إدارة بايدن توسع قائمة توطين المتعاونين الأفغان في الولايات المتحدة

time reading iconدقائق القراءة - 5
مترجمون أفغان عملوا مع القوات الأميركية سابقاً يتظاهرون أمام السفارة الأميركية في كابول- 25 يونيو 2021 - REUTERS
مترجمون أفغان عملوا مع القوات الأميركية سابقاً يتظاهرون أمام السفارة الأميركية في كابول- 25 يونيو 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الاثنين، عن تصنيف "الأولوية 2" من برنامج قبول اللاجئين الأفغان، والذي من شأنه أن يوسع نطاق مجموعة المتعاونين المؤهلين للانتقال إلى الولايات المتحدة بما يتجاوز أولئك المتقدمين للحصول على تأشيرات الهجرة الخاصة.

وقالت مجلة "بوليتيكو"، إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعمل على توسيع الفرصة أمام المتعاونين الأفغان لإعادة توطينهم بشكل دائم في الولايات المتحدة، وذلك في ظل تصاعد العنف من قبل حركة طالبان.

وتأتي جهود وزارة الخارجية الأميركية بعد أن بدأت الجولة الأولى من المترجمين الأفغان وعائلاتهم بالوصول إلى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، حيث توجهت تلك الدفعة التي ضمت أكثر من 200 شخص، الجمعة، إلى قاعدة "فورت لي" التابعة للجيش الأميركي في فيرجينيا.

وضمت المجموعة مترجمين أفغان متعاقدين مع الولايات المتحدة، كانوا قد تقدموا سابقاً لهم ولعائلاتهم، إلى برنامج تأشيرة الهجرة الخاص بوزارة الخارجية.

"الأولوية-2" لإجلاء الأفغان

تهدف خطوة الإجلاء، وفقاً للمجلة، إلى ضمان سلامة "الآلاف من الأفغان وأفراد أسرهم المباشرين الذين قد يكونون في خطر بسبب علاقتهم بالولايات المتحدة، ولكنهم غير مؤهلين للحصول على تأشيرة هجرة خاصة (SIV) لأنهم لم يكن لديهم عمل مؤهل، أو بسبب عدم استيفائهم شرط الوقت في الخدمة ليصبحوا مؤهلين "، وفقاً للخارجية الأميركية.

وبموجب تحديد "الأولوية 2"، تشمل قائمة الأفغان المؤهلين للإجلاء من قبل الولايات المتحدة، أولئك "الذين لا يستوفون الحد الأدنى من الوقت في الخدمة بالنسبة إلى (SIV)، لكنهم يعملون كموظفين متعاقدين أو موظفين محليين أو مترجمين فوريين أو مترجمين تحريريين لقوات الولايات المتحدة و(الناتو) في أفغانستان أو حكومة الولايات المتحدة".

كما يشمل الإجراء أيضاً الأفغان "الذين يعملون أو عملوا في برنامج أو مشروع تموله الحكومة الأميركية في أفغانستان، من خلال منحة حكومية أو اتفاقية تعاونية، وكذلك الذين يعملون في أفغانستان لصالح مؤسسة إعلامية مقرها الولايات المتحدة، أو منظمة غير حكومية".

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان إن قرار إنشاء "الأولوية 2"  يأتي في ضوء زيادة مستويات عنف طالبان، حيث يواصل مقاتلو الحركة إحراز تقدم سريع في جميع أنحاء أفغانستان بالتزامن مع الانسحاب الكامل للقوات الأميركية والأجنبية الذي بات وشيكاً.

وبحسب "بوليتيكو" ، صعّدت طالبان مؤخراً هجماتها على المناطق الحضرية في أفغانستان، حيث أطلقت صواريخ على مطارات في قندهار وهرات السبت. وباتت تسيطر على 219 مقاطعة من بين 407 مقاطعات في البلاد، وتواصل عملياتها للسيطرة على 110 مقاطعات أخرى، وفقاً لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات.

وأضافت المجلة، أن وزارة الخارجية الأميركية تدرس بالفعل نقل مجموعة ثانية من المترجمين الأفغان خلال أغسطس إلى دول خارج الولايات المتحدة، وذلك بموجب برنامج تأشيرات الهجرة الخاصة، وأشارت إلى أن المجموعة التالية تضم ما يقارب الـ 4 آلاف من المتقدمين على تأشيرة الهجرة الخاصة وأفراد أسرهم، حيث يمكن أن يصل عدد الذين سيتم نقلهم إلى الولايات المتحدة 20 ألف شخص.

واشنطن تسابق الزمن لإجلاء المتعاونين

الأفغان الذين عملوا لمصلحة منظمات غير حكومية أو وسائل إعلام أميركية، فلن يكونوا بدورهم في مأمن، ما لم يحصلوا على هذه التأشيرات.

وتجد حكومة بايدن نفسها عرضة لضغوط، من الجمهوريين كما من الديمقراطيين من أعضاء الكونغرس، لفعل المزيد، ومسابقة الوقت لإجلاء المتعاونين الأفغان، ومن هنا انبثقت فكرة جعلهم يستفيدون من أحد برامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة.

إلا أن هذه العملية معقدة وطويلة، إذ يتوجّب على الطامحين بالحصول على وضعيّة اللاجئ الحصول على توصية من مشغّلهم الحالي أو السابق.

وبخلاف طالبي التأشيرات الخاصة، ليست لدى واشنطن أي خطط لإجلاء هؤلاء اللاجئين المستقبليين الذين يتعيّن عليهم مغادرة أفغانستان بمفردهم. ومتى وصلوا إلى بلد ثالث، تنطلق عملية دراسة ملفاتهم، في مسار يستغرق من 12 إلى 14 شهراً.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحافي الاثنين: "لدينا مسؤولية تجاههم. لقد وقفوا بجانبنا وسنقف بجانبهم"، معترفاً بأنّ "الخوف من الاضطهاد والانتقام" سيزداد مع رحيل الجنود الدوليين. وأكد أنه "أمر صعب جداً".

وهناك ملايين الأفغان الآخرين الذين قد يكونون عرضة للخطر إذا وصلت طالبان إلى السلطة، لكنهم لن يتأثروا بالقرارات التي أعلنتها واشنطن. وقال بلينكن "النساء والفتيات" اللاتي "يشعرن بالتهديد وبالخوف على مستقبلهن".

لكن عندما سئل عن مصير هؤلاء، لم يستطع إلا تشجيعهم على الذهاب إلى المنفى ثم طلب لجوء إلى الولايات المتحدة بالطريقة التقليدية غير المضمونة.

اقرأ أيضاً: