فُرضت على الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، السبت، غرامة قدرها نحو 108 دولارات لمشاركته، بدون وضع كمامة أو اتّخاذ إجراءات وقائيّة، في تجمّع لراكبي درّاجات ناريّة في ولاية ساو باولو.
وشارك الآلاف من سائقي الدرّاجات الناريّة في هذا التجمّع في ساو باولو. وقاد الرئيس المسيرة واضعاً خوذة مفتوحة وبدون قناع، في انتهاك للقوانين المعتمدة في الولاية. وشهدت الشوارع نفسها قبل أسبوعين مسيرات حاشدة معارضة لنهج الرئيس في مواجهة الجائحة.
وهي المرة الثانية التي تفرض على رئيس البلاد غرامة ذات علاقة بانتهاكه للإجراءات الاحترازية المتشددة في بعض الولايات البرازيلية المتضررة من وباء كورونا، حيث سبق لولاية مارانهاو البرازيلية أن سارعت إلى فرض غرامة مشددة على الرئيس.
ويتخذ الرئيس البرازيلي موقفاً متشككاً بكل ما يدور حول وباء كورونا. لكن مع مرور الوقت بدأت مواقفه بالتضارب تجاه الوباء واللقاحات. لكنه استمر على موقفه المعارض لأي إغلاق عام كإجراء لمواجهة الجائحة.
ووفقاً لوكالة "رويترز"، فإن شعبية بولسونارو خلال أزمة فيروس كورونا، التي أودت بحياة أكثر من 460 ألف برازيلي هبطت، في وقت نظمت أحزاب سياسية يسارية ونقابات واتحادات طلابية، الاحتجاجات التي اتسمت في العاصمة برازيليا ومدينة ريو دي جانيرو بـ"السلمية".
وقالت سلطات ولاية ساو باولو إنّها فرضت على كلّ من بولسونارو ونجله إدواردو عضو الكونغرس ووزير البنية التحتيّة تارسيسيو غوميز غرامة قدرها نحو 108 دولارات لعدم وضع كمامات وعدم احترام إجراءات التباعد الاجتماعي خلال التجمّع.
وتجاهل بولسونارو الذي دعا إلى تجمّعات في كلّ أنحاء البرازيل استعداداً للانتخابات الرئاسيّة العام المقبل، تحذيرات حاكم ساو باولو، جواو دوريا، وهو منافس سياسيّ له كان قال في وقت سابق إنّ الرئيس سيجري تغريمه إذا لم يلتزم بقوانين الولاية.
وعارض بولسونارو مراراً حاكم ساو باولو وسواه من حكّام الولايات بشأن الإجراءات المفروضة لمواجهة جائحة كورونا التي أودت بحياة نحو 485 ألف شخص في البرازيل.
وينتقد الرئيس البرازيلي بانتظام إجراءات الحجر ووضع الأقنعة، وروّج لعقاقير مثل الكلوروكين، بينما أظهرت دراسات أنّها غير فعّالة. وفي كلمة له أمام حشد من أنصاره كانوا يُلوّحون بأعلام، احتجّ بولسونارو مرةً أخرى على وضع الكمامة.
وقال الرئيس إنّ الأشخاص الذين تلقّوا لقاحات يجب ألا يضعوا كمامات. وأضاف "من المستحيل أن ينقل شخص ملقح الفيروس".
وعاشت البلاد أزمة طاحنة في شهري مارس وإبريل 2021، حيث سجلت معدلات غير مسبوقة من الوفيات والمصابين. ليضطر الرئيس إلى تغيير رابع وزير صحة منذ بدء الوباء.
وكانت ولاية ساوباولو تسجل وفاة كل ست دقائق، ما اضطر سكان الولاية وولايات أخرى إلى الخروج في مظاهرات متعددة احتجاجاً على سياسة الرئيس.
ووجود بولسونارو في سدة الحكم منذ انتخابات 2018 يعكس حالة الانقسام الشعبي والسياسي مناصفة بين تياري اليمين واليسار، ما يرجح أن تكون الانتخابات المقبلة في 2022 ذات معارك سياسية أكثر شراسة من الانتخابات الماضية التي تعرض فيها بولسونارو لطعنه أفقدته 40% من دمه، لكنه نجا من الحادث وفاز بالانتخابات.