تركيا.. رئيس بلدية إسطنبول يدعو رجال الأعمال لمواجهة أردوغان

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو في مقر حزب الشعب الجمهوري بأنقرة - 27 ديسمبر 2021 - REUTERS
رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو في مقر حزب الشعب الجمهوري بأنقرة - 27 ديسمبر 2021 - REUTERS
دبي -الشرق

ألقى رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو باللوم على مجتمع الأعمال في الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في تركيا، وذلك بسبب إخفاقه في التحدث علانية ضد سياسات الرئيس رجب طيب أردوغان غير التقليدية، مطالباً المديرين التنفيذيين للشركات بـ"إظهار الشجاعة".

وأعرب أوغلو، وهو أحد أبرز شخصيات المعارضة في تركيا، خلال مقابلة مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، نُشرت الاثنين، عن حزنه لمعاناة بلاده من "أهم أزمة اقتصادية في تاريخها"، إذ بلغ معدل التضخم أكثر من 70%، كما بات الفقر آخذاً في الارتفاع.

وقال أوغلو إنه على الرغم من هذه الأزمة فإن مديري الشركات فشلوا في الحديث ضد الإجراءات التي يتم اتخاذها في البلاد.

وأضاف: "أشاهد بحزن أن عالم الأعمال لا يزال غير قادر على إظهار الشجاعة، ولذا فإنه، للأسف، يتحمل مسؤولية الوضع الاقتصادي الحالي".

مخاوف من انتقام محتمل

وأعرب أوغلو، الذي يُنظر إليه على أنه منافس محتمل لأردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، عن تعاطفه مع مديري الشركات الذين التزموا الصمت إلى حد كبير مع انتقال البلاد من أزمة إلى أخرى، معترفاً بأن الكثيرين منهم يخشون الانتقام المحتمل لانتقادهم الزعيم التركي.

وتابع: "إنهم خائفون من المثول للتحقيقات، أو المحاكمات غير القانونية".

وحذر رئيس بلدية إسطنبول من أن الاقتصاد التركي بات يقترب من "نهاية الطريق"، مشيراً إلى أنه قد يتم عزله من منصبه في حال فاز أردوغان مرة أخرى في الانتخابات التي من المقرر إجراؤها قبل يونيو 2023، مثلما أقال الرئيس التركي العشرات من رؤساء البلديات المنتخبين من مناصبهم في المدن ذات الأغلبية الكردية في جنوب شرق البلاد.

وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الدعم الشعبي لأردوغان بات في أدنى مستوياته على الإطلاق، فإنها تشير أيضاً إلى أن بعض الناخبين يفتقرون إلى الثقة بالمعارضة.

ويعتبر إمام أوغلو أن نتيجة الانتخابات المقبلة في أيدي حزبه (الشعب الجمهوري) وحلفائه: "نحن مَن نستطيع هزيمة الحزب الحاكم، وكذلك نحن مَن يمكننا الخسارة، ولكن في هذه الساعة، فإنه لا يمكن للحكومة الحالية أن تفوز".

واعتبر أوغلو أن الرئيس التركي سيتعرض لـ"هزيمة كبيرة" على يد الناخبين في حال خسر وسعى لإعادة التصويت، وقال: "هناك 86 مليون شخص في هذا البلد سيعطون أصواتهم للشخص الذي يستحقها، ولا أحد يستطيع أن يعرقل ذلك، بما في ذلك أردوغان نفسه". 

معدلات تضخم غير مسبوقة

وقفز معدل التضخم السنوي في تركيا، الاثنين، إلى أعلى مستوى في 24 عاماً عند 78.62% في يونيو، بما يفوق التوقعات قليلاً، مدفوعاً بتأثير الحرب الأوكرانية وارتفاع أسعار السلع وتراجع قيمة الليرة.

وقال معهد الإحصاءات التركي إن أسعار السلع للمستهلكين ارتفعت 4.95% على أساس شهري.

وعلى أساس سنوي، كان من المتوقع أن يسجل مؤشر أسعار المستهلكين قراءة تبلغ 78.35%، وقفز مؤشر أسعار المنتجين 6.77% على أساس شهري في يونيو، ليسجل زيادة سنوية بنسبة 138.31%.

أردوغان يتحدى المعارضة

كان أردوغان أعلن، في مطلع يونيو، ترشحه في انتخابات الرئاسة المقررة في يونيو 2023 عن "تحالف الشعب" الذي يضم حزبي العدالة والتنمية (الحاكم) بزعامة أردوغان، والحركة القومية، بزعامة دولت بهتشلي.

وتحدى أردوغان خصمه كمال كيليجدار أوغلو، رئيس "حزب الشعب الجمهوري" المعارض، قائلاً: "إذا كان لدى كمال كيليجدار أوغلو الشجاعة فليعلن ترشحه أو مرشح الرئاسة لديه".

وكان زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كيليجدار، أعلن في مايو الماضي، في البرلمان، رغبته في مواجهة أردوغان، وخوض "معركة كبرى" ضد الفقر والتضخم وعدم المساواة في البلاد. وخاطب خصوماً لم يسمّهم داخل تحالفه المعارض، قائلاً: "إما أن تقفوا معي، وإما أن تبتعدوا عن طريقي".

وبعدما سخر منه أردوغان لفترة طويلة، بوصفه "خاسراً متسلسلاً" في الانتخابات، أشرف كيليجدار أوغلو على نصر حققته المعارضة في الانتخابات البلدية في عام 2019، عندما سيطرت على إسطنبول، أكبر مدينة تركية، والعاصمة أنقرة.

وشكّل كيليجدار أوغلو تحالفاً من أحزاب معارِضة، تجتمع على هدف واحد هو إلحاق الهزيمة بأردوغان الذي يحكم تركيا منذ نحو عقدين، أولاً كرئيس للوزراء ثم كرئيس للجمهورية.

وفي المرة الأخيرة التي قدّمت فيها المعارضة مرشحاً مشتركاً للرئاسة، في عام 2014، فاز أردوغان بفارق 13 نقطة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات