Open toolbar

مهاجرون بالقرب من جسر باسو ديل نورت لتقديم طلب اللجوء في الولايات المتحدة- المكسيك في 3 فبراير 2023. - REUTERS

شارك القصة
Resize text
دبي-

تبحث إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن استئناف سياسة احتجاز الأسر التي عبرت الحدود إلى الولايات المتحدة بطرق غير قانونية، ما قد يضيف إلى حزمة القيود الحدودية الجديدة التي يضغط الجمهوريون لتطبيقها.  

وقال ناطق باسم وزارة الأمن الداخلي لموقع "أكسيوس" إنه "لم يتم بعد اتخاذ قرارات، حيث نستعد لوقف العمل بالفصل 42 من نظام الصحة العامة"، مضيفاً أن الإدارة ستواصل "منح الأولوية للتعامل الآمن والمنظم والإنساني مع المهاجرين".  

ويسمح "الفصل 42" بترحيل فوري للمهاجرين الذي لا يحملون تأشيرات دخول بمن فيهم طالبي اللجوء المحتملين بسبب المخاطر الصحية، وطبق الفصل وقت وباء كورونا، وينتظر أن يتم رفعه في 11 مايو، مع رفع حالة طوارئ الصحة العامة في الولايات المتحدة.

وقالت مصادر مطلعة على المحادثات لـ"أكسيوس" إن "المناقشات جارية لبحث إمكانية استئناف سياسة احتجاز الأسر، بعد أن أوقفها بايدن عام 2021، في اجتماعات رفيعة المستوى".

وأضاف الموقع أن المسؤولين يبحثون أيضاً "سبل ترحيل غير المكسيكيين إلى المكسيك، كوسيلة للاستمرار في تطبيق البرامج الجديدة، حتى بعد الانتهاء من العمل بسياسات جائحة فيروس كورونا".  

وأفاد أحد المصدر المطلعة بأن المسؤولين يبحثون "حزمة من الأفكار ولن يفكروا في احتجاز الأسر لفترات طويلة، في مقابل إدارة ترمب التي حاولت إقرار السماح باحتجاز الأسر المهاجرة إلى أجل غير مسمى".  

وأثارت الأنباء التي تفيد بأن الرئيس بايدن قد يُفعّل هذه السياسة المثيرة للجدل مرة أخرى عاصفة من الإدانات في أوساط الديمقراطيين ونشطاء قضايا الهجرة، حيث وصفها كثيرون بأنها "غير إنسانية وإرث قبيح" من عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.   

وتنبع هذه التغييرات الشاملة مع قرب الانتهاء من العمل بـ"الفصل 42"، وهي السياسة التي طبقتها الولايات المتحدة لمدة 3 سنوات بسبب فيرس كورونا، لطرد المهاجرين وطالبي اللجوء على وجه السرعة من الحدود لأكثر من 2.6 مليون مرة (يستعمل اللفظ مرة وليس شخص نظراً لطرد مهاجرين مرات متعددة).

مخاوف من هجرة جديدة

موقع "أكسيوس" أشار إلى أن تشديد بايدن على قضايا الهجرة، يعكس المخاوف العميقة من حدوث موجة هجرة أخرى لدى انتهاء العمل بالسياسات الوبائية في مايو المقبل، وحساسيته تجاه التعرض لهجوم سياسي قبل انتخابات 2024.  

وأعلن بايدن في يناير الماضي تطبيق سياسات حدودية جديدة "بنظام العصا والجزرة" في محاولة لوقف تصاعد مد عمليات عبور الحدود غير القانونية إلى الولايات المتحدة، كما زار الحدود لأول مرة بعد ضغوط مكثفة من قبل الجمهوريين.

والشهر الماضي، كشفت وزارتا الأمن الداخلي، والعدل، عن مقترح جديد من شأنه أن يقيد بقوة الوصول إلى اللجوء بطرق "تعكس سياسة مثيرة للجدل من عهد إدارة ترمب". 

وتم دمج هذه السياسات مع خيارات قانونية جديدة للمهاجرين الطامحين إلى القدوم إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك من خلال "الإفراج المشروط لأسباب إنسانية" والذي يمنح الصفة القانونية وترخيص العمل لمدة تصل إلى عامين.  

وبالفعل تم قبول 36 ألف و500 شخص من فنزويلا، ونيكاراجوا، وكوبا، وهايتي في الولايات المتحدة من خلال إجراءات الإفراج المشروط.  

وفي هذا الصدد، قال جيسون هاوسر، كبير الموظفين في إدارة الجمارك والهجرة الأميركية، والذي ترك منصبه مؤخراً، لـ "أكسيوس" إن "هناك قلق متزايد بشأن انتهاء العمل بالفصل 42".

وأضاف هاوسر، الذي أعرب عن دعمه للطريقة التي أدار بها وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس عمله، أن "قرار إنهاء العمل باحتجاز الأسر في 2021 جاء بناء على قناعة وقيم راسخة".  

ووصف الهجرة بأنها "القضية المحرمة والقذرة التي لا يريد أحد الاضطلاع بها لأنك حينها ستخضع للمساءلة".  

"قضية معقدة"

وأثارت الفكرة بالفعل المخاوف في أوساط المشرعين الديمقراطيين والمنظمات الإنسانية وبعض مسؤولي الهجرة الأميركيين المتشككين في فعالية السياسات التي تهدف إلى معاقبة وردع عمليات عبور الحدود غير القانونية، وفي خضم هذا التحول، يستعد العديد من كبار مسؤولي سياسة الهجرة لمغادرة مناصبهم، وفقاً لمجلة "بوليتيكو".  

ووصف "أكسيوس" قضية احتجاز الأسر المهاجرة بأنها "لطالما كانت معقدة وشائكة، خاصة في أعقاب الأحكام القضائية التي صدرت في عهد إدارة الرئيس باراك أوباما وقضت بإطلاق سراح الأسر المحتجزة في غضون 21 يوماً".

وقال مسؤول في البيت الأبيض في بيان إن "توسيع نطاق سبل الهجرة القانونية، وزيادة أمن الحدود، والحد من الهجرة غير القانونية كانت جميعها مبادئ أساسية في مقاربة الرئيس بايدن بشأن الهجرة منذ اليوم الأول". 

وأضاف أن الإدارة التزمت بهذه المبادئ "حتى في وقت كنا نصيغ فيه استجابتنا لتغير أنماط الهجرة والأحكام القضائية الجديدة وفشل الكونجرس المستمر في التشريع". 

ووفقاً لـ"أكسيوس"، فإن العودة إلى احتجاز الأسر "ستكون صعبة لوجيستياً، إذ يتم حالياً استخدام المنشآت القديمة الخاصة بالأسر لإيواء البالغين غير المتزوجين".  

اقرأ أيضاً:

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.