Open toolbar

صور للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضمن حملته الانتخابية في إسطنبول. 25 مايو 2023 - REUTERS

شارك القصة
Resize text
إسطنبول/ديار بكر-

يخشى الأكراد المعارضون للرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن فوزه في الانتخابات الرئاسية قد يعزز "حملة القمع" التي تشنها الدولة ضدهم منذ سنوات، مع تصاعد النبرة القومية قبل الجولة الثانية للانتخابات التي ستجرى الأحد المقبل.

ويُنظر إلى الأكراد، الذين يشكلون نحو خُمس سكان تركيا، على أنهم ربما يكونوا عنصر الحسم بالنسبة للمعارضة التي تأمل في إنهاء حكم أردوغان المستمر منذ 20 عاماً، فيما بدأ الرئيس التركي عهده في البداية بالتودد للأكراد لكنه "قمعهم بشدة" بعد ذلك، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز".

لكن نسبة التأييد لأردوغان مرتفعة قبيل انتخابات، الأحد، بعدما تفوق في الجولة الأولى على المعارض كمال كيليجدار أوغلو، رغم دعم 6 أحزاب له إلى جانب حزب "الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد.

وبالنسبة لبعض الناخبين الأكراد، لن تكون هناك مخاطر أكبر من ذلك مع تشديد أردوغان نبرته القومية في محاولة لكسب أصوات المزيد من الناخبين قبل جولة الإعادة.

وقال أردلان ميسى (26 عاماً)، وهو صاحب مقهى في مدينة ديار بكر التي تقطنها أغلبية كردية في جنوب شرق تركيا "التصويت مسألة حياة أو موت الآن. أردوغان شدد موقفه من الأكراد خلال الحملة الانتخابية"، مضيفاً: "لا أستطيع أن أتخيل ما الذي يمكن أن يفعله بعد إعلان الفوز".

وفاز حزب "الشعوب الديمقراطي" بنسبة 61% في ديار بكر في الانتخابات البرلمانية، التي جرت في 14 مايو، بينما حصل حزب "العدالة والتنمية" بزعامة أردوغان على 23%، لكن على مستوى البلاد، حصل حزب "الشعوب الديمقراطي" على 8.9%.

وتعقدت مسألة دعم حزب الشعوب الديمقراطي لكيليجدار أوغلو هذا الأسبوع بسبب اتفاق الأخير مع حزب مناهض للهجرة قال عنه حزب "الشعوب الديمقراطي" إنه "يتعارض مع مبادئ الديمقراطية العالمية"، ومن المتوقع أن يصدر الحزب أيضاً بياناً بهذا الشأن، الخميس.

سنوات أردوغان الأولى

وفي سنواته الأولى في السلطة، منح أردوغان المزيد من الحقوق السياسية والثقافية للأكراد، وهم مجموعة من الأشخاص لا يحملون جنسية ومنتشرون بين تركيا وإيران وسوريا والعراق.

وألغى أردوغان القيود المفروضة على استخدام اللغة الكردية وأشرف على عملية سلام مع حزب "العمال الكردستاني"، الذي حمل السلاح ضد الدولة في عام 1984، وتعتبره تركيا وحلفاؤها في الغرب "جماعة إرهابية".

لكن بعد انهيار وقف إطلاق النار في عام 2015، غير أردوغان مساره وشنت السلطات حملة قمع أدت إلى اعتقال الآلاف من أعضاء حزب "الشعوب الديمقراطي" عادة بتهمة الضلوع في أعمال مسلحة، مع عزل العديد من المشرعين ورؤساء البلديات المنتمين للحزب من مناصبهم وسجنهم.

واستغل أردوغان دعم حزب "الشعوب الديمقراطي" لكيليجدار أوغلو، واتهم المعارضة مراراً بتأييد الإرهاب، وينفي حزب "الشعوب الديمقراطي" الاتهامات بأن له علاقات مع مسلحين.

كما لفت أردوغان الانتباه مراراً إلى شريط فيديو مزيف لاتهام كيليجدار أوغلو بأن له صلات بحزب "العمال الكردستاني"، الذي يشن تمرداً راح ضحيته أكثر من 40 ألف ضحية.

ووصف كيليجدار أوغلو هذه الاتهامات بأنها افتراءات، لكن سنان أوغان، وهو قومي متشدد حل في المركز الثالث في الجولة الأولى من الانتخابات، أيد موقف أدوغان.

وقال أوغان إن تأييده للرئيس التركي يستند إلى مبدأ "النضال المستمر (ضد) الإرهاب" في إشارة إلى الجماعات الموالية للأكراد.

وعبر طيب تيميل، أحد كبار المسؤولين في حزب "الشعوب الديمقراطي"، عن مخاوفه من أن أردوغان قد حقق هدفه المنشود من خلال "الدعاية السوداء" التي يزعم فيها وجود صلات بين كيليجدار أوغلو والإرهابيين.

وأضاف تيميل، نائب الرئيس المشارك لحزب "الشعوب الديمقراطي" أن "انتصار أردوغان سيعزز حكم الرجل الواحد ويمهد الطريق لممارسات مروعة وسيجلب أياماً حالكة السواد لجميع فئات المجتمع".

اقرأ أيضاً:

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.