عون في ذكرى الاستقلال: لبنان أسير الفساد السياسي والإملاءات الخارجية

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس اللبناني ميشال عون في كلمة متلفزة بمناسبة الذكرى الـ77 للاستقلال - 21 نوفمبر - AFP
الرئيس اللبناني ميشال عون في كلمة متلفزة بمناسبة الذكرى الـ77 للاستقلال - 21 نوفمبر - AFP
دبي -الشرق

قال الرئيس اللبناني ميشال عون، السبت، في خطابه المتلفز في الذكرى الـ77 لاستقلال لبنان، إن بلاده أصبحت "أسيرة منظومة فساد سياسي، مالي، وإداري، مغطى بالطائفية والمذهبية"، معتبراً أن الفساد أضحى "ثقافة وفلسفة" في البلاد. 

واعتبر ميشال عون في كلمته أن "شتى الأزمات والشدائد عصفت بحياة اللبنانيين، هذا العام، لا سيما كارثة انفجار بيروت وأزمة فيروس كورونا"، داعياً إلى الإسراع في إعلان نتائج التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت. 

وأضاف الرئيس اللبناني أن العملية المتعثرة لتشكيل الحكومة تتطلب "تحريراً من التجاذبات ومن الاستقواء والتستر بالمبادرات الإنقاذية للخروج عن القواعد والمعايير الواحدة التي يجب احترامها وتطبيقها على الجميع".

الفساد والتبعية

وقال ميشال عون في كلمته التي أذاعها التلفزيون اللبناني الرسمي، مساء السبت، إن "وطننا أسير منظومة تمنع المحاسبة بالتكافل والتضامن، وتؤمّن ما يلزم من الذرائع والابتكارات لتخطّي القوانين وعرقلة تطبيقها. وطننا أسير اقتصاد ريعي قتل إنتاجه وذهب به نحو الاستدانة ووضعه مجبراً في خانة التبعية لتلبية احتياجاته، والارتهان للدائنين".

وتابع "وطننا أسير قضاء مكبّل بالسياسة وهيمنة النافذين. وطننا أسير سياسات كيدية معرقلة تمنع أي تقدم أو أي إنجاز. وطننا أسير أحقاد وتحريض شيطاني يكاد يجعل من شبابه (إخوة أعداء). وطننا أسير إملاءات وتجاذبات خارجية وارتهانات داخلية تجعل الاستقلال والسيادة والديمقراطية كلمات جوفاء". 

ودعا عون اللبنانيين إلى التعبير عن إرادتهم في "إصلاح وقيام الدولة"، مضيفاً "لا قيام لدولة قادرة وفاعلة في ظل الفساد، والبداية هي بالتحقيق المالي الجنائي ثم إقرار مشاريع قوانين الإصلاح والمحاسبة والانتظام المالي في مجلس النواب، وفي مقدمتها استعادة الأموال المنهوبة والمحكمة الخاصة بالجرائم المالية، والتحقيق التلقائي في الذمة المالية للقائمين بخدمة عامة"، مشدداً على ضرورة "إقرار قوانين تحفظ وتصون كرامة الإنسان وأولها قانون ضمان الشيخوخة". 

تحقيقات انفجار بيروت

ودعا الرئيس اللبناني إلى الإسراع في التحقيقات الخاصة بانفجار مرفأ بيروت، الذي وقع في أغسطس الماضي وأودى بحياة قرابة 200 شخص، فضلاً عن تشريد نحو 300 ألف شخص، بحسب الإحصاءات الرسمية، مؤكداً أنه "من حق اللبنانيين معرفة نتائج التحقيق، لإجلاء الحقيقة وتجريم المذنب وتبرئة المظلوم، وثانياً لتحرير حقوق المتضررين، وبديهي أن يشمل التحقيق جوانب الكارثة كافة، فلا يقتصر على المسؤوليات الإدارية". 

وشدد عون على ضرورة تحرير مؤسسات الدولة اللبنانية من نفوذ السياسيين والمرجعيات، وأضاف "قيام الدولة بأبسط مقوماته يحتاج لوجود حكومة فاعلة وفعالة".

ولفت رئيس لبنان، في خطاب ذكرى الاستقلال إلى أن دور العسكريين اللبنانيين لا يقتصر على حماية الحدود، بل أيضاً "صون الوحدة الوطنية التي يسعى كثيرون لضربها". 

تحولات سياسية

وبشأن المفاوضات التي تجريها بلاده لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، قال الرئيس اللبناني ميشال عون إنه "في غمرة التحديات التي تحيط بوطننا، لا بد من التأكيد على أن لبنان متمسك بحدوده السيادية كاملة"، معرباً عن أمله في أن "تثمر مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، فيسترجع لبنان حقوقه كاملة بالاستناد إلى المواثيق الدولية، وتصحيح الخط الأزرق، وصولاً إلى الحدود البرية المرسومة والثابتة والمعترف بها دولياً". 

وتعرض الرئيس اللبناني ميشال عون إلى اتفاقيات السلام وتطبيع العلاقات التي أعلنتها دول عربية عدة مع إسرائيل، واصفاً تلك الاتفاقات بأنها تمثل "تحولات سياسية جذرية"، واعتبرها "قبولاً ضمنياً بضياع القدس والجولان"، بحسب تعبيره. 

ودعا ميشال عون في كلمته إلى "إطلاق حوار وطني لبحث ما تفرضه التحولات في المنطقة والعالم من تغيرات في جميع القطاعات السياسية والأمنية والدفاعية، لنستطيع مواكبة هذه المرحلة، فتوضع كل الخلافات جانباً وتلتقي الإرادات للخروج معاً بموقف موحّد يحصّن لبنان ولا يسمح بأن يكون أضحية التفاهمات الكبرى وكبش محرقتها".