قال مسؤول من حركة "طالبان" لوكالة "رويترز"، الجمعة، إن الانفجارين اللذين شهدهما مطار كابول، الخميس، أوديا بحياة 72 مدنياً أفغانياً.
وذكر مسؤول في الحركة أن 28 عضواً في طالبان لقوا حتفهم خلال الانفجارين.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "لقد فقدنا من الناس أكثر من الأميركيين"، علماً أن ما لا يقل عن 13 جندياً أميركياً لقوا حتفهم في الانفجارين اللذين تبناهما تنظيم "داعش خراسان".
وأكد المسؤول أن حرّاس "طالبان" سيضعون أبراج مراقبة حول كل المطارات الأفغانية. وقال إنه "لا يوجد سبب لتمديد مهلة انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان" إلى ما بعد الموعد المحدد بيوم 31 أغسطس المقبل.
وكانت "طالبان" ندّدت "بشدّة" بالهجوم الذي قالت إنه "وقع في منطقة تتولى القوات الأميركية مسؤولية الأمن فيها".
والخميس، نقلت "رويترز" عن قناة "خبر ترك" أن قيادياً في "طالبان"، لم تسمّه، قال إن الهجمات على المطار جاءت نتيجة وجود القوات الأجنبية هناك، مضيفاً: "بمجرد اتضاح الوضع في مطار كابول ورحيل القوات الأجنبية، لن تقع عندنا مثل هذه الهجمات مرة أخرى".
تكثيف عمليات الإجلاء
وبعد الهجوم أكد قائد القوات المركزية الأميركية، الجنرال كينيث ماكينزي، أن عمليات الإجلاء من كابول ستتواصل رغم ما حدث، مضيفاً أن "داعش لن يردع الولايات المتحدة عن تنفيذ مهمتها".
والجمعة، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أمني غربي، لم تسمّه، أن وتيرة عمليات الإجلاء من مطار كابول "زادت بعد الهجوم".
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أكد في كلمة ألقاها من البيت الأبيض، مساء الخميس، أن عمليات الإجلاء ستتواصل رغم الهجوم، متوعداً بملاحقة منفّذيه.
وقال: "لأولئك الذين نفّذوا هذا الهجوم، وكذلك لأي شخص يتمنى الضرر لأميركا، اعلموا أننا لن نسامح ولن ننسى. سنطاردكم ونجعلكم تدفعون الثمن".
وأكد بايدن أن لا دليل حتى الساعة على حصول "تواطؤ" بين طالبان وداعش في الهجوم، ولكنه أوضح أنه طلب إعداد خطط لضرب تنظيم "داعش خراسان"، وأمر القادة العسكريين باتخاذ أقصى الخطوات الضرورية لحماية القوات الأميركية في كابول.
إدانات دولية
وندّدت دول ومنظمات دولية عدة بالهجوم "الانتحاري" الذي وقع عند إحدى بوابات مطار كابول، مثل كندا وروسيا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وهولندا والنرويج والسويد وبولندا وتركيا والسعودية وقطر والبحرين ومصر والأردن وإسرائيل. وبعض هذه الدول اعتبر أن هذا الهجوم يستدعي تسريع عمليات الإجلاء.
كذلك ندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بالهجوم، ودعا الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن إلى اجتماع لمناقشة "الوضع الفوضوي" في أفغانستان.
وأعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرج، عن "إدانته الشديدة لهذا الهجوم الإرهابي المروع"، وشدّد على أن الأولوية تظل "لإجلاء أكبر عدد ممكن من الأشخاص إلى بيئة آمنة في أسرع وقت ممكن".
ودعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إلى مواصلة عمليات الإجلاء، في حين دانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين "الهجمات الجبانة واللاإنسانية في مطار كابول".
4 دول تنهي عمليات الإجلاء
الخميس، أعلن كل من كندا وبلجيكا وهولندا وألمانيا الانتهاء من عمليات الإجلاء التي تقوم بها من مطار كابول، في حين ستنهي فرنسا عمليات الإجلاء التي تقوم بها، مساء الجمعة، أي قبل أيام قليلة من الموعد النهائي المقرر للانسحاب.
أما الولايات المتحدة فأكدت على لسان الناطقة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، أنه لا يوجد موعد نهائي لأي التزام بإجلاء أي أميركي يريد الخروج من أفغانستان، حتى بعد الانسحاب العسكري، في حين قالت إنه لا يمكن إجلاء كل أفغاني يريد مغادرة البلاد قبل انسحاب الجيش الأميركي في 31 أغسطس.