بايدن وماكرون يتعهدان بـ"حوار استراتيجي" بين بلديهما بشأن التجارة الدفاعية

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والأميركي جو بايدن قبل لقاء على هامش اجتماعات قمة العشرين في روما - 29 أكتوبر 2021 - AFP
الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والأميركي جو بايدن قبل لقاء على هامش اجتماعات قمة العشرين في روما - 29 أكتوبر 2021 - AFP
دبي -الشرق

تعهَّد الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، بالتزام "الشفافية والتشاور" في المبادرات ذات التداعيات الاستراتيجية على بلديهما، وذلك مع سعي واشنطن وباريس إلى طي أزمة الغواصات التي تسببت في توتر العلاقات بين البلدين.

وأعلن الرئيسان، اعتزامهما، إطلاق "حوار استراتيجي بين بلديهما بشأن التجارة الدفاعية. 

وأكد بايدن وماكرون، في بيان مشترك عقب اجتماعهما في العاصمة الإيطالية روما "متانة العلاقات التاريخية بين الولايات المتحدة وفرنسا، مدعومة بالقيم الديمقراطية المشتركة، والروابط الاقتصادية، إضافة إلى التعاون الدفاعي والأمني".

وجدَّد الرئيسان "التزامهما المشترك بتحديث التحالف والشراكة عبر الأطلسي في ضوء الاتجاهات الدولية، والعمل سوياً، ومع الحلفاء والشركاء الآخرين حول العالم لمواجهة التهديدات الدائمة والحديثة".

وقال الرئيسان إنهما يتشاركان الالتزام ذاته تجاه "مشاورات منهجية ومعمقة، لضمان الشفافية، سواءً على الصعيد الثنائي أو على صعيد المنتديات متعددة الأطراف، بما في ذلك حلف الناتو، والشركاء في الاتحاد الأوروبي، فيما يتعلق بالسياسات والمبادرات المهمة لكل طرف، والتي لها تداعيات استراتيجية".

ويعتزم بايدن وماكرون، بحسب البيان، "إطلاق حوار استراتيجي بين بلديهما حول التجارة الدفاعية لتعزيز الرؤية المشتركة في ما يتعلق بالوصول إلى السوق الدفاعية، وقضايا التصدير، حيث ستحدد حكومتا البلدين، في هذا السياق، خطوات لتحسين كفاءة وفاعلية تراخيص التصدير الدفاعي".   

تحالف نووي

كما يعتزم الرئيسان "المحافظة على الدفاع والأمن المشتركين، وضمان الاستقرار الدولي في وجه نطاق كامل من التهديدات الحديثة".

وقال الرئيسان إن الولايات المتحدة وفرنسا تستمران في تعزيز الردع "باعتباره العنصر الجوهري للدفاع الجماعي، والإسهام في الأمن غير القابل للتجزية لحلف الناتو"، مؤكدين أن "الهدف الأساس لقدرات الناتو النووية هو الحفاظ على السلام، ومنع الإكراه، وردع العدوان".

وأضافا أنه "بالنظر إلى البيئة الأمنية المتدهورة في أوروبا، فإننا نجدد التأكيد على أن تحالفاً نووياً موثوقاً وموحداً هو أمر ضروري"، مشددين على أنهما "سيعملان معاً لتعزيز الحد من التسلح ونزع السلاح وعدم الانتشار النووي، كعنصر أساسي في الأمن الأوروبي الأطلسي".

وأكد الرئيسان دعم الولايات المتحدة للاستثمارات المتزايدة لحلفائها وشركائها الأوروبيين في القدرات العسكرية، لافتين إلى أن المهام العسكرية التي تقودها أوروبا من قبيل العمليات في الساحل الإفريقي والبوسنة تسهم إيجابياً في الأمن عبر الأطلسي.

كما جدَّد بايدن وماكرون دعمهما لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الناتو والاتحاد الأوروبي، ودعمهما للحوار بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حول قضايا الأمن والدفاع والعمل نحو إيجاد ترتيب إداري بين واشنطن ووكالة الدفاع الأوروبية، على النحو الذي تقرَّر في قمة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في يونيو.

نووي إيران

وأشاد الرئيسان بالجهود التي يبذلها التحالف الدولي لمحاربة داعش، مؤكدين أهمية "تعزيز التنسيق والتعاون على المستوى الثنائي ومع شركاء التحالف لمواصلة الضغط على شبكات داعش على مستوى العالم، بما في ذلك استمرار الجهود العسكرية ذات الصلة في العراق وسوريا، لضمان الهزيمة الدائمة للتنظيم".

كما اتفق الرئيسان على ضرورة "ضمان عدم تطوير إيران لسلاح نووي أو حيازته"، إضافة إلى دعم الإصلاحات في لبنان، ودعم سيادة العراق واستقلاله مع ضمان عدم توفيره مرة أخرى ملاذاً للجماعات المتطرفة العنيفة.

المحيطان الهندي والهادي

وقال الرئيسان إنهما يدركان "أهمية التعاون القوي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، ولا سيما في ظل التحديات الاقتصادية والاستراتيجية المتنامية هناك، مع ترحيب الولايات المتحدة في هذا الصدد بدور فرنسا كشريك استراتيجي في المنطقة".

وأضافا أنه "مع زيادة فرنسا والدول الأوروبية لحضورها الجوي والبحري في منطقة المحيطين الهندي والهادي، فإن الولايات المتحدة تنوي زيادة دعمها ومساهماتها المالية المقدمة لعمليات الانتشار هذه".

وبحسب البيان، تعهَّدت فرنسا والولايات المتحدة بزيادة تعاونها في منطقة الساحل، بما يشمل تخصيص الولايات المتحدة أصولاً إضافية في المنطقة لدعم جهود مكافحة الإرهاب التي تقودها فرنسا ودول أوروبية أخرى، إضافة إلى تعزيز الدعم متعدد الأطراف لمجموعة الخمس في منطقة الساحل، وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما).

قضايا المناخ والتكنولوجيا

وأشار بايدن وماكرون إلى أنه مع تولي فرنسا رئاسة الاتحاد الأوروبي في خريف 2022، فإنها ستبقي الولايات المتحدة مطلعة على أولوياتها، لافتين إلى أن بلديهما "سيعملان لتعزيز الصحة العالمية، والأمن الصحي، بما يشمل الجهود لإنهاء وباء كوفيد-19، وبناء القدرة على الصمود في مواجهة الأوبئة المستقبلية".

كما شدد الرئيسان على الاستمرار في معالجة أزمة المناخ، بما في ذلك دعم أهداف مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2021 (كوب-26)، لتسريع التحول العالمي إلى تصفير الانبعاثات، مرحبين في هذا الصدد بالخطط لإطلاق "الشراكة الأميركية الفرنسية للطاقة النظيفة" بحلول نهاية العام الجاري.

ووفقاً للبيان، تعتزم الولايات المتحدة وفرنسا تكثيف التعاون في قضايا الفضاء، والانخراط في حوار ثنائي حول تأثير التكنولوجيات الناشئة في اقتصادي البلدين. 

والتقى الرئيسان الأميركي والفرنسي، الجمعة، في السفارة الفرنسية في روما، لأول مرة منذ الغواصات، في وقت يعمل فيه البلدان على إصلاح العلاقات، إثر الخلافات التي أثارها الاتفاق الأمني بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا "أوكوس".

واعتبر بايدن أن بلاده لم تتصرف "على النحو الملائم" في أزمة الغواصات مع فرنسا، في حين أشار ماكرون، إلى أن البلدين ينخرطان في عملية لـ"بناء الثقة".

اقرأ أيضاً: