
حذّر المفوّض الأعلى لشؤون اللاجئين في الأمم المتّحدة فيليبو جراندي الخميس، من تزايد أعداد النازحين حول العالم عن الرقم القياسي الذي سُجّل أخيراً، وبلغ مئة مليون نازح، وذلك في حال التعثر في حلّ الأزمة الغذائية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال جراندي في مؤتمر صحافي عرض خلاله التقرير السنوي للمفوضية إنّ "الجهود التي تُبذل لمعالجة أزمة انعدام الأمن الغذائي العالمية ترتدي أهمية قصوى للحؤول دون أن ينزح عدد أكبر من الناس عن ديارهم".
وأضاف: "إذا سألتموني كم؟ (...) لا أعرف، لكنّها ستكون أرقاماً كبيرة جداً"، موضحاً أنه إذا لم يتمّ حلّ هذا الأمر بسرعة "فإن التداعيات ستكون مدمّرة".
ولفت إلى أنه "إذا لم يتخذ المجتمع الدولي إجراءات لمعالجة هذه المأساة الإنسانية، وحلّ النزاعات وإيجاد حلول دائمة، فإنّ هذا المنحى الرهيب سيستمر".
وتسبّب الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي، بنقص حادّ في الحبوب والأسمدة في الأسواق، ما أدّى لارتفاع أسعار الغذاء العالمية وجعل مئات ملايين البشر حول العالم معرّضين لخطر الجوع، إذ قبل بدء الغزو كانت أوكرانيا تصدّر 12% من القمح العالمي، و15% من الذرة، و50% من زيت دوار الشمس.
مستوى غير مسبوق
وحذّرت المفوضية في تقريرها السنوي من أنّ ندرة الغذاء المتزايدة ومعدلات التضخّم الآخذة في الارتفاع وأزمة المناخ الراهنة هي جميعها عوامل تزيد من الصعوبات، وتتطلّب توسيع نطاق الاستجابة الإنسانية، ما يهدّد بإضعاف مستويات التمويل، المتدنية أساساً، للكثير من الأزمات.
وأظهر التقرير السنوي للمفوضية حول النزوح العالمي أنّ عدد الذين نزحوا قسراً عن ديارهم حول العالم حتى نهاية 2021 بلغ 89.3 مليون شخص، أي أكثر من ضعف عددهم قبل عقد من الزمن.
وإذا أضيفت إلى هذه الحصيلة أعداد الأوكرانيين الذين نزحوا قسراً عن ديارهم بسبب الغزو الروسي والذين تقدّر الأمم المتحدة أعدادهم بنحو 14 مليون نسمة (بين نازح ولاجئ)، فإنّ عدد النازحين قسراً حول العالم يقفز عندها فوق عتبة المئة مليون نسمة وهو مستوى غير مسبوق على الإطلاق.