أعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس، الخميس، عزم بلاده تسليم صواريخ "كروز" من طراز "ستورم شادو" (Storm Shadow) إلى أوكرانيا، لتكون بذلك أول دولة تزود كييف بأسلحة بعيدة المدى والتي تطالب بها منذ فترة طويلة لمواجهة الغزو الروسي.
وقال والاس في كلمة أمام البرلمان: "اليوم، يمكنني أن أؤكد أن بريطانيا ستتبرع بصواريخ (ستورم شادو) لأوكرانيا وهي صواريخ ذات قدرة هجومية وبعيدة المدى فقط".
وشدد على أن بلاده "لن تقف مكتوفة الأيدي بينما تقتل روسيا المدنيين"، مؤكداً على وجوب أن "تدرك روسيا أن أفعالها هي التي أدت إلى تقديم مثل هذه الأنظمة لأوكرانيا".
واعتبر أن لكييف "الحق في الدفاع عن نفسها"، وأن استخدام الصواريخ سيسمح لها بـ"بصد هجمات القوات الروسية المتمركزة داخل الأراضي الخاضعة للسيادة الأوكرانية".
وذكر أن صواريخ "ستورم شادو" تأتي "استكمالاً للأنظمة الممنوحة مسبقاً لكييف مثل هيمارس (HIMARS) وهاربون (Harpoon) وصواريخ كروز من طراز نبتون (Neptune)".
واتهم والاس روسيا بـ"ارتكاب 70 ألف جريمة حرب في أوكرانيا منذ بدء الغزو في فبراير 2022"، مشيراً إلى أن "الجرائم شملت إبعاد واحتجاز أطفال وقصف البنى التحتية المدنية".
يأتي هذا بعد ساعات من تأكيد الناطق باسم "الكرملين" دميتري بيسكوف أن بلاده "تقف موقفاً سلبياً للغاية من توريد الصواريخ بعيدة المدى إلى كييف".
وأضاف: "سيتطلب رداً كافياً من جيشنا الذي، بطبيعة الحال، سيتخذ قرارات عسكرية مناسبة".
قدرات للتخفي
و"ستورم شادو" صواريخ بعيدة المدى ذات قدرات للتخفي، إذ طورتها بريطانيا وفرنسا بشكل مشترك، ويتم إطلاقها عادةً من الجو مع مدى يزيد عن 250 كيلومتراً (155 ميل)، لكنه مداها أقل من الذي تطالب به أوكرانيا الولايات المتحدة والبالغ 185 ميلاً (قرابة 300 كيلو متر) المتمثل بمنظومة "ATACMS" الصاروخية، بحسب شبكة "CNN" الأميركية.
كما أن "ستورم شادو" سلاح "مصمم لتلبية المتطلبات الملّحة للهجمات المخطط لها مسبقاً ضد أهداف ثابتة عالية القيمة" بحسب شركة "MBDA" المصنعة.
وتعد بريطانيا أول دولة تزويد كييف أسلحة بعيدة المدى، وثاني أكبر مزود للمساعدات العسكرية لأوكرانيا، إذ قدمت لها صواريخ مضادة للدبابات وأسلحة مدفعية وأنظمة دفاع جوي.
وقال مسؤول غربي لـ "CNN" إن بريطانيا "تلقت تأكيدات من الحكومة الأوكرانية بأن هذه الصواريخ الجديدة ستُستخدم فقط في الأراضي الأوكرانية وليس داخل روسيا".
في وقت سابق من هذا العام، أكد وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف على "عدم استخدام" بلاده "الصواريخ بعيدة المدى لمهاجمة أهداف داخل روسيا".
وقال في اجتماع للاتحاد الأوروبي: "إذا استطعنا الضرب على مسافة تصل إلى 300 كيلومتر، فلن يكون الجيش الروسي قادراً على الدفاع".
وتوقع مسؤول أميركي في تصريحات لـ "CNN" أن "تغيّر" الصواريخ البريطانية "قواعد اللعبة" في أوكرانيا إذ "ستمنح كييف القدرات التي كانت تطلبها منذ بداية الحرب في فبراير 2022".
الهجوم المضاد
يأتي هذا فيما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" أن جيشه ما زال بحاجة إلى الوقت للتحضير لهجوم مضاد على نطاق واسع متوقع ضد القوات الروسية.
وقال زيلينسكي: "بما لدينا يمكننا المضي قدماً وتحقيق النجاح، لكننا سنفقد الكثير من الناس، وأعتقد أن هذا غير مقبول، لذلك علينا الانتظار"، مؤكداً حاجة بلاده لـ"مزيد من الوقت الإضافي".
وانتهى الجيش الأوكراني من تدريب قوات جديدة وجمع ذخيرة ومعدات قدمتها الدول الغربية ستكون بحسب محللين المدخل لاستعادة الأراضي المحتلة من القوات الروسية.
وما زال الجدول الزمني لانطلاق كييف لاستعادة أراض في منطقتي دونيتسك ولوجانسك (شرق) وكذلك في خيرسون وزابوروجيا (جنوب) يشكل سؤالاً مفتوحاً.
وقال وزير الدفاع الأوكراني في أواخر أبريل الماضي، إن "الاستعدادات تقترب من نهايتها، تم التعهد بالمعدات وجُهِّزت وسُلّمت جزئياً. بشكل عام نحن جاهزون".
وأضاف خلال مؤتمر صحافي: "متى شاء الله، و(توفر) الطقس وقرار القادة سنفعل ذلك"، لكنه ذكر أن دبابات "أبرامز" القوية التي وعدت بها الولايات المتحدة "لن يتسنّى لها الوقت للمشاركة في هذا الهجوم المضاد"، إذ من المتوقع أن تتسلمها أوكرانيا في نهاية 2023.
وأكد مسؤول عسكري أوكراني كبير، الأربعاء، أن قوات كييف نفذت هجمات مضادة في باخموت، حيث يتركز القتال في شرق أوكرانيا، وأجبرت القوات الروسية على التراجع في بعض الأماكن.
وفي المقابل، قال رئيس مجموعة "فاجنر" العسكرية الروسية الخاصة يفجيني بريجوجن إن "وحدات أوكرانية بدأت هجومها المضاد وتقترب من محيط باخموت"، بينما قالت وزارة الدفاع الروسية إن مظلييها يساندون "زحفاً" على غرب المدينة.
وقال بريجوجن في رسالة صوتية على قناته على "تليجرام" إن العمليات الأوكرانية تثبت أنها "ناجحة جزئياً للأسف".
وأضاف أن زيلينسكي "كان مخادعاً" عندما قال إن "الهجوم المضاد تأجل في انتظار وصول المزيد من المساعدات من دول أجنبية".
وذكر بريجوجن أن "الهجوم المضاد في الواقع يمضي قدماً بأقصى سرعة حول باخموت".
ونصح عضو مجلس الدوما "البرلمان" عن منطقة القرم، ميخائيل شيريميت، الرئيس الأوكراني بـ"الاستعداد للتوقيع على قرار الاستسلام بدلاً من الهجوم المضاد"، لافتاً إلى أنه "كلما أسرع الشعب الأوكراني في إدراكه أن سلطات كييف قادته إلى طريق مسدود، كلما أسرعت أوكرانيا في العودة إلى الحياة الهادئة"