نائل.. شاب من أصل جزائري أشعلت وفاته احتجاجات فرنسا

time reading iconدقائق القراءة - 4
متظاهرون يرفعون لافتة تحمل صورة الشاب نائل خلال احتجاج في نانتير على مصرعه برصاص شرطي فرنسي- 29 يونيو 2023 - REUTERS
متظاهرون يرفعون لافتة تحمل صورة الشاب نائل خلال احتجاج في نانتير على مصرعه برصاص شرطي فرنسي- 29 يونيو 2023 - REUTERS
نانتير-أ ف ب

شُيّع السبت في ضاحية نانتير الباريسية جثمان الشاب نائل الذي قضى نحبه برصاص شرطي فرنسي، مما ألهب الأحياء الشعبية وشدّ الأنظار إلى فرنسا.

ووصفه معارفه بأنه كان "فتى هادئاً"، لكن حياته القصيرة لم تخل من تصادم مع سلطات إنفاذ القانون على غرار العديد من أبناء الضواحي.

وأحبّ الفتى البالغ 17 عاماً موسيقى الراب والدراجات النارية، وقد ربّته والدته بمفردها في نانتير غربي العاصمة باريس.

وعاش نائل في شقة بحي بابلو بيكاسو في منطقة لاديفونس، وهناك اندلعت أول الاحتجاجات، الثلاثاء، بعيد مصرعه برصاصة في الصدر أطلقها عليه شرطي خلال تدقيق مروري، بينما كان يقود سيارة مستأجرة.

وخلال مسيرة سلمية، الخميس، احتجاجاً على مصرعه، ردّد اسمه آلاف الأشخاص الذين رأوا في مصيره المأساوي، رمزاً للمعاملة غير العادلة للشرطة الفرنسية تجاه الشباب من أحفاد وأبناء مهاجري شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء.

وقالت صالحة (65 عاماً) التي تقطن الحي نفسه، إن "نائل كان فتىً هادئاً. بالفعل ارتكب مخالفات، لكن هل يُبرر ذلك قتله؟".

وردد متظاهرون خلال المسيرة التي شهدت في نهايتها أعمال عنف، "نائل إبننا جميعاً".

ووصفته والدته منية بأنه "أفضل صديق لها"، وأضافت الأم التي رفضت تحميل مسؤولية مقتله لجهاز الشرطة برمته: "كان كل شيء بالنسبة لي". وتابعت "لا ألوم الشرطة، ألوم شخصاً واحداً: الشخص الذي قتل إبني".

"ليس مجرماً"

تردد صدى وفاة نائل خارج حدود فرنسا، وخصوصاً في الجزائر التي تتحدر منها عائلته.

وأعربت وزارة الخارجية الجزائرية عن "الصدمة والاستياء"، مؤكدة أن نائل من "أفراد جاليتها" الذين يجب على فرنسا توفير "الحماية" لهم.

وكان الشاب أيضاً قريباً جداً من جدته لوالدته، وعمل وفق محامي العائلة، موظف توصيل بضائع.

كما بدأ "دورة دمج" في جمعية "أوفال سيتوايان" التي تُرافق الشباب في مجال الرياضة، وتقيم شراكة مع "نادي نانتير للركبي".

وسجلُ نائل الجنائي خالٍ من السوابق، لكنه واجه بعض المشاكل مع سلطات إنفاذ القانون لرفضه الانصياع، وفق ما ذكر المدعي العام في نانتير، الذي قال إنه كان سيمثل أمام محكمة الأحداث في سبتمبر.

وأكدت السلطات أن قيادته الخطرة، الثلاثاء، هي التي بررت التدقيق المروري الذي انتهى بمصرعه.

وفي مقال بجريدة "كوتيديان دويست"، قال رئيس جمعية "أوفال سيتوايان" جيف بويش: "بالنسبة لي، نائل هو المثال النموذجي لإبن الحي الشعبي، حيث تسرّب من المدرسة. ورغم أنه شخصية حادة أحياناً لكنه ليس مجرماً، وكانت لديه الإرادة للخروج من هذا الوضع".

وأكدت الجمعية عبر "تويتر" أن نائل "كان بصدد بناء مستقبل جديد".

وقبل شهر من وفاته، حقق نائل حلم العديد من الشباب. فقد ظهر ضيفاً في مقطع غنائي صوره في نانتير نجم الراب الفرنسي جول.

وشارك رياضيون ومغنو راب آخرون على شبكات التواصل الاجتماعي دعوة لمساعدة أسرة نائل مالياً، تخليداً لذكرى هذا "الأخ الصغير".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات