تركيا تشترط "الأمن أولاً" قبل قبول طلب طالبان بتشغيل مطار كابول

time reading iconدقائق القراءة - 5
صورة بالأقمار الصناعية لمطار كابول والذي يتواجد فيه المئات في انتظار رحلات الإجلاء - 24 أغسطس 2021  - REUTERS
صورة بالأقمار الصناعية لمطار كابول والذي يتواجد فيه المئات في انتظار رحلات الإجلاء - 24 أغسطس 2021 - REUTERS
دبي -الشرق

كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، أن حركة طالبان عرضت على تركيا تشغيل مطار حامد كرزاي الدولي في كابول.

وقال أردوغان، بحسب ما نقلته وكالة "الأناضول" الحكومية، إن الحركة قالت لتركيا "نحن نتولى استتباب الأمن في المطار، وأنتم تشغلونه"، مشيراً إلى أن بلاده "لم تتخذ قراراً في هذا الشأن بعد"، ومؤكداً أن أنقرة "ستتخذ القرار اللازم عندما يسود الهدوء هناك".

وكشف الرئيس التركي أن أنقرة أجرت محادثات مع طالبان في السفارة التركية الموجودة مؤقتاً في مطار كابول، لافتاً إلى إمكانية عقد جولة أخرى من المحادثات مع الحركة إذا استدعت الحاجة.

وأكد أردوغان أن تركيا، "لن تطلب إذن أحد بشأن الاتصالات المحتملة مع حركة طالبان"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن "عملية إجلاء أفراد القوات المسلحة التركية العاملين في أفغانستان متواصلة، وسنكملها في أقرب وقت وبأسرع طريقة"، في حين أعلنت وزارة الدفاع التركية، في وقت لاحق على تصريحات أردوغان، الجمعة، انتهاء عمليات إجلاء قواتها من أفغانستان عبر مطار كابول. 

وقال الرئيس التركي، إن "أولويتنا في أفغانستان خلال الوقت الراهن إجلاء مواطنينا من هناك، حيث تتواصل الجهود المكثفة من أجل ذلك".

الترتيبات الأمنية 

ونقلت وكالة رويترز، الجمعة، عن مسؤولين أتراك أن تركيا "لن تساعد في إدارة المطار بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي، إلا إذا وافقت طالبان على وجود أمني تركي"، وذلك بعد أن أبرزت الهجمات الدموية خارج المطار مصاعب مثل هذه المهام.

وقال مسؤول تركي للوكالة، إن الهجوم "يثير الشكوك حول قدرة طالبان على تأمين المطار وسلامة العاملين الأتراك فيه".

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه، "يمكن لتركيا إدارة العملية من الناحية الفنية.. لكن مطلبنا هو أن تكون إجراءات التأمين بيد تركيا أيضاً عبر فريق أمني موسع يتألف من عسكريين سابقين من الجيش أو الشرطة أو من خلال شركة خاصة بالكامل".

وتابع، "لسنا مهتمين بتشغيل المطار في أوضاع تتولى فيها طالبان توفير الأمن، وأظهرت هجمات الخميس صحة موقفنا".

وقال مسؤول تركي آخر، إن الإجراءات الأمنية التي أعلنتها طالبان، بما في ذلك الحراسة في أبراج المراقبة حول المطار، ليست كافية لضمان سلامة المهمة التركية المحتملة.

وكانت الحركة طلبت، بحسب رويترز، مساعدة فنية من تركيا لإدارة المطار بعد انتهاء المهلة النهائية لانسحاب كل القوات الأجنبية من أفغانستان، الثلاثاء المقبل، وهي مهلة نهائية تقول طالبان إنها تسرى كذلك على القوات التركية.

"مهمة محفوفة بالمخاطر"

ونقلت صحيفة "ديلي صباح" التركية عن مسؤول تركي قوله، إن مطالبة طالبان بمغادرة جميع القوات التركية ستعقد أي مهمة مستقبلية لتشغيل المطار.

وقال المسؤول الذي لم يكشف هويته، إن "ضمان سلامة العاملين في المطار بدون القوات التركية المسلحة، هو مهمة محفوفة بالمخاطر".

وأشار إلى أن المحادثات مع طالبان مستمرة في هذا الشأن، لافتاً إلى أنه في غضون ذلك تم إكمال الاستعدادات لانسحاب القوات التركية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول آخر، أن القرار النهائي بشأن تشغيل المطار سيتخذ بحلول 31 أغسطس، وهو آخر موعد لمغادرة القوات الأجنبية لأفغانستان.

"خدمة مهنية"

ولبقاء المطار مفتوحاً بعد انسحاب القوات الأجنبية أهمية قصوى ليس فقط من أجل استمرار الاتصال بين أفغانستان والعالم الخارجي، ولكن أيضاً للحفاظ على تدفق الإمدادات ودوام عمليات المساعدة.

وأعلنت تركيا في وقت سابق أنها قد تتولى إدارة مطار العاصمة الأفغانية كابول، في إطار خدمة مهنية، بعد مغادرة جنودها أفغانستان، إذا أثمرت المحادثات الجارية في هذا الصدد، عن اتفاق مع حركة "طالبان"، حسبما أفادت وكالة "بلومبرغ".

وقال إبراهيم قالين الناطق باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده تتوقّ نتيجة "إيجابية" بشأن استمرار تشغيلها مطار حامد كرزاي الدولي في العاصمة الأفغانية.

وأضاف في حديث لشبكة تلفزيون "إن تي في" التركية، الأربعاء، أن المهمة التي تؤديها قوات بلاده في كابول "لا تزال مهمة، من حيث الحفاظ على العلاقات و(عملية) الاعتراف" بأيّ حكومة تقودها "طالبان".

وتابع: "إذا تم التفاهم على الشروط والتوصّل إلى اتفاق في هذا الاتجاه، فسنواصل تقديم هذه الخدمة". وأشار كالين إلى "خدمة مهنية بالكامل لتشغيل المطار".

وتعمل القوات التركية في إطار مهمة غير قتالية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان، ولا يزال لديها مئات الجنود في مطار كابول، كما شاركت، بحسب رويترز، في جهود الإجلاء خلال الأسبوعين الماضيين.