد يكون له بعض الجوانب التجارية"، مُشيراً إلى أن "برليناله" هو "حدث مدروس للغاية، وفيه دفء إنساني فريد رغم كل الظروف الصحية والتباعد التي نعيش فيها اليوم".

من جهته، قال رئيس المهرجان المخرج الأميركي نايت شيامالان، عن عمله الخاص "أعيش في الوسط مع حبّ لكلا النوعين من الأفلام"، قائلاً: "عندما تصنع فيلماً تجارياً، فإن رواة القصص يعترفون تماماً بالجمهور بدءاً من سائق التاكسي إلى البواب الذين يدفعون المال لمشاهدة فيلم يحبونه، لكن ليس بالضرورة أن يغيّر الفيلم فيهم شيئاً، لقد استمتعوا بالمشاهد وحسب، وهذا جميل". 

وأضاف: "في المقابل السينما المستقلة هي وجهة نظر شخص محدّد للغاية في العالم حولنا، والشيء الجميل في ذلك هو رؤية منظور جديد للعالم، فيخرج المشاهد من السينما وقد تغير". 

أما الممثلة الدنماركية كوني نييلسين، اعتبرت أن "الأفلام الرائجة لها دور في إشراك الجماهير في الأعمال الفنية وجذبهم للاهتمام أيضاً بأصوات أكثر تفرداً".

وتابعت: "بالنسبة لنا كممثلين نحب المشاركة في الأفلام الضخمة، على أمل أن يرافقنا الجمهور نفسه إلى أفلام من الضفّة الأخرى حيث نشارك في أفلام يصعب الوصول إليها وتبحث عن المتعة". 

تصنيفات