طالبان تطلب مقعد أفغانستان بالأمم المتحدة.. ومندوب الحكومة السابقة يتمسك بمنصبه

time reading iconدقائق القراءة - 5
غلام إسحق زاي السفير الذي يمثل  الحكومة الأفغانية السابقة لدى الأمم المتحدة يتحدث خلال جلسة لمجلس الأمن في نيويورك - 16 أغسطس 2021 - REUTERS
غلام إسحق زاي السفير الذي يمثل الحكومة الأفغانية السابقة لدى الأمم المتحدة يتحدث خلال جلسة لمجلس الأمن في نيويورك - 16 أغسطس 2021 - REUTERS
دبي/ واشنطن -الشرقوكالات

طالبت حركة طالبان بإلقاء كلمة أفغانستان أمام زعماء العالم في الأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع، ورشحت المتحدث باسمها سهيل شاهين المقيم في الدوحة ليكون سفير أفغانستان لدى المنظمة الدولية.

وقدَّم وزير خارجية طالبان أمير خان متقي الطلب في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الاثنين، طالب فيها بالتحدث خلال الاجتماع السنوي رفيع المستوى للجمعية العامة الذي ينتهي يوم الاثنين المقبل، وذلك وفقاً لما نقلته وكالة رويترز التي قالت إنها اطلعت على الرسالة.

وأكد فرحان حق المتحدث باسم جوتيريش، رسالة متقي. وتمهد هذه الخطوة لمواجهة مع غلام إسحق زاي، السفير الذي يمثل الحكومة الأفغانية السابقة، التي أطاحت بها طالبان الشهر الماضي، لدى الأمم المتحدة في نيويورك.

من جانبه، قال مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية، بشأن طلب طالبان، إن بلاده ستدرس طلب الحركة مع عضوي لجنة الاعتماد الآخرين (روسيا والصين)، مشيراً إلى أن متابعة طلب طالبان "يحتاج بعض الوقت، لافتاً إلى أنه يتوقع عدم البت في الطلب خلال الأسبوع الجاري. 

"مهمة منتهية"

وقال حق إن الطلبين المتنافسين على مقعد أفغانستان في الأمم المتحدة أرسلا إلى لجنة الاعتماد المكونة من 9 أعضاء والتي تضم في عضويتها الولايات المتحدة والصين وروسيا، مبيناً أن رسالة طالبان جاء فيها أن مهمة إسحق زاي "تعتبر منتهية، وأنه لم يعد يمثل أفغانستان".

كما أكد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مطالبة طالبان بالمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة، موضحاً، بحسب "فرانس برس"، أن الأمم المتحدة لم تفصل بعد في الجهة التي ستمثّل أفغانستان في هذه الاجتماعات. 

ووفقاً لـ"رويترز"، فإنه من غير المرجح أن تجتمع اللجنة بشأن هذه القضية قبل يوم الاثنين، لذا فمن المستبعد أن يلقي وزير خارجية طالبان كلمة أمام المنظمة الدولية.

وسيكون قبول الأمم المتحدة في نهاية المطاف لسفير طالبان خطوة مهمة في سعي الحركة للحصول على اعتراف دولي، ما قد يساعد، بحسب رويترز، في الإفراج عن أموال هي في أمس الحاجة إليها للاقتصاد الأفغاني.

"وسيلة ضغط"

وقال جوتيريش إن رغبة طالبان في الاعتراف الدولي هي وسيلة الضغط الوحيدة التي تملكها الدول الأخرى لمطالبة الحركة بحكومة شاملة واحترام الحقوق، خاصة بالنسبة للمرأة، في أفغانستان.

وكانت الأمم المتحدة أعلنت، الجمعة الماضي، أن السفير غلام إسحق زاي، ممثل الحكومة الأفغانية السابقة، طلب البقاء في مقعد بلاده في مقر المنظمة الدولية في نيويورك.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة، فرحان حق، إن السفير غلام إسحق بعث رسالة موقعة منه إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، تضم قائمة بأسماء الوفد الأفغاني إلى الجمعية العامة، حسبما نقلت رويترز.

التسويف الإبداعي

وقد يستغرق الأمر أسابيع أو شهوراً لتتخذ لجنة الاعتماد قرارات في هذا الصدد، لكن دبلوماسيين وخبراء في الأمم المتحدة رجحوا، بحسب ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن تُرجئ اللجنة أي قرارات مرتبطة بأفغانستان، بحيث يحتفظ غلام إسحق زاي بمنصبه، على الرغم من خلع الحكومة التي اختارته.

وتوقَّع ريتشارد جوان، وهو مدير ملف الأمم المتحدة بـ"مجموعة الأزمات الدولية" (مقرّها بروكسل)، أن تعتمد اللجنة على "ما يمكن أن نُطلق عليه التسويف الإبداعي".

وأضاف جوان أن هذا التأخير سيمكّن السفير الأفغاني من "البقاء في منصبه في الوقت الراهن، ولو على أسس هشّة".

"نتعامل مع طالبان"

وكان ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، قال لـ"الشرق" الثلاثاء: إن الأمم المتحدة "تتعامل مع حركة طالبان في أفغانستان، لأننا نعلم أنه بدون ذلك فإننا لن نحصل على شيء"، مشيراً إلى أن المنظمة الدولية تحاول "إيصال الرسالة والضغط في سبيل قضايا مثل حقوق الإنسان، لا سيَّما حقوق المرأة والفتيات".

وأعرب عن قلقه من الأنباء المتداولة خلال الأيام الماضية حول منع الموظَّفات الحكوميَّات من الذهاب إلى العمل في كابول، وفتح أبواب المدارس في بعض المناطق للذكور فقط، داعياً إلى إحراز تقدم ملموس في هذه المسائل.

اقرأ أيضاً: