مصر.. 150 عملاً يتسابقون على 3 مراكز بمعرض "الفن بنكهة فرعونية"

time reading iconدقائق القراءة - 7
جانب من معرض الفن بنكهة فرعونية  - الشرق
جانب من معرض الفن بنكهة فرعونية - الشرق
القاهرة-الشرق

شهد "شارع الأحرار" بحي المهندسين في العاصمة المصرية، القاهرة، حركة وزحاماً استثنائياً، لاسيما حول قاعتي "أتيليه العرب للثقافة والفنون" (جاليري ضيّ)، بالتزامن مع افتتاح معرض "الفن بنكهة فرعونية"، الذي انطلق في 21 مايو ويمتد لأسبوعين، ويضم 150 عملاً لعدد من الفنانين المصريين والعرب، مستوحاة من الحضارة الفرعونية.

 وتعد الأعمال المشاركة نتاج عمليات فرز استمرت لأشهر، تقلصت من 700 عمل إلى 150 عمل يتسابقون على 3 مراكز في كُل فئة من الرسم والتصوير والجرافيك والنحت والخزف، في المسابقة المقامة بالتعاون بين "أتيليه ضيّ"، و"مؤسسة الزاهدية الثقافية السعودية".

وحضرت رموز الحضارة الفرعونية في خلفية غالبية الأعمال، التي استلهمت بعض العناصر منها.

 مبادرة سعودية

وتعود قصة المعرض والمسابقة إلى عام 2020، حينما شاهد رجل الأعمال السعودي طلال زاهد برنامجاً تلفزيونياً عن افتتاح المتحف المصري الكبير ومتحف الحضارات، فدعا هشام قنديل، مؤسس "جاليري ضيّ" إلى إقامة مسابقة عنوانها "الحضارة الفرعونية".

وكان زاهد أعلن عبر "فيسبوك" في أغسطس من العام ذاته، أن الأعمال الفائزة سيجري إهدائها إلى المتحف المصري الكبير، فيما شدد على ضرورة أن تكون الأعمال جديدة، مستوحاة من "التراث الفرعوني الفذ"، على حد تعبيره.

وداع فنان

وقبل المعرض بعدة أيام، فقدت أسرة الأتيليه أحد أعضاء لجنة التحكيم، وهو الفنان التشكيلي أحمد نبيل سليمان.

وقال هشام قنديل إبان الافتتاح: "كان من المقرر أن يشارك الفنان التشكيلي الراحل في تلك المراسم، غير أن القدر لم يمهله، فيما سيواصل صديقاه التشكيليان المخضرمان حسن عبد الفتاح، ومصطفى الفقي، مسيرة الإعداد للمعرض وتحكيمه، وافتتاحه أخيراً، التي بدآها بصحبة الفنان الراحل".

ووفقا ًلقنديل، سيكون هناك رُكن خاص بالمعرض خصص لاستعراض باقة من أعمال الفنان الراحل، وقد عمل على تنسيقه طارق الكومي، مدير "متحف محمود مختار". ومن ناحية أخرى، أكد أن الأعمال الفائزة في كافة الفئات قد وقع الاختيار عليها بالفعل، قبل انطلاق المعرض، غير أن النتيجة لن تُعلن قبل أسبوعين.

حفائر قديمة

ومن وحي اللوحة التراثية "أوز ميدوم" التي عُثر عليها من قبل في إحدى المقابر المكتشفة بالصعيد (مقبرة نفر ماعت ببني سويف)، أنتج الفنان يسري المملوك عمله الفني.

وقال المملوك في تصريح لـ"الشرق" إنه استنسخ لوحة "أوز ميدوم" الشهيرة بـ"موناليزا الفن المصري"، في الطبقة الأولى من عمله الفني، فيما جعلها في الخلفية، وحرص على إبراز البُعد الزمني عبر ثلاث طبقات وألوان متباينة، حضرت فيه الرموز الفرعونية، كزهرة اللوتس.

أما الفنان صالح العنبري، فيعتبر عمله الذي يشتمل على تجهيز في الفراغ، ونحت، ينتمي إلى فئة "التصوير المعاصر"، مبتعداً به عن التعريف الكلاسيكي للتصوير.

وأطلق العنبري على عمله اسم "حفائر قديمة"، واستخدم فيه أكثر من وسيط، ووظف الكتان المصري، والخشب وحجارة الجبل، للتعبير عن قدسية الموت، لاسيما إله الفراعنة حورس "إله المقبرة"، الذي جسد هاجس خوف قدماء المصريين من لصوص المقابر مبكراً.

وعبر تماثيل لعدد من المومياوات تطوقها لفائف الكتان، أبرز العنبري الحالة السابقة، فيما جسد أيضاً كنوز المقابر الأثرية، واستخدم لتجسيدها اللون الذهبي، والذي يرمز في الفهم الفرعوني للون المقدس، واللون الأصلي غير المصنوع، وفق العنبري.

المرأة في الحضارة الفرعونية

وفي عملها "اليوم السابع"، حرصت الفنانة هند فايز، على إبراز مكانة المرأة في الحضارة الفرعونية، وموقعها كملكة في المجتمع، وصّورتها "أكبر من كل الفئات"، على حد تعبيرها.

وزاوجت هند في عملها الذي تشابه شخوصه شخوص رسام الكاريكاتير حجازي، بين حالة الحُكم، وحالة الأمومة، فعبر مصفوفات مجاورة صوّرت خادمات الملكة، أو الأم، في ما تعتبره "عودة للثقافة الشعبية بمعاملة الأم كملكة، والحرص على تخفيف أعبائها لاسيما في فترة الحمل".

أما الفنانة شروق طارق خليل، فعبرت عن ولعها بالآلهة نوت من خلال عملها "إجلال الآلهة نوت"، الذي ظهر بالأبيض والأسود.

وقالت في تصريح لـ"الشرق" إن فكرة العمل أتتها عندما كانت تتابع موكب المومياوات، أنشودة المهابة بالتحديد، إذ تعتبر "الإلهة نوت" إلهة السماء من "إليها تشرق الشمس"، على حد تعبيرها.

وتبرز الفنانة تقدم الحضارة الفرعونية في مضمار الفلك، وإعجاز اكتشاف درب التبانة مبكراً ورسمه على الجدران، وقد وظفت في عملها عدداً من الرموز الفرعونية، كأقراط وشعر راقصات فرعون، ونجوم الإلهة نوت.

حضور عربي

وإلى جانب المساهمات المصرية، ضمت الأعمال المعروضة مساهمات من فنانين عرب من اليمن والجزائر والعراق والسعودية، استلهموا أعمالهم من التراث الفرعوني.

واستخدم الفنان السعودي الشاب أنس بن حسن، أحد المساهمين في المسابقة في عمله الخزفي عن الحضارة الفرعونية، المصنوع من الفخار والمطلي بالجليز، عدداً من الرموز الفرعونية في عمله، كالجعران ونقوشات الجدران، فيما حرص على إبراز معنى التراكم وعمق الحضارة الفرعونية التي تفصح عن الجديد كل يوم، ولم تكتشف بالكامل بعد بحسب أنس.

وأكد أنه قام بتنفيذ العمل في القاهرة، نظراً لصعوبة شحنه واحتمالية تأثره بالطيران. ويعتبر طالب الفنون الجميلة، أن مشاركة عمله إلى جوار فنانين كبار أمثال التشكيلي عز الدين نجيب، يُعد شرفاً لأي فنان.

خارج التحكيم

كما يستضيف المعرض أعمال عدد من الفنانين المخضرمين خارج نظام التحكيم، والمرتبطة جميعها بالحالة الفرعونية، منهم أحمد الجنايني وشمس القرنفلي، وحسن عبدالفتاح، وسامي البلشي، وعز الدين نجيب، والسيد عبده سليم.

وأشاد الفنان عبده سليم في حديثه لـ"الشرق" بتخصيص معرض كامل للأعمال المستوحاة من الحضارة الفرعونية، مؤكداً أن عودة الفنانين المصريين لاستلهام الرموز الفرعونية يمثل عودة للجذور والطبيعة الخاصة جدًا للفن المصري.

ويشارك الفنان سليم بعمل نحتي بعنوان "أمومة" مصنوع من البرونز الخالص، والذي يكاد يتشابه مع تمثال ولادة إيزيس.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات