أردوغان: تركيا لا تستطيع تحمل "هجرة إضافية" من أفغانستان

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يلتقي بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على هامش قمة الناتو، بروكسل، 14 يونيو 2021 - via REUTERS
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يلتقي بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على هامش قمة الناتو، بروكسل، 14 يونيو 2021 - via REUTERS
دبي- أ ف ب

أكّد الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، أنّ بلاده لا تستطيع تحمّل "عبء هجرة إضافيّة" من أفغانستان عقب استيلاء حركة طالبان على السلطة.

وانتقد أردوغان خلال اتّصال هاتفي مع المستشارة الألمانيّة أنجيلا ميركل، السبت "الموقف المتردّد للاتّحاد الأوروبّي في شأن تلبية تطلّعات تركيا المشروعة بتحديث اتّفاق الهجرة المبرم في 2016"، واعتبر أن ذلك "يؤثّر سلباً على إمكان التعاون في مجال الهجرة".

وأضاف أن "موجة هجرة جديدة هو (أمر) لا مفرّ منه إذا لم تُتّخذ الإجراءات اللازمة في أفغانستان وإيران"، مشدّدًا على أنّ "تركيا التي تستقبل أصلًا خمسة ملايين لاجئ، لا يُمكنها تحمّل عبء هجرة إضافيّة".

وأبدى الرئيس التركي ضيقه من "تردّد" الاتّحاد الأوروبي فيما يتعلّق بطلب تركيا مراجعة اتّفاق موقّع في العام 2016 بين أنقرة وبروكسل لوقف تدفّق المهاجرين.

ويُمكن بموجب هذا الاتّفاق، إعادة المهاجرين "غير الشرعيّين" الذين يصلون الاتّحاد الأوروبي، إلى تركيا، في مقابل تقديم مساعدات ماليّة لأنقرة من أجل استقبالهم.

واتّهمت أنقرة مراراً عواصم الاتّحاد الأوروبي بعدم الوفاء بالتزاماتها في الاتّفاق، خصوصاً ما يتعلّق بتسريع عمليّة انضمام تركيا إلى الاتّحاد. 

واعتبر أنّه في حال لم يتمّ تنفيذ اتّفاق 18 مارس بكامله، فإنّه "ليس من الواقعيّ" أن ينتظر الاتّحاد الأوروبي المزيد من جانب تركيا. 

وراتفعت دعوات المعارضة التركية وخاصة حزب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة)، بترحيل اللاجئين إلى بلادهم، بالتزامن مع موجة الهجرة المرتقبة من اللاجئين الأفغان إلى تركيا بعد انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان.

ووفق البيانات الرسمية لوزارة الداخلية التركية، تم منع 505 آلاف و375 أجنبياً من دخول تركيا بشكل غير قانوني على الحدود الشرقية والجنوبية للبلاد، في عام 2020، فيما بلغ هذا الرقم حوالي 253 ألفاً و300 شخص عام 2021.

من جهتها، شدّدت ميركل على أنّ إجلاء الأشخاص الذين يحتاجون إلى الحماية، من أفغانستان، هو "أولويّة قصوى". 

وقالت متحدّثة باسم المستشارة الألمانيّة، إنّ ميركل وأردوغان اتّفقا على "التعاون الوثيق لدعم عمل المنظّمات الدوليّة، ولا سيّما وكالات مساعدة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، في أفغانستان والدول المجاورة".

تركيا خياراً مطروحاً

وأعلن وزير الهجرة اليوناني نوتيس ميتاراشي، الأربعاء، أن بلاده تعتبر إعادة لاجئين أفغان، رفضت طلبات لجوئهم، إلى تركيا "خياراً مطروحاً"، في الوقت الذي تمنع فيه الفوضى التي تشهدها أفغانستان ترحيلهم إلى بلادهم. وقال الوزير إنه "لا يمكن لأي دولة أن تُقدم على عمليات ترحيل إلى أفغانستان".

وأضاف: "ليست لدينا صورة واضحة عن الوضع الذي سيسود في أفغانستان خلال الأشهر المقبلة"، مؤكداً أنه لا يزال "من المبكر جداً" معرفة ما إذا كانت اليونان ستواجه موجة هجرة جديدة. وتابع: "نعتبر تركيا دولة آمنة للمواطنين الأفغان".

جدار على الحدود

وصرح الرئيس التركي، الأربعاء، أن بلاده ستعمل من أجل بناء جدار على كامل حدودها مع إيران، مؤكداً أن حكومته تبذل جهوداً كبيرة في مكافحة الهجرة غير النظامية، وتنفذ إجراءات مختلفة للسيطرة على أمن الحدود التركية

وأوضح أدروغان أنه "تم بناء جدار حماية على طول 156 كيلومتراً من الحدود التركية الإيرانية، وجاري العمل حالياً على بناء 85 كيلومتراً، وتمت إضاءة 109 كيلومتراً مما تم تشييده، فضلاً عن تزويد 79 كيلومتراً منها بأنظمة الكاميرات وأجهزة الاستشعار".

صدام تركي أميركي

وانتقدت الحكومة التركية برنامج الهجرة الأميركي، لإعادة توطين المتعاونين الأفغان الذين يواجهون تهديدات من قبل حركة "طالبان"، بسبب عملهم مع القوات الأميركية والأجنبية، قائلة إن هذه الخطوة ستسبب "أزمة هجرة كبيرة" في المنطقة.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الاثنين، برنامجاً جديداً، يتيح لآلاف الأفغان فرصة إعادة توطينهم كلاجئين في الولايات المتحدة. وسيتعين على المهاجرين الأفغان في البرنامج، أن يشقوا طريقهم بأنفسهم إلى بلد ثالث، حيث ينتظرون بين 12 إلى 14 شهراً، حتى تتم معالجة طلباتهم.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، إن واشنطن تجري مناقشات مع الدول المجاورة لأفغانستان بشأن حركة هجرة محتملة، مضيفاً أنه من المهم أن تظل حدود باكستان مع أفغانستان مفتوحة، بينما قد يسافر آخرون إلى تركيا عبر إيران.

خلاف وسط الاتحاد الأوروبي

ودعت مفوضة الشؤون الداخلية في الاتحاد الأوروبي إيلفا جوهانسون، الأربعاء، إلى استقبال الأفغان المعرّضين لـ"تهديد وشيك"، خصوصاً النساء. وحضّت الدول الأعضاء على "تسريع" عملياتها لاستضافة لاجئين على أراضيها.

وإذا كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عبّرت الثلاثاء عن انفتاحها على استقبال "منظم" للاجئين الأفغان "المعرضين للخطر" الذين يفرون من نظام طالبان، فإن الموضوع يثير خلافاً بين أعضاء الاتحاد.

في فرنسا، دعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى "استباق" وصول مواطنين أفغان واتخاذ تدابير "للحماية من تدفقات الهجرة غير الشرعية".

أما النمسا فدعت الاتحاد الأوروبي الأربعاء، إلى إقامة "مراكز احتجاز" في الدول المجاورة لأفغانستان لاحتجاز الأفغان المطرودين من أوروبا، فيما أثينا تريد من جانبها إعادتهم إلى تركيا.

اقرأ أيضاً: