غداة اجتماع موسكو.. اتفاق على تسريع محادثات السلام بين "طالبان" والحكومة الأفغانية

time reading iconدقائق القراءة - 7
وفد حركة "طالبان" في اجتماع محادثات السلام الأفغانية بالعاصمة الروسية موسكو - 18 مارس 2021 - AFP
وفد حركة "طالبان" في اجتماع محادثات السلام الأفغانية بالعاصمة الروسية موسكو - 18 مارس 2021 - AFP
موسكو -رويترز

نقلت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" الروسية، الجمعة، عن مسؤول أفغاني كبير، أن حكومة بلاده، وحركة "طالبان" اتفقتا على تسريع محادثات السلام، بعد أن استضافت روسيا مؤتمراً دولياً، يهدف إلى إحياء عملية السلام المتوقفة.

تأتي هذه الخطوة بعدما دعت روسيا والولايات المتحدة والصين وباكستان، طرفي النزاع في أفغانستان إلى التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، حسبما ذكرت رويترز.

في سياق متصل، أعلن متحدث باسم حركة "طالبان" في مفاوضات موسكو للسلام بأفغانستان، أن الحركة "تتمسك بضرورة تنفيذ اتفاق الدوحة"، في ما يخص انسحاب القوات الأميركية من البلاد.

وأضاف المتحدث، أن الحركة تتطلع لتحقيق وقف إطلاق النار في أفغانستان والقوات الأجنبية هي من "تزعزع الاستقرار في بلادنا"، لافتاً إلى أنه لن يكون هناك استقرار طالما لم تنسحب القوات الأجنبية من البلاد.

وقف فوري لإطلاق النار

والخميس، حثت روسيا والولايات المتحدة والصين إضافة إلى باكستان خلال مؤتمر في موسكو للبحث في تشكيل "إدارة انتقالية" قبل انسحاب محتمل للقوات الأميركية من أفغانستان، على "وقف فوري لإطلاق النار".

وقال الوسطاء الدوليون في بيان مشترك، صدر بعد محادثات الخميس، إنه على الطرفين التوصل "في أقرب وقت ممكن" إلى اتفاق "يضع حداً لحرب مستمرة منذ أكثر من 4 عقود في أفغانستان".

ودعا البيان، الأطراف كافة في النزاع الأفغاني، إلى "تخفيض مستوى العنف"، كما دعا حركة طالبان إلى "عدم إعلان هجوم الربيع".

يأتي الاجتماع في وقت تتكثّف فيه الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق سلام قبل الأول من مايو، الموعد الذي يتعيّن فيه مبدئياً على الولايات المتحدة، أن تسحب قواتها من أفغانستان.

وتجرى المحادثات في موسكو بحضور مبعوثين باكستانيين وصينيين وأميركيين بالتوازي مع المحادثات التي بدأت في سبتمبر في العاصمة القطرية الدوحة، ومع تلك التي ستستضيفها تركيا في أبريل المقبل في إسطنبول.

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قال خلال افتتاح المحادثات "نأسف لأن الجهود المبذولة حتى الآن في الدوحة لإحداث تقدم سياسي لم تتمخض عنها نتيجة إيجابية بعد.. نأمل أن توفر محادثات اليوم الظروف المناسبة لتحقيق تقدم".

دعم خطط واشنطن

ويعد وجود مبعوث الولايات المتحدة في أفغانستان زلماي خليل زاد، في محادثات موسكو، مؤشراً على تنامي جهود واشنطن لجذب دعم القوى العالمية لخططها في أفغانستان.

وعلى الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن يقرر سريعاً ما إذا كان سيبقي قوات أميركية في أفغانستان بعد الموعد النهائي في الأول من مايو لسحب القوات الذي تم الاتفاق عليه خلال حكم سلفه دونالد ترمب. 

حكومة انتقالية

ويحاول زلماي خليل زاد حشد الدعم لمقترح يشمل أيضاً تشكيل حكومة انتقالية، في المقابل يعارض الرئيس الأفغاني، أشرف غني، تشكيل حكومة انتقالية، بينما قال زعيم حركة طالبان من قبل، إن الحركة لن تنضم لها، على الرغم من تأييدها تغيير الإدارة الحالية. 

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة "طالبان"، الملا عبد الغني برادر، قد دعا قبيل المؤتمر إلى "ترك الأفغان يقررون مصيرهم".

وشدد متحدث باسم الحركة في تغريدة على تويتر، على ضرورة أن "يأخذ العالم في الاعتبار القيم الإسلامية والاستقلال والمصالح الوطنية للشعب الأفغاني".

من جهته أكد رئيس الوفد الأفغاني عبد الله عبد الله، رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في أفغانستان، أن كابول تأمل في تسريع المفاوضات، وأن "ينخرط الطرفان في محادثات ونقاشات في أجواء تختلف" عن تلك التي تخيم على محادثات الدوحة.

بينما قال موفد الكرملين إلى أفغانستان زامير كوبولوف "حصل حوار جدي مع كل الفرقاء الأفغان" تم خلاله التأكيد على "الاستعداد للتفاوض حول السلام".

صعوبات الانسحاب الكامل

لكن الرئيس الأميركي جو بايدن تحدّث، الأربعاء، عن صعوبات قد تحول دون الانسحاب الكامل في الموعد المقرر.

وقال بايدن في مقابلة بثتها محطة "إيه بي سي" الأميركية، إنه "يمكن أن يحدث ذلك، لكنه صعب"، منتقداً الاتفاق الذي توصل إليه سلفه دونالد ترمب مع حركة "طالبان". 

وأضاف "أنا بصدد اتخاذ قرار لموعد مغادرتهم"، موضحاً أن الإعلان عنه سيكون قريباً بعد التشاور مع حلفاء واشنطن والحكومة الأفغانية. 

وفور هذا التصريح، هددت حركة "طالبان" بـ"عواقب" إذا لم تسحب الولايات المتحدة قواتها من أفغانستان بحسب بنود الاتفاق.

وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لوكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس"،  إنه "على الأميركيين انهاء احتلالهم طبقاً لاتفاق الدوحة، وسحب جميع قواتهم من أفغانستان بحلول الأول من مايو".

وأضاف، محذراً: "إذا لم يفعلوا لأي سبب أو ذريعة، فسيتحملون مسؤولية العواقب".

والتزم ترمب بجدول الانسحاب حتى مغادرته البيت الأبيض، وبقي الآن 2500 جندي أميركي فقط في أفغانستان، حيث بدأت واشنطن تدخلها عقب هجمات الـ11 من سبتمبر 2001.

مضمون الاتفاق

وينصّ اتفاق سلام أبرمته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب مع حركة "طالبان" على انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بحلول الأول من مايو المقبل، مقابل إقامة حوار بين الأطراف الأفغانية المتنازعة، إلا أن إدارة بايدن عمدت إلى مراجعة الاتفاق، والإشارة إلى موعد آخر لم تحدده لخروج قواتها.

ونقلت مصادر لشبكة "سي إن إن" الأميركية، أنه في حال قرر بايدن سحب الجنود الـ2500 المتبقين في أفغانستان، فإن ذلك سيتطلب جهوداً كبيرة، خاصة عند "التعامل مع الأسلحة والمعدات ومنشآت القوات الأميركية في أفغانستان".

وأوضحت المصادر أن الجيش الأميركي سيحتاج إلى نقل أسلحته ومعداته العسكرية أو تدميرها كي لا تقع في أيدي حركة "طالبان"، فيما سيأخذ التنسيق مع الحكومة الأفغانية بعض الوقت من أجل تسليمها المواقع والمنشآت العسكرية الأميركية في البلاد، وهذه الترتيبات تستغرق 30 يوماً على الأقل.