رغم حظر التطبيق داخل البيت الأبيض.. بايدن يظهر على "تيك توك"

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث إلى وسائل الإعلام بعد الإدلاء بصوته في مركز اقتراع ويلمنجتون، ديلاوير، الولايات المتحدة. 29 أكتوبر 2022. - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث إلى وسائل الإعلام بعد الإدلاء بصوته في مركز اقتراع ويلمنجتون، ديلاوير، الولايات المتحدة. 29 أكتوبر 2022. - REUTERS
دبي-الشرق

قبل أسبوعين من الموعد المقرر لإجراء انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة، أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن مقابلة جديدة ولكنها من نوع مختلف، إذ لم تكن مع إحدى الشبكات الإخبارية الكبرى، بل مع مجموعة مكونة من 6 نشطاء شباب، نظمتها شبكة "Now This News" الأميركية، حسبما أفادت وكالة "بلومبرغ".

وأشارت الوكالة الأميركية، في تقرير نشرته السبت، إلى أنه عندما تم عرض البث المباشر للمقابلة على القناة التابعة للشبكة على موقع "يوتيوب" في تلك الليلة، كان عدد المشاهدين حوالي 6 آلاف مشاهد فقط.

وقالت الشبكة إن التغطية المباشرة لم تكن هي الهدف، إذ كانت المقابلة بمثابة باب خلفي للبيت الأبيض لدخول "تيك توك" وهي واحدة من أسرع منصات التواصل الاجتماعي انتشاراً للأخبار، والتي لا يستطيع البيت الأبيض الوصول إليها بشكل مباشر، نظراً إلى أنه من غير المسموح تثبيتها على الأجهزة الحكومية في البيت الأبيض.

وعلى الرغم من أن منصة مشاركة مقاطع الفيديو أصبحت محورية بشكل متزايد للوصول إلى الناخبين الشباب، لا سيما في ظل تعثر شبكات التواصل الاجتماعي القديمة مثل "فيسبوك" و"تويتر"، فإن قدرة "تيك توك" الهائلة على الوصول لبيانات المستخدم، والشكوك بشأن ملكية الصين لشركتها الأم "ByteDance Ltd" أثارت قلق الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) بشأن كمية المعلومات عن المستخدمين الأميركيين، التي قد يتم توجيهها إلى بكين.

توسيع الانتشار

ومن خلال ظهور بايدن على شبكة "NowThis News"، فإنه يمكن للبيت الأبيض التأكد من أنه سيتم نشر مقاطع فيديو من المقابلة أمام الملايين من متابعي قناة الشبكة على "تيك توك"، مما يوسع من انتشارها بشكل كبير، من دون أن يضطر الرئيس لوضع المقابلة على منصة التواصل الاجتماعي بنفسه بشكل مباشر.

ورأى الموقع أن هذا الشكل من الانخراط يشير إلى أن منصة "تيك توك" باتت مهمة للغاية، بحيث لم يعد من الممكن تجاهلها.

ووفقاً لاستطلاع رأي حديث أجراه مركز "بيو" للأبحاث، فإن 1 من كل 10 أميركيين وأكثر من ربع البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً، يقولون إنهم "يتلقون الأخبار من تيك توك بشكل منتظم".

وتابع الموقع: "والأهم من ذلك، أن تيك توك وإنستجرام هما الشبكتين الاجتماعيتين الوحيدتين اللتان تتمتعان بمستويات متزايدة من مشاهدة الأخبار، إذ أبلغ مستخدمو تويتر وفيسبوك ولينكد إن وريديت، عن متابعة أقل للأخبار عن طريق هذه المنصات على مدار العامين الماضيين".

ونقل الموقع عن مدير الاستراتيجية الرقمية للبيت الأبيض روب فلاهيرتي قوله: "الحقيقة هي أن هناك عدداً كبيراً من الأشخاص يتلقون أخبارهم من هذه المنصة، ولذا فإنه من المهم التأكد من أننا نشارك فيها".

ووفقاً لـ"بلومبرغ"، فإنه قد يكون ذلك صعباً بسبب تقييد التفاعل على المنصة بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي، إذ يُعد البيت الأبيض من بين عدد كبير من الكيانات الفيدرالية، بما في ذلك وزارة الخارجية ووزارة الأمن الداخلي ووزارة الدفاع وإدارة أمن النقل، التي لا تسمح بتثبيت "تيك توك" على الأجهزة التابعة للحكومة.

وفي الوقت الحالي، لا يوجد حساب رسمي للبيت الأبيض على "تيك توك"، كما أنه ليس لفريق الاستراتيجية الرقمية في إدارة بايدن علاقة بفريق المحتوى في المنصة، بنفس الطريقة التي يتعامل بها مع مواقع التواصل الاجتماعي الرائدة الأخرى. ولذا فإنه لمراقبة الاتجاهات الناشئة على المنصة، يستخدم فلاهيرتي أحياناً جهاز "آيبود تاتش" شخصي قديم، للتمكن من الوصول إلى المنصة دون تعريض بيانات البيت الأبيض للخطر.

صانعو المحتوى

وبدلاً من إنشاء محتوى خاص به على "تيك توك"، استهدف البيت الأبيض صنّاع المحتوى على المنصة الذين ينشرون مقاطع الفيديو الخاصة بهم. 

ففي الساعات التي سبقت إعلان بايدن عن خطته لتخفيف ديون الطلاب في أغسطس الماضي، أطلع حوالي 80 من صناع المحتوى الرقمي على الخطة من خلال مكالمة في تطبيق "زووم"، إذ تم نشر تفاصيل البرنامج على شبكات التواصل الاجتماعي أولاً.

كما لعب المشاهير أيضاً دوراً مهماً، إذ قامت مغنية البوب ​​أوليڤيا رودريجو بتصوير ڤيديو على "تيك توك" مع مايسي بايدن، حفيدة الرئيس، قبل انتخابات 2020 تحث أتباعها فيه على التصويت، وهو المنشور الذي حصد 18.5 مليون مشاهدة. 

وبعد أشهر، استضاف بايدن أوليڤيا في البيت الأبيض، حيث صوّرت مجموعة من مقاطع الفيديو مع الرئيس بشأن حملة التطعيم التي تديرها الإدارة.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، دعا بايدن مجموعة من ثمانية من صانعي المحتوى على "تيك توك" إلى البيت الأبيض لحضور عملية حصوله على الجرعة التعزيزية المحدثة من لقاح فيروس كورونا، وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الزيارة تضمنت أيضاً لقاءً استمر ساعة في المكتب البيضاوي تحدث فيه عن أسرته، وحثهم على الحصول على التطعيم أيضاً.

وحاول مسؤولو إدارة بايدن التوسط في اتفاق مع "تيك توك" يسمح للموقع بمواصلة العمل في الولايات المتحدة، من خلال سن قيود إضافية على كيفية تخزين بيانات المستخدمين في البلاد، وفقاً لأشخاص مطلعين على المناقشات، والذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب مناقشة مسألة أمن قومي، ولكن الجهود توقفت بسبب مخاوف من أن التطبيق لا يزال يمثل تهديداً، كما يدرس الكونجرس سَن تشريع يحظر التطبيق بشكل رسمي على جميع الهواتف الحكومية.

ومن جانبهم، لم يرد المتحدثون باسم "تيك توك" على طلب وكالة "بلومبرغ" للحصول على تعليق.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات