ملك الأردن: الفتنة وُئدت وأطرافها من داخل بيتنا وخارجه

time reading iconدقائق القراءة - 7
ملك الأردن عبد الله الثاني خلال افتتاح دورة البرلمان - Getty
ملك الأردن عبد الله الثاني خلال افتتاح دورة البرلمان - Getty
دبي - الشرق

قال ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين، في رسالة إلى الشعب الأردني بشأن التطورات الأخيرة التي شهدتها البلاد، إن "الفتنة وئدت"، وإن الأردن "آمن مستقر، وسيبقى آمناً مستقراً محصناً بعزيمة الأردنيين".

وأضاف في كلمة وجهها إلى الشعب الأردني: "أتحدث إليكم اليوم، وأنتم الأهل والعشيرة، وموضع الثقة المطلقة، ومنبع العزيمة، لأطمئنكم أن الفتنة وئدت، وأن أردننا الأبي آمن مستقر. وسيبقى، آمناً مستقراً، محصناً بعزيمة الأردنيين، منيعاً بتماسكهم، وبتفاني جيشنا العربي الباسل وأجهزتنا الأمنية الساهرة على أمن الوطن".

وأضاف: "اعتاد وطننا على مواجهة التحديات، واعتدنا على الانتصار على التحديات، وقهرنا على مدى تاريخنا كل الاستهدافات التي حاولت النيل من الوطن، وخرجنا منها أشد قوة وأكثر وحدة". وتابع: "للثبات على المواقف ثمن، لكن لا ثمن يحيدنا عن الطريق السوي الذي رسمه الآباء والأجداد بتضحيات جلل، من أجل رفعة شعبنا وأمتنا، ومن أجل فلسطين والقدس ومقدساتها".

"أطراف الفتنة من داخل بيتنا وخارجه"

ولفت إلى أن "تحدي الأيام الماضية لم يكن هو الأصعب أو الأخطر على استقرار وطننا، لكنه كان لي الأكثر إيلاماً، ذلك أن أطراف الفتنة كانت من داخل بيتنا الواحد وخارجه، ولا شيء يقترب مما شعرت به من صدمة وألم وغضب، كأخ وكولي أمر العائلة الهاشمية، وكقائد لهذا الشعب العزيز".

"كان لا بد من اتخاذ الإجراءات اللازمة"

وتابع: "لكنّ لا فرق بين مسؤوليتي إزاء أسرتي الصغيرة وأسرتي الكبيرة، فقد نذرني الحسين، يوم ولدت لخدمتكم، ونذرت نفسي لكم، وأكرس حياتي لنكمل معاً مسيرة البناء والإنجاز في وطن العز والسؤدد والمحبة والتآخي".

وتابع: "مسؤوليتي الأولى هي خدمة الأردن وحماية أهله ودستوره وقوانينه. ولا شيء ولا أحد يتقدم على أمن الأردن واستقراره، وكان لا بد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأدية هذه الأمانة".

وأضاف: "وكان إرثنا الهاشمي وقيمنا الأردنية الإطار الذي اخترت أن أتعامل به مع الموضوع، مستلهماً قوله عز وجل (وَٱلْكَـٰظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ)".

"حمزة في قصره برعايتي"

وقال: "قررت التعامل مع موضوع الأمير حمزة في إطار الأسرة الهاشمية، وأوكلت هذا المسار إلى عمي الأمير الحسن بن طلال. والتزم الأمير حمزة أمام الأسرة بأن يسير على نهج الآباء والأجداد، وأن يكون مخلصاً لرسالتهم، وأن يضع مصلحة الأردن ودستوره وقوانينه فوق أي اعتبارات أخرى. وحمزة اليوم مع عائلته في قصره برعايتي".

وتابع: "وفي ما يتعلق بالجوانب الأخرى، فهي قيد التحقيق، وفقاً للقانون، إلى حين استكماله، ليتم التعامل مع نتائجه، في سياق مؤسسات دولتنا الراسخة، وبما يضمن العدل والشفافية"، مؤكداً أن "الخطوات القادمة، ستكون محكومة بالمعيار الذي يحكم كل قرارتنا: مصلحة الوطن ومصلحة شعبنا الوفي".

"نواجه التحديات متحدين"

وتابع أن "وطننا يواجه تحديات اقتصادية صعبة فاقمتها جائحة كورونا، وندرك ثقل الصعوبات التي يواجهها مواطنونا. ونواجه هذه التحديات وغيرها، كما فعلنا دائماً، متّحدين، يداً واحدة في الأسرة الأردنية الكبيرة والأسرة الهاشمية، لننهض بوطننا، وندخل مئوية دولتنا الثانية، متماسكين، متراصين، نبني المستقبل الذي يستحقه وطننا".

واختتم الملك رسالته قائلاً: "سيبقى الأردن، بهمة النشامى وعزيمتهم وإخلاصهم، شامخاً، كبيراً بقيمه وبإرادته وبمبادئه، نبراسنا الحزم في الدفاع عن الوطن، والوحدة في مواجهة الشدائد، والعدل والرحمة والتراحم في كل ما نفعل".

خطط لزعزعة الاستقرار

وكان نائب رئيس الوزراء الأردني، وزير الخارجية أيمن الصفدي، قال الأحد الماضي، إن تحقيقات أولية أفادت بأن الأمير حمزة بن الحسين "خطط مع آخرين لزعزعة استقرار الأردن"، في إشارة إلى الإجراءات التي أعلنتها عمان لمواجهة "تحركات توظف لاستهداف الأمن" في البلاد.

وبعد الإعلان عن اعتقال 16 شخصاً بتهمة "زعزعة أمن واستقرار الأردن"، أصدر نائب عام عمان، الثلاثاء، أمراً بحظر النشر في القضية التي باتت تعرف إعلامياً بقضية الأمير حمزة، بهدف "الحفاظ على سرية التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية"، لكنه استثنى، في قرار ثان، الأربعاء، "ما يعبر عن الآراء وحرية الرَّأي والتَّعبير ضمن إطار القانون وأحكام المسؤولية في الموضوع المتعلق بالأمير حمزة بن الحسين"، حسبما نشرت وكالة الأنباء الأردنية "بترا".

وقال النائب العام، حسن العبداللات، في تصريحات للوكالة، إنَّ الحظر يستثني أيضاً التَّصريحات الصَّادرة عن الجهات الرَّسمية بهذا الخصوص، ويبقى القرار نافذاً وساري المفعول حتى يصدر ما يقرر خلاف ذلك.

 ونشر الديوان الملكي الأردني، رسالة تحمل توقيع الأمير حمزة بن الحسين، أكد فيها دعمه للملك عبد الله الثاني وولي عهده والتزامه بدستور المملكة الأردنية، متعهداً بأن "يكون دوماً عوناً وسنداً للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وولي عهده".

وجاء في الرسالة، أنه "في ضوء تطورات اليومين الماضيين، فإنني أضع نفسي بين يدي جلالة الملك، مؤكداً أنني سأبقى على عهد الآباء والأجداد، وفياً لإرثهم، سائراً على دربهم، مخلصاً لمسيرتهم ورسالتهم ولجلالة الملك، وملتزماً بدستور المملكة الأردنية الهاشمية العزيزة. وسأكون دوماً لجلالة الملك وولي عهده عوناً وسنداً".

وأفاد الديوان الملكي بأن الأمير حمزة بن الحسين وقع الرسالة في اجتماع مع الأمير الحسن عم العاهل الأردني، والأمراء هاشم بن الحسين، وطلال بن محمد، وغازي بن محمد، وراشد بن الحسن، في منزل الأمير الحسن.

وفي وقت سابق، أعلن الديوان الملكي، أن الأمير حمزة الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني، أكد "التزامه" نهج الأسرة الهاشمية، وذلك بناء على توكيل العاهل الأردني لعمه الأمير الحسن بالتواصل معه (الأمير حمزة).

وقال الديوان الملكي في تغريدة على تويتر: "في ضوء قرار جلالة الملك عبدالله الثاني في التعامل مع موضوع سمو الأمير حمزة ضمن إطار الأسرة الهاشمية، أوكل جلالته هذا المسار لعمه الأمير الحسن، الذي تواصل بدوره مع الأمير حمزة، وأكد الأمير حمزة أنه يلتزم بنهج الأسرة الهاشمية، والمسار الذي أوكله جلالة الملك إلى الأمير الحسن".

وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأردني، اللواء يوسف الحنيطي، قال إن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية قادرة على التعامل مع أي تهديدات محلية وإقليمية، والتصدي لأي مساعٍ "يراد بها تقويض أمن الوطن".

وجاءت تصريحات الحنيطي بعد تأكيد الأمير حمزة بن الحسين في مقطع صوتي، لم يتضح وقتُ تسجيله، أنه "لن يصعّد"، ولكنه لن يلتزم بطلب رئيس هيئة الأركان، وقف الاتصالات مع العالم الخارجي.