
بدأت الشرطة الصينية تدريب نظيرتها في جزر سليمان الواقعة جنوب المحيط الهادئ، بعد إبرام الدولتين اتفاقاً أمنياً أغضب الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا، حسبما أفادت وكالة "بلومبرغ".
وأعلنت حكومة جزر سليمان تنفيذ التدريبات في الفترة بين 7 و11 يونيو، في مقرّ الشرطة بجزر سليمان، موضحة أنها تضمنت الدفاع عن النفس وشنّ هجوم مضاد، إضافة إلى مهارات أساسية للبقاء.
وتابعت أن "التحديات الأمنية تتطوّر ولا تزال تهدّد هذه الأمة، وبالتالي يجب أن تكون الشرطة في جزر سليمان مستعدة جيداً لمواجهة هذه التهديدات".
وقّعت بكين وهونيارا (عاصمة جزر سليمان) الاتفاق الأمني في أبريل، وشكّل ضربة لأستراليا والولايات المتحدة اللتين ضغطتا على جزر سليمان لرفض الصفقة، نتيجة مخاوفهما من نفوذ متزايد للصين في المنطقة، بحسب "بلومبرغ".
ويعتقد خبراء أن الاتفاق المبرم مع جزر سليمان سيمكّن الصين من تشييد قاعدة بحرية، علماً بأن جزر سليمان نفت ذلك.
وأظهرت مسوّدة مسرّبة للاتفاق، في مارس، أنه يسمح لبكين بإرسال شرطيين وجنود إلى الأرخبيل الذي يبعد 2000 كيلومتر عن أستراليا.
اتفاق صيني مع تونجا
في أواخر مايو وقّع وزير الخارجية الصيني، وانج يي، اتفاقات مع مملكة تونجا، الدولة الجزرية الواقعة جنوب غربي المحيط الهادئ، تشمل تعاوناً في جوانب أمنية و"مصائد أسماك"، بعد ساعات على إخفاق محادثات أجرتها بكين لتوقيع اتفاق إقليمي مع 10 دول جزرية في المحيط الهادئ.
وأوضحت حكومة تونجا أن الاتفاقات تشمل "تأمين مختبر للشرطة وأدوات تفتيش جمركية"، إضافة إلى مذكرة بشأن "الاقتصاد الأزرق" (إدارة الموارد المائية)، معتبرة أن هذه الخطوة "ستساعد في تنمية تونجا على المدى البعيد".
ولكن اجتماعاً افتراضياً استضافته فيجي، جمع وزير الخارجية الصيني بنظرائه من 10 دول جزرية، أرجأ مباحثات توقيع اتفاق شامل ينص على تعاون في مجالات الأمن ومصائد الأسماك والبيانات ومنطقة التجارة الحرة.
وتطرّق وانج يي إلى النشاط الصيني في جزر المحيط الهادئ، مشدداً على أن بلاده "تدعم الدول النامية في إفريقيا وآسيا ومنطقة البحر الكاريبي أيضاً".
وأضاف: "لا تقلقوا، فالتنمية والازدهار المشتركان للصين مع كل الدول النامية الأخرى، لا يعنيان سوى انسجام أكبر وعدالة أكبر وتقدّم أكبر في العالم".
ووجّه الرئيس الصيني، شي جين بينج، رسالة مكتوبة إلى المجتمعين، ورد فيها أن بكين "ستبقى دائماً صديقة جيدة للدول الجزرية في المحيط الهادئ، مهما تغيّر الوضع الدولي".
"حرب باردة" جديدة
ميكرونيزيا، إحدى الجزر المشاركة في الاجتماع، اعتبرت أن خطة الصين أظهرت نيتها في السيطرة على المنطقة، منبّهة إلى أن مسوّدة الاتفاق "تهدد الاستقرار الإقليمي"، وتفاقم المخاوف من "حرب باردة" جديدة.
في المقابل، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز أن حكومته تلقّت "رداً إيجابياً جداً" من دول المحيط الهادئ، بعد تعهدها بـ"إعادة الالتزام" في المنطقة، حيث تجهد لكبح نفوذ الصين.
وانتقد الحكومة الأسترالية السابقة، معتبراً أنها فشلت في المنطقة بسبب نقص التزامها وتقليص مساعداتها.
وقال: "بالنسبة إلى جيراننا في منطقة المحيط الهادئ، تُشكّل مسألة التغيّر المناخي مشكلة أمن قومي".
وأضاف ألبانيز أن خطط حكومته بالنسبة إلى المحيط الهادئ تشمل تأسيس مدرسة تدريب دفاعي، ودعم الأمن البحري، وزيادة المساعدات، وتعزيز التزامها بمكافحة الاحتباس الحراري.
اقرأ أيضاً: