تركيا: مستعدون لإدارة مطار كابول بعد مغادرة جنودنا أفغانستان

time reading iconدقائق القراءة - 7
إجلاء أفغان في طائرة عسكرية أميركية من مطار كابول - 24 أغسطس 2021 - REUTERS
إجلاء أفغان في طائرة عسكرية أميركية من مطار كابول - 24 أغسطس 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

أعلنت تركيا أنها قد تتولى إدارة مطار العاصمة الأفغانية كابول، في إطار خدمة مهنية، بعد مغادرة جنودها أفغانستان، إذا أثمرت المحادثات الجارية في هذا الصدد، عن اتفاق مع حركة "طالبان"، حسبما أفادت وكالة "بلومبرغ".

وقال إبراهيم كالين الناطق باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده تتوقّ نتيجة "إيجابية" بشأن استمرار تشغيلها مطار حامد كرزاي الدولي في العاصمة الأفغانية.

وأضاف في حديث لشبكة تلفزيون "إن تي في" التركية الأربعاء، أن المهمة التي تؤديها قوات بلاده في كابول "لا تزال مهمة، من حيث الحفاظ على العلاقات و(عملية) الاعتراف" بأيّ حكومة تقودها "طالبان".

وتابع: "إذا تم التفاهم على الشروط والتوصّل إلى اتفاق في هذا الاتجاه، فسنواصل تقديم هذه الخدمة". وأشار كالين إلى "خدمة مهنية بالكامل لتشغيل المطار".

وتعمل القوات التركية في إطار مهمة غير قتالية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان، ولا يزال لديها مئات الجنود في مطار كابول، كما شاركت في جهود الإجلاء خلال الأسبوعين الماضيين، بحسب وكالة "رويترز".

تركيا و"طالبان"

كالين ذكر أن على الحكومة الجديدة ضمان أمن المطار وتأمين سير العمل بشكل طبيعي، من أجل نيل اعتراف دولي، معتبراً أن استمرار تركيا في تشغيل المطار يصب في مصلحة أفغانستان، والعملية الانتقالية والحكومة التي ستُشكّل لاحقاً.

وأضاف: "أعلنت طالبان أنها لا تريد بقاء أي قوة أجنبية في أفغانستان، أيّ أن ذلك التصريح ليس خاصاً بتركيا وحدها، بل يشمل أيضاً كل الدول الأخرى، ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيران وروسيا والصين".

وزاد كالين: "لذلك لم نرغب ببقاء جنودنا في ظلّ صراع من أيّ نوع، ولا يمكن لنا بأيّ حال أن نقبل بقاءهم في مواجهة أيّ تهديدات محتملة هناك، وهذا وضع لا يمكننا أن نصادق على استمراره".

وسُئل عن المدة المتوقعة لاستكمال إجلاء الجنود الأتراك، فأجاب أن الأمر متعلّق بالخطة التي أعدّتها وزارة الدفاع، مرجّحاً استكمالها خلال 24 أو 36 ساعة.

وكتب كالين على تويتر أن "تركيا ستواصل المساهمة بكل السبل، في سلام الشعب الأفغاني وازدهاره".

سحب القوات التركية

يأتي ذلك بعدما أعلنت وزارة الدفاع التركية الأربعاء، "بدء إجلاء قواتها من أفغانستان بعد اتصالات كثيرة وتقييم الوضع والظروف في الوقت الحالي".

وأضافت الوزارة أن "القوات المسلحة التركية تعود بفخر إلى أرض الوطن، بعد إنجازها المهمة التي أوكلت إلينا".

وشددت على أن "تركيا ستبقى مع الشعب الأفغاني، طالما أراد ذلك"، مشيرة إلى أن جنودها متمركزون منذ 6 سنوات في المطار  الذي يشهد فوضى.

وقال وزير الدفاع التركي، الجنرال خلوصي أكار، إن بلاده تسعى إلى استكمال إجلاء قواتها من أفغانستان في أقرب وقت.

وأضاف: "أود أن أشكر أصدقاءنا وإخواننا في باكستان وطاجيكستان، وحلفاءنا الذين نعمل معهم في المنطقة، على دعمهم لنشاطاتنا".

وذكرت وكالة "رويترز" أن بيان الوزارة يأتي بعدما طلبت "طالبان" من أنقرة مساعدة فنية لتشغيل مطار كابول، لكنها أصرّت في الوقت ذاته على انسحاب كامل للقوات التركية، لدى انقضاء مهلة محددة لمغادرة قوات التحالف الدولي من أفغانستان، في 31 أغسطس الجاري.

ونقلت الوكالة عن مسؤول تركي بارز قوله: "ضمان سلامة العمال من دون القوات المسلحة التركية، هو عمل محفوف بأخطار".

أردوغان "متفائل بحذر"

الحكومة التركية أعلنت طيلة أشهر أنها قد تُبقي قواتها في مطار كابول إذا طُلب منها ذلك، بعد سيطرة "طالبان" على أفغانستان، وناقش أردوغان ذلك الأمر مع الرئيس الأميركي جو بايدن، على هامش قمة لحلف شمال الأطلسي "ناتو" في بروكسل خلال يونيو الماضي.

وقال الرئيس التركي الأربعاء: "نستقبل الرسائل الصادرة عن قادة طالبان، بتفاؤل حذر حتى الآن... كلمات طالبان لن تحدّد شكل العملية المقبلة لنا في أفغانستان، بل النشاطات والأفعال والخطوات التي ستتخذها".

وكانت المعارضة التركية جدّدت رفضها القاطع لبقاء القوات التركية في أفغانستان، ودعت الحكومة إلى سحب الجنود الأتراك من كابول، بعد التطورات التي شهدتها أخيراً.

في المقابل أعلن الناطق باسم "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، الثلاثاء، أن الحركة "تريد علاقات جيدة مع تركيا"، مستدركاً: "لا حاجة إلى وجود قواتها في مطار كابول، سنستطيع بأنفسنا ضمان الأمن فيه".

ملف اللاجئين الأفغان

إلى ذلك، اعتبر كالين أن تركيا أدت واجبها بشأن مسألة اللاجئين، مضيفاً أنها تقوم بجهود دبلوماسية لمنع تفاقم أزمة الهجرة في أفغانستان، التي رجّح أن تمسّ دول الجوار بشكل مباشر.

وشدد على وجوب أن يؤدي المجتمع الدولي دوره في هذا الأمر، لافتاً إلى أن تركيا ليست مستعدة لتحمّل أعباء جديدة في هذا الصدد.

وأضاف: "تركيا لم تكن يوماً مستودع لاجئين لأحد، ولن تكون كذلك مستقبلاً".

وكان أردوغان قال قبل أيام إن عدد الأفغان المقيمين في تركيا الآن لا يتجاوز 300 ألف، معتبراً أن الجدار الذي يُشيّد على حدود تركيا مع إيران، سيساهم في منع الهجرة غير النظامية إلى بلاده.

ولفت إلى أن تركيا "لا يمكنها تحمّل مسؤولية دول أخرى"، بالنسبة إلى الأفغان الذين عمِلوا في مؤسسات غربية وينتظرون إجلاءهم من كابول.

اقرأ أيضاً: