طالبان تحذر تركيا من "عواقب وخيمة" لقرارها بتأمين مطار كابول

time reading iconدقائق القراءة - 5
مطار حامد كرزاي الدولي في العاصمة الأفغانية كابول - REUTERS
مطار حامد كرزاي الدولي في العاصمة الأفغانية كابول - REUTERS
دبي-الشرق

قالت وكالة "بلومبرغ" الأميركية، إن حركة "طالبان"، حذرت تركيا من "عواقب وخيمة" تترتب على قرارها الاضطلاع بالدور الأمني في مطار كابول، بعد الانسحاب الكامل للقوات الأميركية خلال أقل من شهرين.

ونقلت "بلومبرغ" عن المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، قوله في بيان الثلاثاء، إن هذه الخطوة "غير حكيمة، وتنتهك سيادتنا ووحدة أراضينا وتتعارض مع مصالحنا الوطنية"، فيما حضّ أنقرة على التراجع عن القرار.

وأشارت الوكالة إلى أن دور تركيا لم يُوضع بعد في صيغته النهائية، فلم تسفر المحادثات بين أنقرة وواشنطن حتى الآن عن خارطة طريق مفصلة، يصر المسؤولون الأتراك على أنها لا بد أن تتضمن الدعم الجوي الأميركي في حال هجوم طالبان على المطار. 

وتوقعت الوكالة أن إقامة حلقة حماية حول المطار، يفرض أيضاً تحديات إضافية، مثل توفير الأمن للسفارات والمستشفيات.

وكان محمد أميري المتحدث باسم الرئيس الأفغاني أشرف غني، قال عبر رسالة في 10 يوليو الجاري، إن أمن جميع مطارات البلاد هو "مسؤولية تقع حصراً على عاتق أفغانستان، لكن أي مساعدة تقدمها الدول الصديقة مهمة".

تقدم طالبان

يأتي هذا بعد يومين من تأكيد الحكومة الأفغانية، أنها شغلت أول منظومة دفاع جوي منذ عقود في مطار حامد كرزاي الدولي، الأكبر في البلاد، في ظل تقدم حركة طالبان في جميع أنحاء البلاد. 

ونقلت "بلومرغ" عن فؤاد أمان، نائب المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية، قوله إن منظومة الدفاع الجوي "ستصد الهجمات بالصواريخ والقذائف على كابول". 

وأشار أمان إلى أن هناك خطة جارية لنشر وتركيب منظومات دفاع مماثلة في محافظات أخرى، دون تقديم تفاصيل عن نوع السلاح أو الدولة التي قدمته.

"عام الجهاد"

من جهته اعتبر النائب الجمهوري البارز مايكل ماكول، أن قرار الرئيس جو بايدن بالانسحاب من أفغانستان سيكون بداية لما وصفه بـ"عام الجهاد".

وقال عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب في مقال نشرته شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، "هذا الشهر، أخلى الجيش الأميركي رسمياً قاعدة باغرام الجوية، وهي إحدى أصولنا الأكثر استراتيجية لمكافحة الإرهاب في المنطقة وأحد حواجزنا الأمنية الرئيسية ضد تهديدات الصين وروسيا وإيران".

وأضاف: "ووفقا لآخر تقييم من وزارة الدفاع (بنتاغون)، فإن التراجع -أو انسحاب القوات الأميركية- قد اكتمل الآن بنسبة تزيد عن 90٪. في الواقع، أعلن الرئيس جو بايدن نفسه أنه سيكتمل بحلول نهاية أغسطس".

وحذر ماكول من "تدهور الوضع الأمني في البلاد بسرعة، إذ أشارت تقارير إلى أن البعض في دوائر الاستخبارات، يقدر أن طالبان يمكن أن تسيطر في أقل من 6 أشهر بعد رحيلنا".

وتابع: "عندما التقيت بالوفد الأفغاني الشهر الماضي، أخبرني أحد المسؤولين أنهم يتوقعون أن يكون هذا (عام الجهاد). يبدو أن الحقائق على الأرض تدعم ذلك. طالبان سيطرت على 150 منطقة منذ إعلان الرئيس في مايو. وهم يكسبون الأرض كل يوم". 

اتفاق لإنهاء النزاع

كان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن دعا الجمعة، إلى تكثيف الضغط الدولي لإبرام "اتفاق سياسي ينهي النزاع" في أفغانستان، وذلك بعد تحذيرات أطلقها الأسبوع الماضي، من أن البلاد ربما تكون في طريقها للانزلاق إلى أتون حرب أهلية.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، دافع بقوة عن قراره بشأن سحب القوات الأميركية، وقال خلال تصريحات في البيت الأبيض الخميس، إن على الشعب الأفغاني اتخاذ القرار بشأن مستقبله، بدلاً من التضحية بجيل آخر من الأميركيين، في حرب لا يمكن الانتصار فيها، مشيراً إلى أن الجيش الأفغاني لديه القدرة على التصدي لطالبان.

ويتقدم الانسحاب الأميركي من أفغانستان بوتيرة متسارعة منذ الإعلان عنه في أبريل، إذ كان لدى الولايات المتحدة بين 2500 و3500 جندي في أفغانستان عند إعلان بايدن قرار الانسحاب، إلا أن أكثر من 90% من العناصر والمعدات الأميركية غادرت مطلع يوليو الجاري.

وبعد الانتهاء الرسمي للمهمة العسكرية في 31 أغسطس المقبل، ستحتفظ الولايات المتحدة بنحو 650 جندياً في كابول لأمن السفارة، وعدة مئات آخرين للمساعدة في تأمين مطار حامد كرزاي الدولي.

اقرأ أيضاً: