أوروبا تحسم أولويات مشروعاتها الخارجية لمواجهة "الحزام والطريق"

time reading iconدقائق القراءة - 4
رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل (يمين) ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (يسار) يتحدثان في بروكسل قبل قمة افتراضية مع الصين. 1 أبريل 2022 - AFP
رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل (يمين) ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (يسار) يتحدثان في بروكسل قبل قمة افتراضية مع الصين. 1 أبريل 2022 - AFP
دبي- الشرق

يحسم الدبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي قائمة أولويات مشروعات مبادرة "البوابة العالمية" Global Gateway، خلال الأسبوع الذي يبدأ 6 فبراير المقبل، وذلك في مواجهة "السخاء الاستراتيجي" الذي تقدمه الصين من خلال مبادرة "الحزام والطريق"، بحسب مجلة "بوليتيكو" الأميركية.

وتشمل القائمة الأولى من مشروعات "البوابة العالمية"، مد كابل رقمي تحت مياه البحر الأسود، وكابل ألياف ضوئية بحري لربط دول البحر المتوسط وشمال إفريقيا، وإنشاء سد ومحطة لتوليد الطاقة الكهرومائية في الكاميرون.

ووفقاً لوثيقة حصلت عليها المجلة الأميركية، فإن هذه المشروعات ليست سوى "جزء يسير" من 70 مشروعاً يمنحها الاتحاد الأوروبي الأولوية هذا العام، ضمن مبادرة "البوابة العالمية".

وقال مسؤول رفيع في الاتحاد الأوربي لـ"بوليتيكو" بشأن قائمة المشاريع المستهدفة، إن "البوابة العالمية باتت حقيقة ملموسة. إننا الآن نستهدف العمل على الأرض"، فيما رأى مسؤول آخر أن "هذا يبين ما ستكون عليه المبادرة من الناحية العملية في 2023".

"تداعيات جيوسياسية"

وشدد المسؤول الأول لـ "بوليتيكو" على أن قائمة المشروعات لا تعكس أي "خيارات جيوسياسية"، مشيراً إلى أنه "لا توجد أي رسائل سياسية وراء هذه القائمة".

ولكن هناك بعض المشروعات الحساسة التي قد يكون لها تداعيات جيوسياسية. إذ يمتلك الاتحاد الأوروبي مشروعات عديدة في "الحديقة الخلفية للصين"، مثل شراكة تحول الطاقة مع إندونيسيا، ومشروع الاتصال الرقمي في الفلبين. 

ينطبق هذا أيضاً على بعض المشروعات في "الحديقة الخلفية لروسيا"، مثل مشروع الهيدروجين في كازاخستان، ووصلة النقل في آسيا الوسطى، ومشروعين في منغوليا، ومحطة طاقة كهرومائية في طاجيكستان.

وقاد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الشهر الماضي، إلى اختيار الدفعة الأولى من المشروعات، وذلك مع تأكيد رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، خلال الاجتماع، أن الكتلة "بحاجة إلى زيادة نشاطها وتحقيق نتائج ملموسة على الأرض". 

وبحسب المجلة، تمثل بعض مشاريع المبادرة الأوروبية "الثمرة الدانية"، بعد أن لاحت في الأفق هذا العام بعض الخطوات الملموسة، مثل بدء أعمال الإنشاءات، وتوقيع مذكرة تفاهم، وحشد التمويل. وفي غضون ذلك، سيبدأ الاتحاد الأوروبي في إرساء أسس مشاريع أخرى في السنوات المقبلة.

"السَّخاء الاستراتيجي"

وواجه الغرب انتقادات شديدة ومتكررة بأن جهوده لمواجهة مبادرة "الحزام والطريق" تعاني من "التشرذم والبطء".

وتسعى مشاريع "البوابة العالمية" الأوروبية الرائدة إلى منح الدول النامية "بديلاً عن السخاء الاستراتيجي" الذي تقدمه الصين من خلال مبادرة "الحزام والطريق"، والتي تُظهر بكين من خلالها قوتها على طول طرق التجارة الاستراتيجية، من خلال تطوير الموانئ وبرامج الطاقة وشبكات الاتصالات.

وتهدف مبادرة "البوابة العالمية" إلى جمع حتى 300 مليار يورو من الأموال العامة والخاصة بحلول عام 2027، لتمويل مشروعات البنية التحتية للاتحاد الأوروبي في الخارج.

وبالمقارنة، استثمرت الصين نحو 2.3 تريليون دولار في نحو 4000 مشروع في مجالي الاستثمار والإنشاءات في الخارج منذ عام 2005، ما منح الصين بداية قوية، في وقت يطلق الاتحاد الأوروبي جهوده لتوسيع نطاق اقتصاده.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات