
سرّبت الولايات المتحدة معلومات، أفادت بأن الصين وافقت على طلب قدّمته روسيا لتسليمها أسلحة، كي تستخدمها في غزوها لأوكرانيا. ونفت موسكو وبكين هذه المزاعم، ووصفها ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية بأنها "معلومات مضلّلة".
لكن هذه المزاعم أثارت تخمينات بشأن المدى الذي قد ترغب فيه بكين بدعم "أهم شريك استراتيجي لها"، كما وصف وزير الخارجية الصيني، وانج يي، روسيا أخيراً.
ماذا أعلنت الولايات المتحدة؟
بعد تقارير أولية تفيد بأن موسكو طلبت مساعدة عسكرية من بكين، قال مسؤولون أميركيون إن الصين مستعدة لتقديم دعم عسكري لغزو أوكرانيا، ودعماً مالياً لمساعدة روسيا في تجنّب تأثير العقوبات المشددة التي فرضها الغرب عليها، كما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".
وخلال اجتماع في روما الاثنين، حذّر مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أبرز الدبلوماسيين الصينيين يانج جيتشي من تقديم دعم مماثل، علماً أن الكرملين نفى طلبه معدات عسكرية.
وكانت حكومة الرئيس شي جين بينج قد رفضت انتقاد الغزو الروسي، ولو أنها تسعى إلى النأي عنه، من خلال دعوتها إلى الحوار وتكرار موقفها بوجوب احترام أراضي الدول.
ماذا قد تقدّم الصين؟
يرجّح خبراء أن تقدّم ذخيرة ووجبات طعام، أكثر من المقاتلات والدبابات. وقال درو طومسون، وهو مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأميركية، يعمل الآن في "مدرسة لي كوان يو للسياسة العامة" في سنغافورة، إن الصين "ربما تريد تجنّب مبيعات أسلحة متطوّرة أو ضخمة الحجم لروسيا، في خضمّ صراع قد يعرّض بكين لعقوبات دولية".
واعتبر أن بكين ستكون أكثر استعداداً لتأمين قطع غيار ومواد استهلاكية، وذخيرة ومواد ذات استخدام مزدوج لا تتعارض مع العقوبات ويمكن ألا تثير تدابير انتقامية دولية.
على سبيل المثال، يُرجّح أن تستخدم المروحيات الروسية بالونات حرارية لمواجهة الصواريخ المحمولة قصيرة المدى، مثل "ستينجر". وذكر طومسون أن بكين يمكن أن تبيع موسكو بعضاً من بالوناتها الحرارية، إذا كانت متوافقة مع الأنظمة الروسية. وأضاف أن الصين قد تُطلع روسيا أيضاً على معلومات استطلاع واستخبارات.
ورجّح سام روجيفين، مدير برنامج الأمن الدولي في معهد "لوي" الأسترالي، أن تشمل أي مساعدة صينية "مسائل أساسية جداً" مثل حصص غذائية للجنود، نظراً إلى تحذيرات الولايات المتحدة.
وأضاف أن روسيا ستجد استحالة عملياً، في دمج الأسلحة الصينية في قواتها المسلحة، خلال هذه المهلة الوجيزة.
هل ستفعل ذلك الصين؟
الأمر ليس مستحيلاً، لكن خبراء، صينيين وغير صينيين، يرون أن ثمة عوامل تقوّض هذا الاحتمال.
وقال شي ينهونج، أستاذ العلاقات الدولية في "جامعة رينمين" ببكين: "ستكون الصين حذرة جداً، محاولةً بذل جهدها لتجنّب استخدام مساعداتها في ساحات القتال بأوكرانيا". وأضاف أن الصين "ليس لديها دافع لتقديم أي مساعدة لعملية روسيا في أوكرانيا".
واعتبر روجيفين أنه لا "اتجاه إيجابياً واضحاً" لدى بكين، في مساعدة موسكو، مضيفاً أن روسيا ضعيفة قد تكون في مصلحة الصين، استراتيجياً واقتصادياً.
وشدد مسؤولون صينيون خلال الأزمة، على وجوب احترام وحدة أراضي وسيادة كل الدول. لكن منتقدين يرون أن رفض بكين انتقاد الغزو الروسي لأوكرانيا، يتعارض بشكل أساسي مع هذا الموقف.
وقال لي شين، مدير "معهد الدراسات الأوروبية والآسيوية" في "جامعة شنغهاي للعلوم السياسية والقانون": "العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا باتت غزواً بطابعها، ولن تقدّم الصين أبداً أسلحة لمساعدة دولة على مهاجمة دولة أخرى ذات سيادة، وهذا لا يتوافق مع القانون الدولي".
في السياق ذاته، لفت طومسون إلى أن الصين لا تريد أيضاً أن يتفاقم النزاع، أو إقحامها في القتال باعتبارها طرفاً مشاركاً في الحرب، لذلك فإن أي دعم صيني لموسكو "سيخضع لفحص متزن"، بحسب "أسوشيتد برس".
اقرأ أيضاً: