تطوير اختبار يتعرف إلى كورونا ونسخه المتحوّرة

time reading iconدقائق القراءة - 3
فريق العلماء الذي ابتكر الاختبار التشخيصي لفيروس كورونا في جامعة "نانيانغ" التكنولوجية في سنغافورة- 29 مارس 2021 - Twitter/NTU Singapore
فريق العلماء الذي ابتكر الاختبار التشخيصي لفيروس كورونا في جامعة "نانيانغ" التكنولوجية في سنغافورة- 29 مارس 2021 - Twitter/NTU Singapore
القاهرة-محمد منصور

تمكن فريق من العلماء بقيادة جامعة "نانيانغ" التكنولوجية في سنغافورة (NTU Singapore) من تطوير اختبار تشخيصي يستطيع اكتشاف الفيروس المسبب لكورونا، حتى بعد تعرّضه للطفرات.

ويسمى الاختبار "VaNGuard- Variant Nucleotide Guard"، ويعتمد على أداة تحرير الجينات المعروفة باسم "كريسبر"، والتي تُستخدم على نطاق واسع في البحث العلمي لتغيير تسلسل الحمض النووي وتعديل وظيفة الجينات في الخلايا البشرية في ظل ظروف المختبر، ومؤخراً في تطبيقات التشخيص.

ونظراً لأن الفيروسات لديها القدرة على التحوّر بمرور الوقت، فإن الاختبار التشخيصي القوي ضد الطفرات المحتملة يعد أداة حاسمة لتتبع الجائحة ومكافحتها.

وذكرت جامعة "نانيانغ" في تقرير، الاثنين، أنه "منذ بداية الجائحة حتى الآن، ظهرت الآلاف من المتغيّرات الجديدة على فيروس كورونا، بما في ذلك بعض الأنواع التي انتشرت على نطاق واسع في المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا والبرازيل".

وقد يؤدي الاختلاف في التسلسل الجيني للسلالات الجديدة إلى إعاقة قدرة بعض الاختبارات التشخيصية على اكتشاف الفيروس، وفق ما يقول تان مينج هاو المؤلف الرئيسي للدراسة.

وبالإضافة إلى قدرة الاختبار على اكتشاف الفيروس حتى عندما يتحوّر، يمكن استخدام اختبار "VaNGuard" للكشف عن الفيروسات في عيّنات مأخوذة من المرضى خلال 30 دقيقة. وهو ثلث الوقت المطلوب لاختبار تفاعل البلمرة المتسلسل المعياري (PCR)، والذي يتطلب تنقية الحمض النووي الريبي في منشأة معملية، على عكس الاختبار الجديد الذي لا يتطلب عمليات التنقية المعقدة.

ونظراً لأن الفيروسات قادرة على تغيير أو تعديل أو خلط موادها الجينية، ما يعني أن الاختبارات التشخيصية قد تفشل في التقاطها، فقد بذل الباحثون في تلك الدراسة المنشورة في دورية "نيتشر كومينكيشن" جهداً كبيراً لتطوير اختبار قوي وحساس يمكنه التقاط الفيروسات حتى عند تغيير تسلسلها الجيني.

ويتميز الاختبار الجديد بسرعة ظهور النتائج وتكلفته الميسورة، الأمر الذي يجعله صالحاً للاستخدام في الدول والمناطق الفقيرة. وقدم فريق البحث براءة اختراع لذلك الاختبار.

ويعتمد اختبار "VaNGuard" على مزيج تفاعل يحتوي على إنزيم يُسمى "enAsCas12a"، ويعمل مثل زوج من "المقصات الجزيئية".

وتمت برمجة إنزيم "enAsCas12a" لاستهداف أجزاء معينة من المادة الوراثية للفيروس المُسبب لكورونا، وقصها من بقية جينومها الفيروسي. وعندما يُقطع الجزيء يبدأ في التوهج ثم يتم التقاط هذا التوهج بواسطة قارئ لوحة ميكروسكوبي، وهي أداة معملية يمكنها اكتشاف وقياس فوتونات الضوء المنبعثة من الجزيء.

فإذا كان الفيروس موجوداً سيتوهج الجزيء، أما إذا لم يحدث التوهج، فهذا يعني غياب العدوى.

ولتسهيل استخدام الاختبار بمجرد الموافقة على طرحه، قام العلماء بدمج الاختبار في شريط ورقي معالج بشكل خاص، يشبه اختبار الحمل.

وتتمثل عملية القيام بالاختبار في غمس الشريط الورقي في أنبوب يحتوي على عينة مأخوذة من اللعاب.

وفي حال وجود الفيروس حتى وإن كان متحوراً، سيظهر على الفور خطان على الشريط الورقي، وفي حالة عدم وجود الفيروس سيظهر خط واحد فقط.