يبدأ مسؤولون من 4 دول في مجلس التعاون الخليجي، الاثنين، زيارة إلى الصين تستمر 5 أيام، في ظل ارتفاع كبير في أسعار النفط الذي يعتمد العملاق الآسيوي عليه بشدة في اقتصاده.
وبدعوة من وزير الخارجية وانج يي، يزور الصين وزراء خارجية 4 دول خليجية هي السعودية والكويت وسلطنة عُمان والبحرين، من الاثنين حتى الجمعة وفقاً لبيان صادر عن الخارجية الصينية.
ولم يقدم البيان أي تفاصيل بشأن برنامج الزيارة، مع العلم أن زيارات الدبلوماسيين الأجانب للصين نادرة منذ عامين بسبب أزمة الوباء.
وأعلنت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، أن أمين عام المجلس نايف الحجرف، سيبدأ أيضاً زيارة إلى الصين، الاثنين، بدعوة من وزير الخارجية الصيني وانج يي.
وشدد الحجرف في تصريحات بثتها الأمانة، على أهمية تعزيز العلاقات "الخليجية - الصينية"، في ضوء الاتفاقية الإطارية للتعاون الاقتصادي والاستثماري والفني الموقعة بين دول المجلس والصين في 2004، وكذلك مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين في 2010.
واعتبر أمين عام مجلس التعاون الخليجي أن الزيارة تمثل فرصة لاستعراض مجالات التعاون "الخليجي - الصيني" ودفع وتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بما يخدم المصالح المشتركة، وجهود تعزيز الأمن والاستقرار ومواجهة التحديات، مشيراً إلى أنه سيتم استعراض ملف مفاوضات التجارة الحرة بين مجلس التعاون والصين والتحضير لجولة المفاوضات العاشرة، وبحث سبل تعزيز استثمار الفرص الثنائية في المجالات المشتركة، لاسيما وأن الصين تمثل الشريك التجاري الأول لمجلس التعاون.
منطقة تجارة حرة
وبدأت دول مجلس التعاون الخليجي، مفاوضات مع الجانب الصيني لإقامة منطقة تجارة حرة بين دول المجلس والصين بعد موافقة المجلس الوزاري الخليجي في ديسمبر 2003 على الدخول في مفاوضات لإقامة منطقة تجارة حرة بين دول المجلس وجمهورية الصين الشعبية.
وفي يوليو 2004 قام وزراء مالية الدول الخليجية والأمين العام للمجلس آنذاك القطري عبد الرحمن العطية بزيارة إلى الصين حيث وقع الجانبان الخليجي والصيني في 6 يوليو 2004 اتفاقية إطارية للتعاون الاقتصادي، تضمنت اتفاقهما على الدخول في مفاوضات لإقامة منطقة تجارة حرة بينهما.
وعقدت الجولة الأولى من المفاوضات في مقر الأمانة العامة على مدى يومين في أبريل 2005 تلا ذلك عقد عدد من جولات المفاوضات والاجتماعات الفنية.
وكان وزير الخارجية الصيني وانج يي قام في مارس 2021 بجولة في الشرق الأوسط شملت 4 دول خليجية هي السعودية والامارات والبحرين وسلطنة عمان.
وخلال زيارته إلى السعودية أعرب وانج يي عن أمله في إكمال مبكر لمحادثات التجارة الحرة بين الصين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
والصين هي أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، وقد أدى الانتعاش الاقتصادي العالمي في الأشهر الأخيرة إلى ارتفاع حاد في أسعار كل مصادر الطاقة، خصوصاً الغاز والنفط.
ونظراً إلى الطلب المرتفع عالمياً والاضطراب الذي أحدثه وباء كورونا في هذا المجال، تشعر بكين بالقلق إزاء إمداداتها.
اتفاق التجارة الحرة
وبحسب صحيفة "جلوبال تايمز" اليومية التي تصدر بالإنجليزية في الصين، فإن هذه الزيارة قد تسهم في "إحراز تقدم" في المناقشات بشأن اتفاق التجارة الحرة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي.
ويضم مجلس التعاون الخليجي 6 دول هي السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت وسلطنة عُمان وقطر.
وخلال السنوات الأخيرة، سعت الصين لتعزيز علاقاتها مع دول الخليج. وفي عام 2014، تعهد الرئيس الصيني شي جين بينج بمضاعفة المبادلات التجارية مع المنطقة بحلول عام 2023.
وتأتي هذه الزيارة فيما تؤدي الاضطرابات في كازاخستان المجاورة، العضو في تحالف "أوبك+"، إلى ارتفاع أسعار النفط.
ويخشى المستثمرون اضطرابات محتملة في الإمدادات، إذ تعتبر كازاخستان أكبر منتج للنفط في آسيا الوسطى وقد أنتجت في عام 2020 نحو 1.8 مليون برميل يومياً.
وفي نوفمبر، أعلنت بكين عزمها استخدام احتياطياتها النفطية لخفض الأسعار، بعد مبادرة أطلقها الرئيس الأميركي جو بايدن، واعتبرت تلك الخطوة "انفراجة نادرة" في العلاقات الصينية الأميركية.
اقرأ أيضاً: