انتهاء محكومية بريطانية في طهران.. والقضاء يستدعيها مجدداً

time reading iconدقائق القراءة - 7
عاملة الإغاثة البريطانية من أصل إيراني نازنين زاغري راتكليف في صورة غير مؤرخة - REUTERS
عاملة الإغاثة البريطانية من أصل إيراني نازنين زاغري راتكليف في صورة غير مؤرخة - REUTERS
طهران -وكالات

أعلن محامي موظفة الإغاثة البريطانية من أصل إيراني، نازنين زاغري راتكليف، المحتجزة في طهران إثر إدانتها بالتجسس، أنها أنهت عقوبة بسجنها 5 سنوات، مستدركاً إن إمكان مغادرتها إيران ليس واضحاً بعد.

وقال المحامي حجة كرماني لوكالة "أسوشيتد برس" إن موكلته أنهت رسمياً إقامتها الجبرية، وسُمح لها بنزع السوار عن كاحلها، للمرة الأولى منذ خروجها من السجن في إجازة، نتيجة تفشي فيروس كورونا المستجد، في مارس الماضي. وهي تخضع منذ ذلك الحين لإقامة جبرية في منزل والديها في طهران. واستدرك كرماني أن إمكان "مغادرتها للبلاد لم يتضح بعد".

وأفادت وكالة رويترز بأن موقع "امتداد" الإيراني نقل عن كرماني قوله: "أصدر الزعيم الأعلى الإيراني (علي خامنئي) عفواً عن زاغري راتكليف العام الماضي، ولكنها أمضت العام الأخير من عقوبتها في حبس منزلي، مع تقييد قدميها بسوار إلكتروني. الآن نُزع السوار وأُفرج عنها". وأشار إلى "تحديد موعد لجلسة استماع لقضية ثانية لزاغري، في الفرع 15 بمحكمة الثورة في طهران".

وتابع كرماني: "في هذه القضية، اتُهمت بالدعاية ضد النظام لمشاركتها في مسيرة أمام السفارة الإيرانية في لندن عام 2009، وإجرائها مقابلة مع شبكة بي بي سي فارسي في الوقت ذاته"، ولكنه أعرب عن أمله بـ"إغلاق هذه القضية في هذه المرحلة نظراً إلى التحقيق السابق".

وقال حجة كرماني للتلفزيون الرسمي الإيراني إن "لا معلومات" لديه بشأن حظر فرضه القضاء الإيراني على سفر زاغري راتكليف.

"أخبار مشوّشة"

في السياق ذاته، كتبت النائبة البريطانية توليب صدّيق على موقع تويتر أنها تحدثت إلى أسرة زاغري راتكليف، مشيرة إلى نزع السوار عن كاحلها ومضيفة أن "رحلتها الأولى ستكون لرؤية جدتها". واستدركت أنها "استُدعيت مرة أخرى إلى المحكمة الأحد المقبل". وتمثل صدّيق منطقة كانت زاغري راتكليف تقيم فيها.

ونقلت أسوشيتد برس عن زوج زاغري راتكليف، ريتشارد، قوله إن "القضاء أكد" أن الأحد "هو آخر يوم (في محكوميتها)، ويجب إطلاقها. ولكن لم تتضح الترتيبات، لذلك سألنا السفارة الإيرانية في لندن، كما نطلب من وزارة الخارجية (البريطانية) التحقق من الأمر مع المسؤولين في إيران".

وكتبت مراسلة شبكة "سكاي نيوز" ليزا هولاند على "تويتر: "ريتشارد راتكليف يقول إن نازنين مسرورة لإزالة سوارها الإلكتروني. أبلغني ريتشارد راتكليف أن الأخبار اليوم مشوّشة. أُزيل السوار الإلكتروني، ولكن على نازنين المثول أمام المحكمة مرة أخرى الأحد المقبل، في قضية ثانية".

"محنة لا تُطاق"

ورحّب وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب بـ"إزالة السوار عن كاحل نازنين زاغري راتكليف"، ولكنه يرى أن استمرار احتجازها "ليس مقبولاً".

ووَرَدَ في بيان أصدره: "تواصل إيران وضعها هي وعائلتها في محنة قاسية لا تُطاق. يجب الإفراج عنها بشكل دائم، كي تتمكن من العودة إلى عائلتها في المملكة المتحدة. سنواصل بذل كل ما في وسعنا لتحقيق ذلك. أبلغنا السلطات الإيرانية بأقوى العبارات الممكنة أن استمرار حبسها غير مقبول".

وفي الخريف الماضي، أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني فجأة لائحة اتهام جديدة ضد زاغري راتكليف، لكن محاكمتها أُرجئت إلى موعد غير محدد. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بأن زاغري راتكليف ستُستدعى إلى المحكمة في 13 مارس، بسبب هذه التهم الجديدة التي تشمل "نشر دعاية ضد النظام".

وتعمل زاغري راتكليف (42 عاماً) في مؤسسة "طومسون رويترز"، الذراع الخيرية لوكالة الأنباء البريطانية، وحُكم بسجنها 5 سنوات بعد إدانتها بالتآمر لقلب نظام الحكم في طهران، علماً أنها تنفي التهمة. وكانت اعتُقلت في المطار مع ابنتها الصغيرة، بعدما زارت عائلتها لقضاء عطلة في طهران.

نزاع بريطاني – إيراني

وأشارت أسوشيتد برس إلى أن إيران اعتقلت مرات مواطنين مزدوجي الجنسية في السنوات الأخيرة، وتستخدم قضاياهم غالباً كورقة مساومة، من أجل المال أو التأثير في مفاوضاتها مع الغرب. وتنفي طهران ذلك، علماً أن الأمم المتحدة انتقدت ما اعتبرته "نمطاً ناشئاً" تعتمده الأخيرة. 

وربطت الوكالة بين ملف اعتقال زاغري راتكليف ونزاع بين بريطانيا وإيران على ديون منذ عقود. وتفاوضت الدولتان لتفرج لندن عن نحو 400 مليون جنيه إسترليني (530 مليون دولار)، دفعها الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي، في إطار صفقة لشراء دبابات من بريطانيا، لم تُسلّم إلى طهران، بعد تخلّي الشاه عن الحكم في عام 1979 وانتصار الثورة الإسلامية.

وتنفي لندن وطهران ارتباط ملف زاغري راتكليف بهذه الصفقة، لكن تبادلاً للأسرى أُطلق بموجبه 4 أميركيين في عام 2016 شهد دفع الولايات المتحدة مبلغاً من المال لإيران، في يوم الإفراج عنهم، علماً أن ذلك حدث بعد إبرام الاتفاق النووي عام 2015.

ونقلت أسوشيتد برس عن ريتشارد راتكليف قوله إن طهران تحتجز زوجته انتقاماً من النزاع على صفقة الدبابات.