"ضيف الشرف".. حضور تونسي بارز في معرض الرياض للكتاب

time reading iconدقائق القراءة - 4
أعلام تونس في معرض الرياض الدولي للكتاب 2022. - Micheal Alnofal
أعلام تونس في معرض الرياض الدولي للكتاب 2022. - Micheal Alnofal
الرياض-ثناء عطوي

يشهد معرض الرياض للكتاب حضوراً مميزاً لضيف الشرف تونس، ما يمنح المعرض هذا العام، بعداً ثقافياً مُطعّماً بنكهة المغرب العربي، وأصوات المثقّفين والمؤلّفين والناشرين والفنّانين التونسيين، ممثّلين بمؤسساتهم المتنوّعة.

"فصول الثقافة" هو عنوان المعرض الرسمي، لكن كلمة "برشا" من مفردات العامية التونسية تكاد تكون شعار المعرض الرمزي، فالكلمة التي وصلت إلى مسامع الجمهور بداية من خلال الأغنيات التونسية، تمدّدت نحو معرض الرياض لتصبح بمثابة الكلمة المفتاحية، إلى جانب التصاميم والحلوى التونسية التي أضفت سحراً خاصاً على الأجواء.

"الشرق" واكبت افتتاح المعرض الخميس، وسط مشاركةٍ كثيفة من قِبل المثقّفين والإعلاميين والمواطنين السعوديين والعرب، والتقت على هامش الفعاليات المتنوّعة مثقفين تونسيين وسعوديين.

مأزق ثقافي

المفكّر والناقد السعودي عبد الله الغذامي تحدّث لـ"الشرق"، عن أهمّية الشراكة السعودية التونسية، قائلاً: "تأتي أهمّيتها في الوقت الذي تحاول فيه تونس أن تخرج من (العشرية السوداء) بحسب المصطلح التونسي، فنحن كلّنا مع تونس لأن هذا مأزق حضاري وثقافي خطير جداً".

وأضاف الغذامي: "الوطن يحاول أن يتحرّر ويعود إلى الوطن نفسه، لأن تونس سُرقت والثورة سُرقت ونضال الشباب أيضاً، وأعيد تشكيل الإنسان التونسي وثقافته بهدف إرغامه على منهجية ليست له ولا يريدها، لكن الشعب التونسي يقول لا لهذه المنهجية".

واعتبر أن استضافة تونس "ترتبط بهذه الرمزية، وتعني أننا يجب أن ندعم تونس ثقافياً ومعنوياً".

تونس مؤثّر كبير

الباحث والأكاديمي السعودي الدكتور عبد المحسن القحطاني أكّد لـ"الشرق"، أن تونس "هي مؤثّر كبير في الثقافة العربية، وبين المملكة وتونس نَسَب ووشيجة تواصل"، مشدّداً على أن "الفكر دائماً مشترك ولا يؤمن بالحدود، ونحن لا نؤمن بالحدود لأن دولنا أعطتنا الفرصة لنندمج ونتلاقى".

 ورأى أن هذه "المبادرات المتمثّلة في استضافة الدول لبعضها، تشكّل محاولةً لإعادة الارتباط العضوي بين دولنا العربية، وتُعبّر عن التمازج الثقافي فيما بينها"، مشدّداً على الإضافة الحقيقية التي تمثّلها تونس في أيّ مجال ثقافي ومعرفي مشترك".

 تمثيل واسع

الأشكال الثقافية التونسية تجسّدت في المعرض، فضلاً عن التمثيل الواسع للمؤسسات الثقافية الرسمية في تونس، وعلى رأسها وزارة الثقافة وكل ما ينضوي تحتها من قطاعات معنيّة بالنشر والكتاب والفنون. 

 في هذا الإطار تؤكّد مديرة الآداب بوزارة الشؤون الثقافية التونسية راضية العرقي لـ "الشرق"، أن التعاون على هذا المستوى بين المملكة وتونس "يأتي ليؤكّد على الشراكة الدائمة والعريقة بين البلدين، ويسهم في إبراز وجه تونس الثقافي من خلال عرض منتجات 16 ناشراً تونسياً، ومشاركة وزارة الثقافة، وتمثيلية مؤسسات عدّة مثل المعهد الوطني للتراث، معهد تونس للترجمة، دارالكتب الوطنية، مركز الموسيقى العربية، جمعية الناشرين التونسيين ومركز السينما، وغيرهم".    

الثقافة الجديدة

الباحثة التونسية الدكتورة زهيدة جويرو ركّزت على "المرحلة الزمنية المختلفة التي تشارك فيها تونس مع المملكة في حدثٍ ثقافي من هذا النوع، وهي مرحلة الثقافة الجديدة التي تؤسّس لها المملكة". 

ولفتت إلى أن الثقافة في البلدين "تأخذ منحى تطوّرياً باتجاه أفقٍ عربي منفتح على المعارف والعلوم، وعلى إزالة العوائق التي تحول دون تكاملنا كعرب على أكثر من صعيد يتجاوز الثقافة والفكر نحو الاقتصاد والأمن وغيرهما".

من جهته أكّد رئيس الوفد التونسي الأسعد سعيد على "أهمّية التواجد في أحد أهمّ معارض الكتب في الوطن العربي، فالكتاب يحمل المعرفة والفكر، وهو الأثر الباقي في تاريخ الشعوب".

و أضاف: "من الأهمّية بمكان حضور تونس بكلّ هذا الزخم الفكري وأمّهات المراجع، وإتاحتها كتبها للقارئ السعودي، من خلال الفضاءات الثقافية والحوارات الفكرية، ومن خلال إعادة تقديم أرباب المشهد الثقافي التونسي والأعمال الكاملة لأعلام الفكر مثل أبو القاسم الشابي، ومحمد العربي، وزبيدة البشير، ومحمد لعروسي المطوي، وعزالدين المدني، وغيرهم من القامات الإبداعية".

تصنيفات